صمت أممي على جرائم وانتهاكات الحوثيين بحق المعتقلين شجعهم على الإمعان في ارتكاب المزيد

تمارس مليشيا الحوثي الإرهابية أساليب متنوعة في تعذيب المختطفين والمخفيين قسرياً في سجونها في المناطق المتبقية تحت سيطرتها تقود في نهاية المطاف إلى الموت الحتمي.

فقد الكثير من المختطفين حياتهم إثر تعرضهم للتعذيب في سجون الحوثيين وسط تجاهل مريب للأمم المتحدة والمنظمات المعنية بحقوق الإنسان التابعة لها.

وتزايدت الانتهاكات والاختطافات التي تشنها المليشيات الحوثية بحق المواطنين في مختلف مناطق سيطرتها وبشكل خاص المناهضين لها وتقوم باعتقالهم بدون مسوغ قانوني لأشهر طويلة وبعضهم لسنوات وتخفيهم عن أهاليهم في سجونها او سجون سرية مستحدثة بعد تلفقيها لهم تهما كيدية كاذبة.

كما صعدت مليشيا الحوثي منذ استشهاد الزعيم علي عبدالله صالح الرئيس اليمني السابق رئيس المؤتمر الشعبي العام في سبتمبر الفائت حملة الاختطافات بحق كوادر وقيادات وأنصار وموالين لحزب المؤتمر، واعتقلت المئات منهم وزجت بهم في السجون.

وثمة قصص وأحداث مروعة يحكيها الناجون من المعتقلين وما قاسوه داخل سجون الحوثيين، وتتكشف هول الجرائم والانتهاكات حين يخرج المعتقل جثة هامدة، وعليها آثار تعذيب وتنكيل تفضح ما يتعرض له المعتقلون من قبل مليشيا الموت الحوثية.

ويقول أحد المعتقلين الذي أفرج عنه مؤخرا من أحد سجون الحوثيين في اتصال هاتفي بمحرر وكالة خبر، إن عددا من المختطفين من رفاقه في السجن يتعرضون لمختلف انواع التعذيب الجسدي والنفسي، تنوعت ما بين الصعق الكهربائي ونزع الأظفار والكي بالنار والضرب بالعصي والأسلاك الكهربائية وفصلهم في سجون انفراديه كلا على حدة، بالإضافة إلى تعرضهم لمعاملة وصفها ب"السيئة" وأصناف الشتائم والسباب عليهم من قبل سجانيهم.

وقال ناجون من سجون المليشيا في شهادات وثقتها (رابطة حقوقية محلية أهلية) مختصة بالمختطفين والمخفيين قسرياً، إن الحوثيين كانوا يكبلون أيديهم وأرجلهم ويضربونهم بوحشية في وجوههم ورؤوسهم ومؤخراتهم، وذكر آخرون أن عددا من المختطفين كانوا ينزفون ويتقيؤون دما، ولم يتلقوا العلاج في حين يموت البعض تحت وطأة التعذيب.

وكانت منظمة حقوقية محلية تحدثت في بيان لها مؤخراً، عن تعرض المعتقلين غالبيتهم من الصحفيين إلى "تعذيب وحشي لم يسبق له مثيل بالعالم، من حيث نوعية التعذيب وتعدد أساليبه ومن ناحية طول الفترة التي لا يزالون يرزحون فيها لما يقارب العامين".

واستخدام الحوثيون العديد من المختطفين بينهم صحفيون كدروع بشرية بوضعهم في ثكنات عسكرية ومستودعات أسلحة تعد أهدافاً للقصف الجوي من مقاتلات التحالف العربي ما أودى بحياة عدد منهم.

وطالبت منظمة "رايتس رادار" لحقوق الإنسان في العالم العربي الأمم المتحدة أوائل الشهر الجاري بضرورة إدراج قضية ضحايا التعذيب والمعتقلين في سجون الحوثي، ضمن جدول أعمال المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث.

وأوضحت المنظمة، التي تتخذ من هولندا مقرا لها، أن حالات الوفيات تحت التعذيب في معتقلات ميليشيا الحوثي في المحافظات التي تحتلها تصاعدت بشكل مخيف خلال الفترة الأخيرة، وبلغ عدد حالات الوفيات تحت التعذيب في هذه المعتقلات 121 حالة منذ بداية الحرب في اليمن قبل 3 أعوام ونصف العام.

وندد نشطاء وحقوقيون يمنيون في اتصالات متعددة بمحرر وكالة خبر، تجاهل الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية الدولية المعنية بحقوق الإنسان للانتهاكات المستمرة من قبل مليشيات الحوثيين بحق المختطفين والمخفيين قسريا في معتقلاتها وعدم اتخاذ أي إجراء عملي رادع ورسمي من شأنه كبح المليشيا عن ارتكاب مزيد من الجرائم والانتهاكات.

وطالبوا منظمة الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الدولية بوضع حد لانتهاكات الحوثيين الذين يملكون سجلا حافلا بجرائم التعذيب الوحشي حتى الوفاة أو الإعدامات المباشرة، منذ ما قبل انقلابهم على السلطة في 21 سبتمبر 2014، وهي بقدر ما تمثل انتهاكات صارخة لمبادئ القانون الدولي لحقوق الإنسان وجرائم لايقبل بها عرف أو دين أو قانون أو شريعة من شرائع الأديان السماوية.

وحذروا في مجمل أحاديثهم، من خطورة الصمت الدولي تجاه ممارسات الحوثيين القمعية وغض الطرف عن جرائمهم الممنهجة بحق الحريات وحقوق الإنسان والذي ينعكس أثره سلبيا مما حوله إلى غطاء أممي ودولي وداعم رئيس لارتكاب المليشيا الحوثية المزيد من الانتهاكات والجرائم بحق المعتقلين في سجونها.

وبحسب آخر إحصائية لمنظمة حقوقية "غير حكومية"، فإن قرابة 5000 مختطف في سجون الحوثيين يتعرضون لانتهاكات غير قانونية وطرق تعذيب وصفتها بـ"الوحشية".