6 من أبرز القناعات العلمية الزائفة حول العالم

يضج العالم بالعديد من المعارف والمعتقدات الشائعة، والتي تصنفها بعض الشعوب على أنها جزء من العلوم، ورغم أن هناك العديد من الباحثين يلهثون خلفها لإثبات صحة معتقداتهم وآرائهم إلا أن الأبحاث العلمية الدقيقة أثبتت كذب ما يدعون.
 
ومع أن هؤلاء الباحثين أطلقوا على ما يدعون صفة العلم، فإن المجتمعات العلمية في العالم واجهتهم بالمطالبة بفرضيات تثبت صحة نظرياتهم؛ وهو ما قوبل بالفشل حينًا وبالرفض حينًا آخر، لذا برز مسمى «العلوم الزائفة» في محاولة لردع تلك العلوم، والتي تكتسب أفرع منها انتشارًا واسعًا في دول العالم.
 
1- «الكريبتوزولوجي».. الحيوانات الأسطورية حية ترزق
 
«دراسة الحيوانات المجهولة» هذا باختصار علم الكريبتوزولوجي، هناك أشخاص يؤمنون بوجود الغيلان والبيج فوت ووحش بحيرة لوخ نيس، لذا وجد بعض الأشخاص أنه من الممتع البحث عن تلك الحيوانات وحفرياتها لإثبات نظرية أن الوحوش الأسطورية كانت موجودة على الأرض يومًا ما.
وحش بحيرة لوخ نيس
وحش بحيرة لوخ نيس
 
بدأ علم الكريبتوزولوجي في عام 1892، حين نشر عالم الحيوان الهولندي أنثوني كورنيليس أوديمانس مخطوطة بعنوان «ثعبان البحر العظيم»، ومنذ هذه اللحظة، هناك الكثير ممن قرروا البحث عن وحوشهم الأسطورية في العالم، ومما دعم هذا العلم أن السير هاري جونستون بحث عن حصان الغابة في أفريقيا مدة 40 سنة، وفي النهاية وجد جمجمة لحيوان الأوكابي عام 1901، ولم يكن وحشًا بل كان زرافة قصيرة العنق تعيش في أدغال أفريقيا.
 
أما البيج فوت فهو مخلوق شبيه بالقرود العملاقة، ومن الحيوانات الأسطورية المنتشرة في أمريكا، وبدأ الاهتمام به خلال النصف الثاني من القرن العشرين وحتى الآن، ولا يزال العديد من الأمريكيين مؤمنين بوجوده، والكثير ممن يصفون أنفسهم من علماء الكريبتوزولوجي أو حتى الهواة قدموا أدلة على وجوده، مثل عينات شعر، وآثار أقدام، لكن أغلب هذه الأدلة أثبت زيفها.
 
وحش بحيرة لوخ نيس إحدى الأساطير المشهورة في أوروبا والعالم، والتي دحضتها هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» بالكامل عام 2003، حين جرب فريقها البحيرة باستخدام أجهزة السونار والملاحة عبر الأقمار الصناعية، ولم يجدوا أي وحوش، ومع ذلك لا يزال هناك اهتمام كبير وتصديق بوجود الوحش.
 
2- صيد الأشباح.. معدات متطورة تُهان في البيوت المسكونة
 
رغم أنه لا يوجد تعريف دقيق للأشباح؛ إلا أن البعض يُفسر الأشباح على أنها أرواح الموتى الذين قتلوا غدرًا ولم يقدم قاتلهم للعدالة، فيعودوا للانتقام، وبوسعنا أن نقول إن تلك الحكايات تصلح فقط للروايات وأفلام الرعب السينمائية، ورغم ذلك هناك العشرات من المنظمات والهواة يعملون على صيد الأشباح في أمريكا.
مجموعة من صائدي الأشباح في بيت مسكون
مجموعة من صائدي الأشباح في بيت مسكون
 
يكرس صيادو الأشباح أنفسهم لهذا العمل، يذهبون إلى البيوت المسكونة بمعدات متطورة على أمل رصد أي شيء يدل على وجود الأشباح، وأحيانًا ينتهي بهم المطاف في مراكز الشرطة بتهمة تخريب الممتلكات العامة. حدث هذا مع بعض منهم في مقابر ولايتي إلينوي وكونيتيكت الأمريكية.
 
يستخدم صيادو الأشباح مجموعة متنوعة من الأساليب للكشف عن وجود الأشباح، بما في ذلك الوسطاء الروحانيون، والذين يدعون تحديد موقع الأشباح والتواصل معهم؛ لكن للأسف لم يقدم الوسطاء أي معلومة مفيدة أو قابلة للتحقق من الحياة الآخرة، ولم يتمكن صائدو الأشباح من إثبات أشباحهم بعد أن يتواصل معها الوسيط الروحاني.
 
يدعي صائدو الأشباح أنهم يبحثون بحثًا علميًّا، وبالأخص لأنهم يستخدمون أجهزة علمية عالية التقنية مثل عدادات جايجر -إحدى أدوات اكتشاف الإشعاعات المؤيَّنة- وكاشفات المجال الكهرومغناطيسي، وكاشفات الأيونات، وكاميرات الأشعة تحت الحمراء، والميكروفونات الحساسة، ورغم هذا كله لم يقدموا دليلًا علميًّا واحدًا من مغامراتهم في الكشف عن الأشباح.
 
3- رواد الفضاء القدماء.. الأساطير القديمة تثبت النظرية
 
فرع آخر من العلوم الزائفة يسمى «رواد الفضاء القدماء»، والذي يضع فرضية أن جنسًا من كائنات ذكية خارج الأرض زاروا الأرض أو استعمروها في الماضي البعيد، وحدثوا الإنسان المنتصب عن طريق الهندسة الوراثية، ليظهر الإنسان العاقل.
 
قدم أصحاب هذه الفرضية دليلين على نظريتهم: أولهما عدم احتمال ظهور الإنسان العاقل فجأة، وثانيها أن أساطير الحضارات القديمة تصف الآلهة الشبيهة بالإنسان تنزل من السماء وتخلق البشرية في صورتها الخاصة، وبموجب هذا العلم الزائف فإن الإنسان العاقل هو كائن هجين يشتمل على مزيج من الجينات الأرضية من جينات الإنسان المنتصب، وجينات الكائنات الفضائية.
صورة تخيلية لأحد رواد الفضاء القدماء في أحد المعابد المصرية
صورة تخيلية لأحد رواد الفضاء القدماء في أحد المعابد المصرية
 
هناك أدلة أخرى ساقها أصحاب نظرية رواد الفضاء القدماء، أن الأهرامات المصرية بناها هؤلاء الزوار وليس الفراعنة، ولأن العلم لا يعرف التكهنات فقد طولب أصحاب هذه النظرية بالدلائل العلمية والإثباتات، لكن لم يقدموا دليلًا واحدًا ملموسًا على تلك الفرضيات أكثر من الاستنتاجات الكلامية.
 
4- الأبراج.. الوهم الجميل الذي يصدقه العالم
 
أولاً عليك أن تعلم أن الأبراج لا تتبع علم الفلك؛ فالأخير علم حقيقي، أما علم الأبراج فهو يصنف من العلوم الزائفة، ربما تستمد الأبراج قوتها من أن جذورها تنتمي لعلم الفلك، لكن الحقيقي أنه ليس كذلك، فعلم الأبراج فرضيته الأساسية هي أن الأجسام السماوية؛ الشمس والقمر والكواكب والأبراج، لها تأثير على الأحداث الأرضية أو ترتبط بها، ولكن هذه الفرضية أثبتت فشلها في الكثير من الدراسات العلمية.
 
نظرًا لانتشار القناعة بعلم الأبراج في العالم، تعقب باحثون على مدار عدة عقود أكثر من ألفي شخص ولدوا في غضون دقائق فرق بين بعضهم وبعض، ووفقًا لعلم الأبراج فلا بد أن يكون هؤلاء الأطفال لهم سمات مشابهة جدًّا، جُند الأطفال في الأصل جزءًا من دراسة طبية بدأت في لندن عام 1958 لمعرفة كيفية تأثير ظروف الولادة في الصحة بالمستقبل، ورصُد تطورهم على فترات منتظمة، وجد الباحثون أكثر من 100 سمة مختلفة بين الألفي حالة، بما في ذلك المهنة، ومستويات القلق، والحالة الزوجية والعدوانية، والمؤثرات الاجتماعية، ومستويات الذكاء، والقدرة في الفن، والرياضة، والرياضيات، والقراءة.
صورة لإحدى الساعات الفلكية يظهر فيها الأبراج
صورة لإحدى الساعات الفلكية يظهر فيها الأبراج
 
فشل العلماء في النهاية في العثور على أي دليل على أوجه التشابه بين ما أسموه «توائم الوقت»، لم تكن هذه هي الدراسة الوحيدة لإثبات زيف علم الأبراج، هناك العديد من الدراسات التي خلصت إلى النتيجة السلبية نفسها، وحتى الآن لا توجد حالات موثقة من علم الأبراج تساهم في اكتشاف علمي جديد.
 
5- الأرض مجوفة.. وحضارة كاملة تعيش بالأسفل
 
في مطلع القرن الثامن عشر لاحظ الفلكي الإنجليزي إدموند هالي أن المجال المغناطيسي للأرض لا يمكن التنبؤ به إلى حد ما، مع تحول خطوطه من سنة إلى أخرى، وطرح فرضية أننا نقف على قشرة خارجية من الأرض مع ثلاث قشرات متحدة المركز داخلها، وأقطاب هذه القشر الداخلية هي التي تتخلص من مجالنا المغناطيسي، وقال إن هناك حياة مزدهرة بلا شك في أعماق الأرض.
 
طرح هالي أدلة منطقية آنذاك، منها أن الاختلافات في المجال المغناطيسي للأرض لا يمكن أن تكون بسبب نوع من الأجسام المغناطيسية التي تتجول في الصخر، مع الطبيعة الصخرية الصلبة؛ لذا يجب أن تكون هناك دوائر غير مرئية تدور حول أقدامنا.
إدموند هالي
إدموند هالي
 
اتخذت نظرية هالي مكانًا مميزًا في العلوم، وحاول بعضهم إثبات نظريته، وهناك من نوى السفر إلى داخل الأرض، ودعم هذه النظرية رواية الأدميرال ريتشارد بيرد من البحرية الأمريكية أثناء رحلته القطبية، الذي ذكر أنه صادف مناخًا دافئًا مع مخلوقات تشبه الماموث وسباقًا إنسانيًّا قديمًا كان داخل الأرض، واعترضت طائرته مجموعة من المقيمين داخل الأرض بطائرة على شكل الصحن، واستقبله مبعوثون لحضارة يعتقد الكثيرون أنها أجارتا الأسطورية، وعبّر سكان أجارتا عن قلقهم إزاء استخدام البشرية للقنابل الذرية خلال الحرب العالمية الثانية، وذكر بيرد أنه قد وظف سفيرًا للعودة إلى حكومة الولايات المتحدة لنقل مشاعرهم.
 
الغريب أن ألمانيا النازية بحثت عن أجارتا، وبحثت عن الحفرة المزعومة في القطب الشمالي والتي تصل إلى أجارتا، بل إن البحار الألماني كارل أنجر في عام 1947، قال إن غواصته دخلت الأرض الجوفاء من خلال ممر تحت الماء، ورأى حضارة أجارتا، وهناك فريق روسي، وآخر أمريكي بحثا عن أجارتا الأسطورية، وبالطبع لم يجدا شيئًا، الغريب أنه حتى عام 2014 كان هناك بعثة تخطط للسفر والوصول إلى أجارتا الأسطورية، لكن سحب الممول الرئيسي أمواله قبل السفر مباشرة.
 
6- الأحجار الكريمة.. ابحث عن الشاكرات أولاً

العلاج بالطاقة والهالات المحيطة بالإنسان فرع من العلوم التي وصفت بـ«المزيفة»، فالاعتقاد بأن الحجر الكريم أو الكريستال يمنحك قوة من الطاقة الإيجابية، ويدرأ عنك الطاقة السلبية، هو نوع من أنواع الاعتقادات الشائعة، لكن لا دليل علمي عليها إلى الآن.
 
لقرون طويلة كانت الأحجار الكريمة والكريستال تستخدم لعلاج حالات السحر، وطرد العوائق، وفك الأعمال في العديد من دول العالم، والذي يصفه العلم الحديث أنه لا شيء أكثر من مجرد الإيحاء والتمني، وإلى الآن ما يزال كثيرون يؤمنون بأن مراكز الطاقة في الإنسان المعروفة بـ«الشاكرات»، تؤثر بالسلب أو الإيجاب على حياة الإنسان، لذا لا بد من وجود أحجار معينة لشحن طاقة الشاكرات، وبالتالي الإمداد بالطاقة الإيجابية، وأيضًا لطرد الطاقات السلبية في الجسم.
 
كان الادعاء الأكثر زيفًا هو أن الكريستال إذا جرى ارتداؤه ارتداء صحيحًا يمكن أن يوفر الحماية ضد القوى الكهرومغناطيسية الضارة، مثل تلك التي تنبعث من شاشات الكمبيوتر، والموبايل، وأفران الميكروويف، ومجففات الشعر، وقوى الأشخاص الأشرار، وقد اخترع «درع الكهربيولوجي» في تسعينيات القرن الماضي، وهو عبارة عن أحجار على شكل طبق طائر من أجل توفير هذه الحماية، الأغرب أن هذا الدرع حقق أرباحًا طائلة.
 
على الرغم من أن العلم الحديث لم يرفض أو يلفظ فكرة الأحجار الكريمة أو الكريستال، فقد طالب فقط بإثبات علمي يؤيد هذه الفرضيات، وطالب أولاً بإثبات وجود الشاكرات السبع في الجسم، ومن ثم إثبات أن الأحجار والكريستال يمكنهم شحن أو درأ الطاقة، لكن لم يتمكن أحد من مؤيدي هذا العلم أن يثبت علميًّا فرضيته، وبالتالي صنف هذا العلم بـ«الزائف»، لكن في النهاية فإن ارتداء البلورات بالنسبة للبعض يمنح بعض الأشخاص شعورًا بالحماية.