برلين تطلع واشنطن على نتائج زيارة ماس إلى طهران

بعد زيارة وزير خارجية ألمانيا إلى طهران، طار إلى واشنطن مستشاره المقرب ينس بولتنر لاطلاع الإدارة الأمريكية على نتائج المباحثات مع الجانب الإيراني. ومهمة الوساطة يستلمها رئيس الوزراء الياباني الذي توجه إلى إيران.

توجه مدير القسم السياسي بوزارة الخارجية الألمانية ينس بولتنر، إلى واشنطن ليُطلع وزارة الخارجية الأمريكية اليوم الأربعاء (12 يونيو/ حزيران 2019) على نتائج المحادثات التي أجراها في طهران وزير الخارجية الألماني هايكو ماس قبل يومين.

وكان ماس التقى الرئيس الإيراني حسن روحاني ونظيره الإيراني محمد جواد ظريف في إطار جهود الحفاظ على الاتفاق النووي المثير للجدل مع إيران.

وكما كان متوقعا، لم تسفر زيارة ماس لإيران عن نتائج محددة. بينما صرحت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، مورغان أورتاغوس، عقب الزيارة أن بلادها ستواصل سياسة "الضغط لأقصى درجة".

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد انسحب من الاتفاق النووي مع إيران العام الماضي وشدد العقوبات على قطاعي النفط والبنوك الإيرانيين. وزادت هذه الخطوة من الضغوط الاقتصادية على طهران وأوقعت البلدان الأوروبية الحريصة على دعم الاتفاق في مأزق.

وساطة يابانية لحل النزاع

في المقابل، وكطرف محايد توجه رئيس الوزراء الياباني، شينزو آبي، الأربعاء إلى إيران في زيارة تستغرق يومين قصد التوسط في النزاع بين طهران وواشنطن. ومن المقرر أن يعقد آبي، وهو أول رئيس وزراء لليابان يزور إيران منذ 41 عاما، محادثات اليوم مع الرئيس الإيراني، والمرشد الأعلى آية الله علي خامنئي غدا، حسبما أعلنت الحكومة. وقبل مغادرة البلاد أجرى آبي تنسيقا للزيارة عبر الهاتف مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وقال مسؤولون إيرانيون لرويترز إن طهران تعتزم طلب توسط اليابان بين طهران وواشنطن لتخفيف العقوبات النفطية المفروضة من الولايات المتحدة. وقال مسؤول إيراني كبير لرويترز "بإمكان اليابان المساهمة في تخفيف التوتر الجاري بين إيران وأمريكا، كبادرة حسن نية، يجب على أمريكا إما رفع العقوبات النفطية غير العادلة أو تمديد الإعفاءات أو تعليقها (العقوبات)". وقال مسؤول آخر "السيد آبي يمكن أن يكون وسيطا مهما لتيسير ذلك".

إيران: لا أمن بالمنطقة بدون وقف الحرب الاقتصادية

وتجدر الإشارة إلى أن الرئيس الإيراني حسن روحاني صرح الشهر الماضي أن بلاده ستبدأ أيضا في الانسحاب جزئيا من الاتفاق النووي، مستشهدا بخروج الولايات المتحدة والعقوبات التي فرضتها. وحدد روحاني مهلة تنتهي في السابع من تموز/ يوليو المقبل لبقية الموقعين على الاتفاق - الصين وروسيا وألمانيا وفرنسا وبريطانيا - لضمان الفوائد الاقتصادية لإيران بموجب الاتفاقية وتحييد العقوبات الأمريكية.

وأكد مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية عباس عراقجي أن العقوبات الاقتصادية الأمريكية ضد إيران "تستهدف المنطقة كلها". ونقلت وكالة "فارس" الإيرانية اليوم الأربعاء عنه القول: "القضية النووية الإيرانية هي القضية الوحيدة في منطقة الشرق الاوسط التي تم حلها وأثمرت عن اتفاق عبر التفاوض والدبلوماسية، إلا أن الولايات المتحدة خرجت منه لأسباب غير منطقية وغير مفهومة". وشدد على أن "الولايات المتحدة في حرب اقتصادية مع الجمهورية الإسلامية، وهذا هو السبب الأساسي في تصعيد التوترات في المنطقة".