جميع الصحافيين جواسيس محتملون بنظر حماس

استنكرت نقابة الصحافيين الفلسطينيين محاولات حركة حماس لتخوين وتخويف الصحافيين، عبر تصويرهم كجواسيس محتملين لأنظمة استخبارات عالمية في تقرير نشرته على موقعها الأمني.
 
واعتبرت النقابة “أن حركة حماس تشكك بوطنية الصحافيين وتحرض عليهم بما يرقى إلى درجة استباحة دمائهم وقتلهم وملاحقتهم ونبذهم من المجتمع”، كما تمارس انتهاكات عديدة ضد الصحافيين الفلسطينيين وتعتقل كل من يبادر بانتقاد ممارساتها وتمنع ذويهم من زيارتهم في المعتقلات.
 
وأضافت النقابة “أن البيان يأتي في سياق حملات حماس المسعورة ضد حرية الصحافة في فلسطين وفي إطار ملاحقة الصحافيين لعدم نشر الحقيقة”.
 
والمثير في تقرير حماس أنها أوردت أسماء صحافيين أجانب اعتقلوا في إيران مثل مراسل صحيفة واشنطن بوست الأميركية جيسون رضايان الذي تحدثت وسائل الإعلام العالمية عن معاناته لمدة 18 شهرا في السجون الإيرانية، والابتزازات التي تعرض لها من قبل طهران للإفراج عنه، وبذلك تبنت حماس الرواية الإيرانية مؤكدة عداءها المعروف للصحافيين الأجانب وسجلها في انتهاك حقوق الصحافيين.
 
وذهبت حماس بعيدا في تقريرها إلى درجة أنها أدانت الصحافية الروسية يوليا يوزيك المعتقلة حاليا في طهران بتهمة التجسس، رغم أن متحدثا باسم الحكومة الإيرانية أعلن الاثنين أنه تم القبض على الصحافية بسبب مخالفة تتعلق بالتأشيرة، رافضا تقارير ذكرت أن المرأة متهمة بالتجسس.
 
وقالت نقابة الصحافيين الفلسطينية “إن هذا البيان (التقرير) يؤكد أن حماس مذعورة من شعبنا الذي يكشف كل يوم حقيقتها الظلامية التي لا تؤمن بالآخر ولا تؤمن بالتعددية والحرية وتريد مواصلة الإمعان في سياسة التعتيم على الحقيقة وتكميم الأفواه بالقوة”.
 
وشددت على “أن سياسة التخويف والتخوين المتبعة من حماس لن تنال من الصحافيين ولن ترهبنا بل ستزيد الصحافيين إصرارا على قول الحق والحقيقة مهما أمعنت في ممارستها”.
 
وحملت النقابة حركة حماس وقيادتها في الضفة وغزة والخارج المسؤولية الكاملة عن أي جريمة أو اعتداء يتعرض له أي صحافي بعد هذا التحريض والتخوين للصحافيين خاصة في قطاع غزة.
 
واعتبر متابعون أن تقرير حماس هو محاولة منها لتبرير انتهاكاتها ضد الصحافيين والحملة الممنهجة التي تستهدفهم، عبر اتهامهم بأخطر الجرائم التي يدينها الشعب الفلسطيني، وبالتالي تسحب التعاطف الشعبي من الصحافيين تحت ذريعة أنهم جواسيس محتملون في كل وقت.
 
وجاء التقرير بالتزامن مع منع أجهزة حماس الأمنية زيارة دعت إليها نقابة الصحافيين لعائلة الصحافي هاني الآغا المعتقل في سجون الأمن الداخلي بغزة منذ أسبوعين.
 
وقالت النقابة في بيان “إن تحسين الأسطل نائب نقيب الصحافيين تلقى اتصالا من جهاز الأمن الداخلي بخان يونس، يفيد بمنعه من القيام بالزيارة وتحميله المسؤولية عن أيّ أحداث تحصل خلالها”.
 
وكانت النقابة قد دعت الصحافيين إلى المشاركة في زيارة عائلة الصحافي المعتقل للتضامن معها، وأشارت إلى أنها تنظر بخطورة بالغة تجاه هذا المنع، محملة حركة حماس المسؤولية كاملة.
 
وأكدت أن قرار أمن حماس منع الزيارة يعتبر انتهاكا واضحا للقانون الأساسي الفلسطيني، وحق النقابات في تنظيم الفعاليات النقابية المتعارف عليها.
 
وأشارت إلى أنها قررت تأجيل فعالية الاثنين “إزاء هذا الانتهاك الخطير، وحرصا من نقابة الصحافيين على سلامة الصحافيين”.
 
كما دعت النقابة الصحافيين إلى تفعيل التضامن مع العائلة من خلال الزيارة الفردية والتواصل الهاتفي ومواقع التواصل الاجتماعي، تأكيدا على رفضهم لسياسة الاعتقال وتكميم الأفواه ومنع حرية الرأي والتعبير في قطاع غزة.
 
وشددت على أنها ستواصل الدفاع عن الآغا وكل المعتقلين في سجون قطاع غزة، بالوسائل القانونية والنقابية، وطالبت الصحافيين بالمشاركة بفعالية في النشاطات التي ستقررها قريبا رفضا لاستمرار الانتهاكات التي يتعرض لها الصحافيون ووسائل الإعلام في قطاع غزة.
 
وجددت دعوتها إلى كافة المؤسسات الحقوقية الفلسطينية والدولية والاتحاد العام للصحافيين العرب والاتحاد الدولي للصحافيين بالضغط على حركة حماس لوقف كل أشكال الانتهاكات والاعتقال التي يتعرض لها الصحافيون في القطاع.