تقرير: "الدرونز" قتلت 59 شخصاً في 17 غارة جوية بحضرموت

تنويه: تعيد خبر للأنباء نشر أخبار اليومين الماضيين نظرا لتعرض موقع الوكالة لهجمات هاكر أتلفت إرشيف اليومين الأخيرين.


وضعت الأقدار "حمزة" في طريق إحدى الضربات الصاروخية التي تطلقها الطائرات الأمريكية الموجهة على أهداف بشرية في حضرموت مستهدفةً جهاديين مفترضين من تنظيم القاعدة..

فوقعت عيناه على أشلاء بشرية بشعة تتفحم بعد فترة قصيرة من هجوم موجَّه على دراجتين ناريتين راح ضحيته 5 أشخاص وأصيب إثرَه 14 مدنياً، في عصرية باردة من عصاري مدينة الشحر الوادعة يوم 24 ديسمبر عام 2012 م..

سقط "حمزة" وعاش بعدها عامين يصارع مضاعفات انهيار عصبي حاد، لم يفلح معه الاستشفاء في مستشفيات الوطن والأردن ومصر، لتفيض روحه إلى بارئها في 20 مارس من العام الجاري..

وحالة "حمزة" هي الحالة الإنسانية الأوضح التي توافرت في تفاصيلها اسم وصورة وكيان بشري قائم، ضمن الاستعراض المرير لضحايا الضربات الصاروخية للطائرات الأمريكية "بدون طيار" على حضرموت، الذي حواه التقرير الذي أعدته "مؤسسة حق لحقوق الإنسان والتأهيل" ـ مركزها سيئون ـ واستعرضته في مؤتمرها الصحفي الذي دعت إليه الصحفيين والإعلاميين ومندوبي الصحف في وادي حضرموت..

بينما كانت بقيةُ الضحايا البالغ عددها 59 قتيلاً مجرد أشلاء آدمية لا تشي باسم أو هوية..

لقد حصر التقرير نطاق تغطيته للضربات الصاروخية على محافظة حضرموت، متعللاً بضعف إمكاناته المادية، فحصر تأثيرات الضربات على ذكر عدد الضحايا، ولقطات من أماكنها وما توافر من أشلاء الضحايا في موقع الضربة، ومر مروراً طفيفاً على التأثيرات السلبية غير المباشرة على المناطق التي تعددت بها الضربات، وخُتم بتوصيف قانوني للضربات والاستناد الدستوري لتجريمها وكذا حسب القوانين الوطنية النافذة والتشريعات الدولية المنظمة لحقوق الإنسان..

وأوضح رئيس المؤسسة أن التقرير قد رمى حجراً في المياه الآسنة، والسكوت المطبق في المجتمع عن الجرائم المرتكبة في حق مواطنين أبرياء، مشيراً إلى أن مؤسسته ستكون صوتاً مجاهراً بالحقيقة، وستعمل على متابعة تحري وتوثيق الجرائم المتعلقة بحقوق الإنسان في حضرموت..

وقد أحصى التقرير عدد الضربات بـ17 ضربة، كانت أولاها في 16 مايو 2012م على سيارة "هايلوكس" قتل فيها 3 أشخاص، وآخرها في 14 يناير 2014م وقتل فيها شخص كان يسير مترجلاً..

ويشير التوزيع المكاني للضربات إلى أن مديرية القطن نالت النصيب الأعنف رقماً وضحايا، حيث نالت 6 ضربات، سقط جراءها 19 قتيلاً، تلتها في ذلك مديرية شبام 3 ضربات، فحورة والشحر والمكلا ضربتَيْن، ثم العبر وراس حويرة ضربة واحدة..

وكان شهر أغسطس من عام 2012م هو الشهر الأكثف في الهجمات حيث شهد 6 ضربات قتل فيها 25 شخصاً..

ويذكر التقرير في مواقع عدة منه أن منطقة الضربات عادة ما يتم محاصرتها بسرعة من قبل مسلحين ملثمين، الذين يتولون جمع الجثث والأشلاء والجرحى، وينقلونهم إلى مواقع غير معروفة.. إلا في حادثة واحدة فقط في منطقة الوهد التي حضرت فيها وحدات من الجيش وأخذت 6 جثث من التسع التي استهدفتهن الضربة، وتركت أشلاء 3 جثث مرمية في القارعة، إلى أن قامت مجموعة مؤسسة الحق بدفنها مع أهالي المنطقة في أحد الأماكن.