مجلس الأمن يقف على الحالة في اليمن.. خلافات الرئاستين والرئيس ومستشاره وحكومة مُعطلة

فيما يبدو أنه انعكاس للحالة التي تعتري العلاقة بين الرئيس هادي ومستشاره لشؤون الدفاع والأمن، اللواء علي محسن الأحمر، ظهر حجم تلك الخلافات من خلال تعليق عمل واجتماع مجلس الوزراء للأسبوع الثالث على التوالي، على مجريات الحياة السياسية والشأن العام في اليمن.

وكشف مصدر رئاسي لـ"خبر" للأنباء، عن استياء الرئيس عبدربه منصور بسبب شل عمل الاجتماع الدوري للحكومة برئاسة باسندوة والذي يتواجد خارج البلاد في دولة خليجية منذ غادر صنعاء فجأة في 11 أبريل الجاري.

ومن المقرر أن يقدم المبعوث الأممي إلى اليمن، جمال بنعمر تقريره حول العملية السياسية إلى مجلس الأمن الليلة (الخميس).

وقال بنعمر في صفحته على (فيس بوك)، إنه سيقدم تقريره حول تقدم العملية السياسية في اليمن إلى مجلس الأمن بعد أقل من خمس ساعات، مشيراً إلى أن التقرير سيتضمن مدى الالتزام بقرارات المجلس والخطوات التي تم اتخاذها بعد مؤتمر الحوار للتهيئة للاستحقاقات المقبلة، بالإضافة إلى الجهود التي تبذل للبدء في صياغة الدستور.

لافتاً إلى أن التقرير سيتناول، أيضاً، الوضع الأمني والاقتصادي والتحديات والخطوات التي يجب اتخاذها من جانب الحكومة والمانحين والمجتمع الدولي.

وفي ظل معاناة اقتصادية يعيشها البلد، خاصة العاصمة، من أزمة مشتقات نفطية حادة، الأمر الذي ضاعف من استياء الرئاسة على خلفية انصراف الجانب الحكومي عن مواجهة الأزمة وتفعيل حلول ومعالجات سريعة لتخفيف حدة الاحتقان والغضب الشعبي في الشارع. تحدثت مصادر سياسية خلال الأيام الماضية باتهامات صريحة لرئاسة الحكومة وأقطاب بارزين في التحالف الحكومي بـ"تعمد ترك الأزمات تتسع" وتعليق عمل الحكومة, في هذا التوقيت بالذات.

وذكرت مصادر صحفية، خلال الأيام الماضية، أن باسندوة غادر مغاضباً ولوح باعتكاف مفتوح في دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث يتواجد "احتجاجاً على مصادرة الرئاسة لسلطات الحكومة".

وترأس الرئيس هادي، الأربعاء، اجتماعاً استثنائياً للجنة الأمنية العليا والمجلس الاقتصادي الأعلى، "لمناقشة الأوضاع الأمنية والاقتصادية من مختلف جوانبهما" بتعبير الوكالة الرسمية.

وقال مسئول حكومي لـ"خبر" للأنباء: إن الرئيس استدعى المجلس الاقتصادي للاجتماع المشترك مع الأمنية العليا كتعويض آني عن غياب وتعليق الحكومة أعمالها. معتبراً الاجتماع رسالة ضمنية واضحة مفادها الاستياء باتجاه رئاسة الحكومة وأطراف سياسية وحزبية تجاهر بالخلافات مع هادي مؤخراً ويتبنى رئيس الوزراء وجهة نظرها.

وكانت مصادر مقربة من رئيس الوزراء محمد باسندوة، كشفت لـ"خبر" للأنباء أنه غادر العاصمة صنعاء، متوجهاً إلى دولة الإمارات العربية المتحدة بشكل مفاجئ وغير معلن ودون ترتيبات مسبقة.

وقال مصدر حكومي: إن باسندوة أبلغ الوزراء، في آخر اجتماع عقدته الحكومة، أنه سيغادر اليمن متوجهاً إلى الإمارات العربية المتحدة، الجمعة، وذلك لإجراء فحوصات طبية.

ونقلت يومية "أخبار اليوم"، المقربة من مستشار الرئيس هادي لشؤون الدفاع والأمن اللواء علي محسن الأحمر، عن المصدر قوله، إن باسندوة ألمح للوزراء أنه قد يعتكف حتى تُعاد لحكومة الوفاق جميع صلاحياتها التي انتزعها منها الرئيس هادي، خاصة الملف الأمني والعسكري الذي لم تعد الحكومة تعلم عنه شيئاً إلا عبر وسائل الإعلام.

وقال مصدر سياسي رفيع: إنه لم يعرف بعد المدّة التي سيقضيها رئيس الوزراء في الإمارات، مشيراً إلى أنه غادرها بسبب خلاف غير معلن مع رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي، وفق يومية "الشارع" التي نشرت تقريراً حول أسباب المغادرة المفاجئة لباسندوة.

وأضاف: "باسندوة غادر البلاد إثر قيام الرئيس هادي، بتوبيخه على خلفية البيان الذي صدر عن الحكومة وتضمّن هجوماً غير مسبق على محافظ إب، أحمد الحجري".

وأفاد المصدر بأن الرئيس هادي كان غاضباً من صدور ذلك البيان عن الحكومة، وقراءته بشكل كامل في الفضائية اليمنية. وطبقاً للمصدر، فقد قال رئيس الجمهورية لباسندوة: "بيان يقرأ في الفضائية اليمنية لأكثر من 7 دقائق كله شتم شخصي لا يليق برئيس حكومة، ولا يتطابق مع ما وجّهه لك الحجري. هذا بيان محسوب عليك. كلمة الحجري كانت في وادٍ وبيانك في وادٍ آخر. أنت لا تفهم ولا تعرف ترد".

وقال المصدر: "الرئيس هادي استدعى باسندوة، واجتمع به بشكل منفرد وعنّفه بشكل كبير، وقال له إنه إمّعة، وكيف يقبل أن يصدر بيان باسمه بهذا الشكل؛ لأن المعلومات كانت عند الرئيس أن أطرافاً أخرى كانت تصر على إصدار هذا البيان، إلا أن مصادر نفت تلك الرواية .