منع النساء الخروج دون محارم.. القاعدة يفرض 'قوانينه' على السكان بجنوب اليمن

منع تنظيم القاعدة في محافظة حضرموت شرقي اليمن النساء من الخروج إلى الأسواق دون محارم اعتبارا من الأمس كما منعهنّ من ممارسة بعض الرياضات ككرة القدم ومن الجلوس في المقاهي معتبرا ذلك نوعا من اللّهو الذي يحرّمه الشرع.

ووفقا لتقرير نشره الثلاثاء "العرب أونلاين"، تبدو تلك التعليمات رسالة من التنظيم بشأن مواصلته الحضور بجنوب البلاد بعد الحملة العسكرية الواسعة التي شنّتها عليه القوات المسلّحة اليمنية في مايو الماضي، وقالت الحكومة إنها ألحقت به ضربات موجعة، لكن بدا لاحقا أن التنظيم ما يزال محتفظا بقوّته وقدرته على تنفيذ عمليات إرهابية من اغتيالات ومداهمات لمقرات ومراكز سيادة.

ونقلت وكالة الأنباء الألمانية, طبقا للتقرير نفسه، عن أحد أبناء مديرية حريضة في وادي حضرموت قوله إن عناصر التنظيم وزّعوا بيانا تضمّن مطالبة بتطبيق التعليمات وإلاّ فإنهم سيقومون «بالإجراءات التي يرونها مناسبة».

وتضمّن البيان معلومات تعرّف بتنظيم القاعدة بشكل عام، وعلى وجه الخصوص بجماعة “أنصار الشريعة”، وهي جماعة جهادية يتزعمها ناصر الوحيشي وتهدف إلى إقامة “إمارة إسلامية” في اليمن.

وقال أحد سكان المنطقة إن عناصر التنظيم قالوا إنهم يريدون تطبيق الإسلام في محافظة حضرموت وإنهم أعطوا المواطنين فرصة عشرة أيام وسيعودون إليهم للتحاور حول «تطبيق شرع الله».

وأكد أن بعض رجال القبائل في منطقة «طبح» يتعاونون مع تنظيم القاعدة. وأشار إلى أنّه على الرغم من أن الأسواق تشهد ازدحاما قبل أيام العيد في المحافظة وخصوصا من جانب النساء إلاّ أنه لوحظ مساء الأحد تخوف من قبل بعضهن من التجول في الأسواق بعد توزيع البيان بشكل علني من قبل رجال مسلحين يتحرّكون على متن سيارات.

وقال شاهد ثان من أبناء حضرموت إن نساء المنطقة بطبعهن لا يخرجن إلى الأسواق إلا بصحبة ابن أو زوج أو أخ، وإنهن يرتدين النقاب بحكم أن المجتمع محافظ، ولكن تنظيم القاعدة أراد من بيانه التأكيد على قدرته على السيطرة وفرض أفكاره.

ويقول مطلّعون على الشأن اليمني إنّ محافظة حضرموت بدأت تتحوّل إلى مركز رئيسي لتنظيم القاعدة. ويرجع الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية سعيد الجمحي ذلك إلى أنّ محافظة حضرموت منطقة كبيرة يصعب على الجيش ملاحقة عناصر تنظيم القاعدة فيها.