اعتقاد بقدرته على شفاء بعض الأمراض.. الجراد طعام موسمي على مائدة اليمنيين

بينما تعتبر معظم شعوب العالم ظهور الجراد إنذارا بالخطر، يتهيأ اليمنيون وينتظرونه بفارغ الصبر. وفي هذه الأيام يتنافس الكثير من اليمنيين في المحافظات على جمع الجراد الذي اجتاحت أسرابه العديد من المناطق.

  تمثل أسراب الجراد التي تهاجم اليمن سنويا، فرصة لكثير من المزارعين، الذين يجمعون ما يتساقط منها في الأراضي الزراعية، ويبيعونها ليأكلها المواطنون، الذين يعتقدون في قدرتها على شفاء عدد من الأمراض.   ويباع الكيلوغرام من الجراد المقلي، في سوق باب اليمن التاريخي في العاصمة صنعاء بألف ريال يمني (حوالي 4.7 دولار أميركي)، وهو مبلغ مرتفع بالنسبة للمواطن العادي. ويعتقد عدد كبير من اليمنيين، أن الجراد قادر على شفاء الضغط المنخفض، وآلام المعدة، وأمراض الأطفال، ومرض السكري، وغيرها من الأمراض.   وتعد فترات المساء والصباح الباكر أفضل الأوقات لالتقاطه أو اصطياده، حيث يكون فيها هادئا ولا يتطاير بسرعة ويدنو أو يتساقط أحيانا على الأرض، فيسهل تجميعه، ويتسابق اليمنيون على اصطياده بواسطة الشال أو “الغترة”.
  وتقول الحاجة فاطمة، وهي تحمل في يديها مجموعة من الجراد: “نحن نأكله منذ زمن طويل وكنا نذهب إلى أماكن تواجده في الصباح الباكر ونقوم بتجميعه في وعاء كبير ونضعه في التنور بعد أن ننتهي من الخبز ونقليه ونأكله في أي وقت، فعديد اليمنيين يحبون أكل الجراد ويفرحون بقدوم موسمه” .   وأشارت إلي أن اليمنيين كانوا يعتقدون أنه “علاج لكل داء، للنظر والسكري ومرض البطن، لأنه يأكل ويتغذى من جميع الأشجار ومن كل الدول، ونحن نأكله لأن فيه فوائد كثيرة جداً” .   وأضافت: “الله سبحانه وتعالى إذا أراد أن يعذب قوما يرسل إليهم الجراد والقمل والضفادع، لكن بالنسبة لنا نحن في اليمن نجد أنه نعمة من نعم الله لا نقمة، فاليمنيون يفرحون به ويستمتعون بأكله، كما أن البعض في هذه الأيام يسترزق منه”.   وقال أحد باعة الجراد في سوق باب اليمن التاريخي أنه “طار في العديد من الدول المجاورة لليمن، أكل فيها الأخضر واليابس ولكن اليمنيين لم يعطوه فرصة لأن يأكل شيئا وأكلوه قبل أن يأكل زراعتهم، فأغلب الذين يأتون إلى السوق هذه الأيام تراهم حاملين في أيديهم أوعية معبأة بالجراد، والجميع يلاحقونه الكبار قبل الصغار”.   غير أن هذا الارتياح قابله تذمّر المزارعين اليمنيين الذين أعربوا عن قلقهم على محصولهم من وصول أسراب الجراد التي أخذت تتدفق خلال الأيام الماضية إلى المحافظات اليمنية، وهاجمت مزارع العنب في منطقة خولان جنوب العاصمة صنعاء.
  وكانت أسراب من الجراد اجتاحت مؤخرا عدة محافظات يمنية قادمة من السعودية، في هجوم قال المسؤولون الزراعيون: “إنه لا يشكل خطورة على المناطق التي يمر بها، لأن البيئة حاليا ليست مناسبة، ولا توجد أمطار، ولا رطوبة، أو غطاء نباتي”.   وقال مدير مركز مكافحة الجراد، عادل الشيباني، إن أسرابه دخلت إلى اليمن قادمة من المملكة العربية السعودية وأخذت طريقها باتجاه المناطق الجبلية مثل صنعاء ومأرب والبيضاء وحضرموت. وأوضح الشيباني أن الفرق عانت صعوبة في عملية المكافحة نظراً لأن أسرابه غير مستقرة والإمكانات ضئيلة جدا.   وكان اليمن قد دعا المنظمات الدولية المعنية بالأمن الغذائي والمانحين والدول المجاورة لدعمه في السيطرة على موجة الجراد الصحراوي، خاصة بعد صدور معلومات عن منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) توقعت وصول أسراب جديدة من إريتريا، الأمر الذي أثار مخاوف كبيرة من خروج الوضع عن السيطرة في حال وصول أسراب الجراد إلى مناطق التكاثر الشتوية.
  *المصدر: صحيفة العرب اللندنية.