زعيم قبلي يؤكّد تواجد نحو "ألف" مقاتل من "القاعدة" في البيضاء ويتوقّع اندلاع معارك بينهم وبين "الحوثيين"

قال زعيم قبلي إن: " نحو ألف مقاتل من القاعدة يتواجدون حالياً في محافظة البيضاء بعد توافد مجاميع كبيرة منهم إلى المحافظة من أبين وشبوة وحضرموت خلال الأيام الماضية".

وتوقع في تصريح نشرته صحيفة "السياسة الكويتية" في عددها الصادر الثلاثاء "اندلاع معارك بينهم وبين من يتهمونهم بالحوثية في أية لحظة".

وأوضح أن غالبية المستهدفين من قبل التنظيم في البيضاء ينتمون إلى الأسر الهاشمية بعضهم من جماعة الحوثي وبعضهم لاعلاقة لهم بها".

وأشارت مصادر أخرى إلى أن "مجاميع حوثية مسلحة وصلت قبل يومين إلى محافظتي مأرب والبيضاء من مناطق عدة لمواجهة القاعدة وحماية تلك الأسر المستهدفة".

ويعيش تنظيم القاعدة في اليمن، حالة استنفار وتحشيد في مناطق وسط اليمن، استعداداً لوقف ما أسماه «المد الرافضي» الذي يمثله جماعة «أنصار الله» الحوثيين.

وتشير معلومات حصلت عليها وكالة "خبر" للأنباء، إلى أن عناصر التنظيم عززت من انتشارها في معظم مناطق البيضاء (وسط اليمن).

ووفق المعلومات، فإن التنظيم يفرض سيطرة شبه تامة على مناطق المناسح، والزاهر وذي ناعم، حيث تعيش تلك المناطق شبه انعدام لتواجد السلطات.

وشهدت مدينة البيضاء، الخميس الماضي، تظاهرة حاشدة لعناصر التنظيم، رفعوا فيها الأعلام، ورددوا الهتافات الجهادية، متوعدين بقتال من أسموهم «الروافض».. يرافق ذلك تزايد المخاوف لدى سكان المحافظة من جولة حرب دمويه تعيشها مناطقهم جراء حالة التحشيد والتعبئة التي يقوم بها عناصر التنظيم وموالون لجماعة الحوثيين.

ونشرت مقاطع مسجلة على شبكة "الإنترنت" تظهر عناصر التنظيم وهم يجوبون شوارع مدينة البيضاء، يرفعون الأعلام السوداء، ويشهرون أسلحتهم، ويرددون الهتافات الجهادية، ويطالبون بدولة إسلامية.. وظهر العشرات من العناصر أثناء التظاهرة وهم ملثمون.

ووسط ترقب مشوب بالقلق من قبل المواطنين، تتسارع الأحداث باتجاه انفجار متوقع في أية لحظة، حيث صعّد تنظيم "القاعدة" من عملياته التي تستهدف من أسماهم "الروافض" وأفراد الجيش والأمن "المتحوثين"، وأصبحت تلك هي التهمة التي يوجهها التنظيم ويعتمدها لتبرير عملياته.

تعميم القتل..

مساء الأحد، أعلن التنظيم مسؤوليته عن ثلاث عمليات استهدفت من أطلق عليهم "الروافض" كانت الأولى انفجار عبوة ناسفة في جولة "عمران" بالعاصمة صنعاء، تسببت في إصابة أسرة كانت تستقل سيارتها أثناء مرورهم في المكان لحظة الانفجار.

وذكر مصدر في اللجان الشعبية الموالية لجماعة "الحوثيين"، لوكالة "خبر"، أن المعلومات المتوافرة لديهم تشير إلى أن العبوة كانت تستهدف الشيخ أحمد ناصر الشندقي، بسبب انتمائه لأنصار الله.

فيما استهدفت العملية الثانية، والتي تم تنفيذها باستخدام سيارة مفخخة يقودها انتحاري، تجمعاً لـ"الحوثيين" في مستوصف استولوا عليه أثناء الحرب التي دارت مؤخراً بالقرب من منطقة "الجفرة" بمديرية مجزر بمأرب (شرق اليمن).

وفيما قالت مصادر محلية لوكالة "خبر" للأنباء، إن نحو 15 شخصاً سقطوا بين قتيل وجريح جراء الهجوم الانتحاري.. قال التنظيم، في حساب يحمل اسم أخبار الشريعة على موقع التدوين العالمي تويتر: إن أحد عناصر التنظيم يدعى، أبو جندل الصنعاني، نفذ الهجوم وأدى إلى مقتل وإصابة العشرات..

وفي جريمة بشعة، أقدمت عناصر التنظيم، مساء الأحد، على قتل وإحراق خمسة أشخاص، من أبناء منطقة "الجهري"، وهم على متن سيارة كانت تقلهم على طريق البيضاء رداع.

وأوضح مصدر أمني لوكالة "خبر" للأنباء، أن مسلحي تنظيم القاعدة قاموا بتتبّع الخمسة وهم من مالكي مزارع القات، وقاموا بإطلاق النار بشكل كثيف عليهم.. مشيراً إلى أن اثنين من بين الخمسة كانا يحملان أسلحة.

وأضاف، أن "إطلاق النار الكثيف أدّى إلى مقتل الخمسة الأشخاص فوراً، وبعدها قام مسلحو القاعدة بالاستيلاء على سلاح هؤلاء، قبل أن يضربوا متفجرات على السيارة التي كانت تقلهم، ما أدّى إلى احتراق السيارة وتفحّم جثث الخمسة الأشخاص".

وأفادت مصادر وكالة "خبر" للأنباء، بأن عناصر التنظيم أقدت، الاثنين، على اغتيال شخص يدعى قاسم حميد الدين، في البيضاء.

حركة انتقال ..

وخلال اليومين الماضيين تناقلت وسائل إعلامية معلومات عن حالة تدفق يقوم بها عناصر التنظيم من مناطق في أبين وشبوة وحضرموت باتجاه البيضاء لمواجهة "المد الرافضي"..

وقالت مصادر محلية لـ"خبر" للأنباء: إن تلك العناصر تتمركز في "عزان، مرخة العليا" باعتبارها مناطق جبلية نائية، وهي إحدى الحواضن التابعة للتنظيم، وفق المصادر.

وبحسب مصادر في مناطق شبوة وأبين، التي شهدت مؤخراً حرباً شرسة خاضتها قوات الجيش ضد التنظيم، فإن مناطق انتشار عناصر القاعدة شهدت اختفاء من مظاهر التنظيم.. فيما أشارت مصادر أخرى لوكالة "خبر" للأنباء، إلى أن مدينة "عتق"، عاصمة محافظة شبوة، شهدت تحركات للتنظيم..

وتفيد المصادر بأنه لم يتم رصد حركة انتقال لعناصر التنظيم عبر الطرق الرئيسة، لكنها أشارت إلى إمكانية استخدامها طرقاً صحراوية في عملية انتقالها، خاصة مع وجود الطائرات بدون طيار التي ترصد تحركاتها.

وكشفت تلك المصادر عن وجود طرق وممرات عبور في المناطق الصحراوية بين أبين وشبوة والبيضاء، في مناطق "نصاب، وبيحان" باعتبارها حدودية.