لغز ينكشف... كنز الأردنيين الضخم ليس إلا أجهزة تجسس إسرائيلية معطوبة

قال رئيس هيئة الاركان المشتركة الاردنية الفريق الركن مشعل محمد الزبن الثلاثاء ان الاردن دمر خمسة اجهزة "تجسس اسرائيلية" معطلة كانت مزروعة في المملكة منذ ستينيات القرن الماضي، فيما يكشف عن حقيقة القصة التى تداولها الاردنيون على نطاق واسع حول استخراج كنز ضخم من الآثار في شمال المملكة.

واشار الزبن الى ان بلاده ألزمت الجانب الاسرائيلي بتدمير آخر هذه الاجهزة في منطقة عجلون شمال المملكة الشهر الحالي.

وقال الزبن في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء عبد النسور ووزير الداخلية حسين المجالي انه "في 14 شباط/فبراير من عام 2013 وقع انفجار على طريق الخالدية-المفرق (شمال) وبصورة مفاجئة ما سبب اضرارا مادية في بعض الابنية القريبة ولمسافة 400 متر من موقع الحادث".

ولم يحدد الزبن تاريخ تنفيذ التفجير، لكن مصادر امنية اكدت انه حدث في الثامن عشر من الشهر الحالي ليل الخميس الجمعة في منطقة تلة هرقلة في عجلون.

وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي وفي الجلسات العامة أحاديث حول قيام اجهزة حكومية وعسكرية باستخراج اطنان من الذهب والكنوز الاخرى من تلة هرقلة، نسبة الى هرقل زعيم الامبراطورية الرومانية القديمة.

وجاء هذا الجدل خصوصا بسبب تضارب الروايات الحكومية حول الحادثة، بين عملية لزرع رادارات وانشاءات عسكرية وفي تصريحات أخرى قال مسؤولون انها معالجة لانهيارات ارضية.

واضاف الزبن ان "القوات المسلحة وفور وقوع الحادث قامت بالكشف على موقع الانفجار واجراء الدراسات والتحقيقات العلمية والفنية لمعرفة الاسباب، حيث تبين انه ناتج عن مادة متفجرة تنفجر عند تحريكها او نزعها مربوطة على اجهزة رصد وتجسس وهي مدفونة تحت سطح الارض منذ عشرات السنين".

واوضح انه "تبين ان هذه الاجهزة قد تم زرعها من قبل اسرائيليين في نهاية الستينات وان الانفجار نتج عن عوامل طبيعية لم تحدد ماهيتها في حينه".

واكد الزبن انه "على ضوء ما تم كشفه قامت القوات المسلحة فورا بعمل مسح ميداني شامل وفي جميع انحاء المملكة واستطاعت العثور عن خمسة مواقع تم زرع اجهزة مماثلة لها وعلى اعماق تتراوح ما بين 1,5 و2 متر".

وتابع "على أثر ذلك طلبت القوات المسلحة من الجانب الاسرائيلي ان يقدم معلومات كاملة عن مواقع الاجهزة في الاردن وأسس عملها ونوعية وكمية المتفجرات المزروعة مع هذه الاجهزة وتواريخ زرعها".

واضاف ان "الجانب الاسرائيلي قدم كافة المعلومات المطلوبة وتبين ان جميعها زرعت قبل 45 عاما"، مشيرا الى ان "ما قدم من معلومات كان متطابقا تماما لما تم اكتشافه من قبل القوات المسلحة".

واوضح ان "القوات المسلحة بدأت بالتعامل مع هذه المواقع وبما يتوفر لديها من امكانات وخاصة في المناطق الخالية من السكان والمباني وان العمل استغرق اكثر من عام ونصف عام لصعوبة تحديد المكان نتيجة عوامل الطبيعة وعمق اماكن الزرع".

واكد الزبن ان "احد هذه الاجهزة كان موجودا على طريق بغداد-عمان في منطقة الرويشد (غرب) وهو مخصص للتجسس على العراق وتم تدميره قبل حوالي عام حيث تم تحويل سير الطريق لعدة ساعات من اجل تنفيذ العمل".

وبحسب الزبن فان "الموقع الاخير لاجهزة الرصد والتجسس كان يقع على شارع رئيسي وقريب من جامعة عجلون (73 كلم شمال عمان) وبعض المناطق السكنية".

واضاف ان "هذا الجهاز كان مربوطا على احد اجهزة اتصالات الفرقة الثانية سابقا، في المنطقة العسكرية الشمالية حاليا، وتم زرعه عام 1969 وان كمية المتفجرات المزروعة مع هذه الاجهزة كبيرة ولا يمكن تقدير تأثيرات التفجيرات ان تمت بالطرق العادية خاصة وان الجامعة قريبة وحركة السير دائمة وهناك مناطق سكنية قريبة".

وتابع "وجدنا صعوبة في تحديد الموقع نتيجة لشق الطريق ووجود اشجار زرعت فيما بعد مما اضطر القوات المسلحة الى إلزام الجانب الاسرائيلي بتنفيذ العمل من قبلهم وتحت اشراف القوات المسلحة الاردنية وبما يضمن سلامة الاهل بالمنطقة وعدم حصول اضرار بالمباني التي تخص الجامعة والبيوت القديمة".

واكد ان "القيادة العامة للقوات المسلحة قررت التعامل مع الموقع بعد ساعات الدوام الرسمي واثناء عطلة نهاية الاسبوع حيث احضر الجانب الاسرائيلي وتحت اشراف القوات المسلحة كافة المعدات المطلوبة لضمان اقصى درجات الامان التي شملت معدات فنية الكترونية وحواجز اسمنتية وشبك امتصاص عصف التفجيرات والبسة واقية للشظايا وطاقم خبراء متخصصين لمثل هذه التفجيرات وآلية حفر خاصة".

واوضح انه "تم تنفيذ العمل بالموقع لعدة ساعات واجراء تفجيرات في ساعة متأخرة من الليل حيث تم اخذ كافة الاحتياطات اللازمة واغلاق المنطقة بحيث لم تحدث اي آثار جانبية عند تفجير الموقع وتفجير الاجهزة".

وبحسب الزبن فان "هذه الاجهزة كانت معطلة ولم تخل بأمن القوات المسلحة منذ نحو ثلاثين عاما".

ميدل ايست اونلاين + وكالات