ترجمة| القاعدة بقيادة "الظواهري" يحاول استعادة نفوذه عالمياً

يسعى زعيم تنظيم القاعدة، أيمن الظواهري، لاستعادة نفوذه عالمياً من خلال مجلة جديدة ناطقة باللغة الإنكليزية.

وقد أصدر تنظيم القاعدة مجلة "Resurgence" والتي تعني بالعربية (النهضة أو الإحياء) - الدعائية الصادرة بالإنجليزية، وفيها حث التنظيم، المسلمين على مقاطعة ماكدونالز والشركات الكبرى الأخرى، كجزء من الحرب الاقتصادية ضد الغرب.

وقد جرى نشر المجلة عبر منتدى "شامخ1" الإلكتروني التابع للتنظيم، وتتكون المجلة من 117 صفحة. كما استعرضت المجلة في الصفحة الأولى – غلاف المجلة – خطوات تفصيلية عن العمليات التي يتخذها المسلمون لتحرير الأراضي المقدسة.

وفي بداية المقال تطرق الكاتب إلى التاريخ الطويل عن الأرض المقدسة، بما في ذلك الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، والدعم الغربي لدولة إسرائيل.

واقترح كاتب المقال بضرب قلب وشريان الحياة الاقتصادية، الممثلة بالتجارة الدولية والتمويل الخارجي.

يقول كاتب المقال، الأمريكي آدم يحيى غدن، إن الحظر والتخريب ضد الاقتصادات الغربية هي الأسلحة الأكثر فعالية في ترسانة الجهاديين.

وكتب غدن: "إن الشركات الغربية الكبرى والشركات متعددة الجنسيات مثل وول مارت، ماكدونالدز، شركة بروكتر وغامبل، ومايكروسوفت، ونستله، ويونيليفر: هي رموز العولمة الصليبية المنتشرة التي تتميز باستغلال الضعفاء والفقراء، وتدمير الاقتصاد المحلي، لذا من واجبنا كمسلمين وكجهاديين وقف هذه العولمة الصليبية الخبيثة مهما كلفنا الأمر".

وحث غدن – كاتب المقال – المسلمين باستهداف الملاحة الدولية وناقلات النفط وخطوط الأنابيب، والنظام المالي المعولم، وذلك كجزء من الحرب ضد اليهود والصليبين.

كما حث المسلمين، البدء في بذل الجهود باستخراج الذهب والفضة وغيرها من السلع الأساسية، واستخدام معايير وسائل الصرف، والبدء في تجريب أنظمة المقايضة، وإيجاد أرضية مشتركة مع الولايات المتحدة، مثل أولئك الليبراليين الذين يرغبون، أيضاً، في العودة إلى التعامل مع الذهب كعملة أساسية في التجارة والمقايضة.

وفي مقال آخر بعنوان "استهداف نقطة ضعف الاقتصادات الغربية"، كتب حمزة خالد، وهو "اسم مستعار" لأحد قيادات التنظيم الإرهابي، أن الطريقة والسبيل أمام القاعدة لإضعاف الولايات المتحدة، هو عن طريق تنفيذ استراتيجية متعددة الجوانب، تركز ليس فقط على مهاجمة الوجود والكيان الأميركي بالعالم المسلم، وإنما تستهدف، أيضاً، خطوط إمدادات الطاقة الضخمة التي تغذي اقتصادها وتعاونها حفاظاً على قواتها العسكرية.

لكن، ومن الواضح الآن، أن القاعدة حول أنظاره باتجاه نقاط الاختناق والضعف المرتبطة بشحنات النفط المتجهة إلى لولايات المتحدة، وذلك عبر مضيق هرمز وجبل طارق وباب المندب وكذا قناة السويس. كما ان هذه المضايق تتيح استهدافها عن طريق شن هجمات على السفن المارة باستخدام "آر بي جي" المحمولة على الكتف.

وقال حمزة خالد، كاتب المقال: "حتى إذا تم استهداف ناقلة عملاقة واحدة، في واحدة من نقاط الاختناق أو تعرضت للاختطاف أو للخرق في واحدة من هذه المضايق البحرية الضيقة، فإن النتائج ستكون حتماً هائلة ومروعة".

وفي مقال آخر، عرضت المجلة خطة تفصيلية دقيقة لضرب "كعب أخيلة الاقتصادات الغربية"، وذلك عبر إطلاق غارات بحرية ضد ناقلات النفط الغربية، كما هو الحال في مضيق هرمز، وجبل طارق، وباب المندب، وكذا قناة السويس.

وفي نفس المقال – ابتهاجاً – يقول: "إن الهجوم المتزامن على سفن الشحن الغربي وناقلات النفط الغربية يوقف الشحن الدولي ويخلق أزمة في سوق الطاقة".

ويتزامن العدد الأول من مجلة القاعدة "Resurgence" مع العدد الأخير من مجلة داعش "Dabiq" والتي تضمنت نصائح وتهديدات مماثلة. كما تضمنت تهديدات مباشرة إلى روما بقولها: "سنقهركم وسنسقط روما، وسنكسر صلبانكم، وسنستعبد نساءكم".

ويحرص القاعدة على إثارة متاعب اقتصادية للولايات المتحدة، ليس عبر التسبب في تفجيرات استعراضية كبيرة أو سرقة معدات عسكرية فحسب، وإنما أيضاً من خلال الإضرار بفواتير التأمين الأميركية والمضخات البترولية التي تخدمها.

وتعتبر مجلة "Resurgence" من أحدث إصدارات تنظيم "القاعدة" الإعلامية الفاخرة الصادرة عن الجماعات الإرهابية بالشرق الأوسط. وسبق أن بدأ تنظيم "داعش" إصدار مجلة فاخرة أخرى بعنوان"Dabiq" - بالعربية - "دابق" وذلك بداية من شهر يوليو الماضي، حيث يركز في معظمها على الخلافة التي تقيمها الجماعة في العراق وسوريا.

إن كل من مجلة "Resurgence" و"Dabiq" تسيران على خطى وجهد مماثل لمجلة "الالهام" "Inspire" الصادرة من قبل فرع تنظيم القاعدة في اليمن، والمعروف أيضاً باسم القاعدة في جزيرة العرب، أو تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية.

ويحاول تنظيم القاعدة، من خلال الترويج لمجلته الجديدة، استرجاع تأثيره المتراجع على متشددين إسلاميين في أنحاء العالم، وبخاصة في الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا.

وتأتي المجلة الالكترونية الجديدة على غرار الدورية "Inspire" التي كان أصدرها فرع القاعدة في "اليمن" تحت إشراف الداعية اليمني الأميركي المولد أنور العولقي، قبل مقتله بأشهر في غارة أميركية.

ويقول محللون: إن استخدام اللغة الانكليزية في المجلة الجديدة، يعزز فكرة توجيهها للجيل الثاني والثالث من المهاجرين، وكذلك الذين غيروا دينهم.

وتكشف التقارير أن المجلة الجديدة تتميز بمقالات مثل "كيفية صنع قنبلة في مطبخ أمك"، الخطط التي استفاد منها من أعدّ لمقتل 3 أشخاص وجرح حوالي 264 آخرين في ماراثون بوسطن، التفجيرات التي حدثت في أبريل 2013.

كما تضمن العدد الأول من المجلة الجديدة، مقالاً حول "مجاهدين 101"، ودرساً حول إرسال واستقبال الرسائل المشفرة.

*ترجمة عن وكالات عالمية ومؤسسة السحاب الإعلامية التابعة لتنظيم القاعدة