انقسام ولاء متشددي اليمن بين الحوثي والظواهري والبغدادي

- تنظيم 'الدولة الإسلامية' يتسرب إلى اليمن من خلال بوابة غزو أنصار الله للبلاد من أجل توسيع نفوذه في المنطقة

تنظيم داعش يستجمع مقاتليه اليمنيين في سوريا والعراق استعدادا لأخذ مكانه تحت شمس اليمن مستخدما ذات المطية التي يستخدمها تنظيم القاعدة وهي تقديم نفسه كـ”قوّة مقاومة سنّية لجماعة الحوثي الشيعية” في ظل عجز الدولة عن وقف توسّع جماعة “أنصار الله”.

بدأ عامل جديد يدخل بقوّة على خارطة الإرهاب في اليمن متمثّلا في تنظيم داعش، الذي شرع في العمل على استغلال الواقع الجديد الذي صنعه غزو جماعة أنصار الله الحوثية لمناطق واسعة في البلاد من بينها العاصمة صنعاء واستيلائها على صلاحيات الدولة.

وعلى غرار ما سارع إليه تنظيم القاعدة من محاولة لاستعادة حاضنته في اليمن والتي فقد الكثير منها بفعل دمويته، وذلك عبر تقديم نفسه كـ”قوّة مقاومة سنّية لجماعة الحوثي الشيعية”، بدأ تنظيم داعش يستجمع مقاتليه اليمنيين في سوريا والعراق استعدادا لأخذ مكانه تحت شمس اليمن مستخدما ذات المطية التي يستخدمها تنظيم القاعدة.

وتأكيدا لوجود تنافس بين التنظيمين على أرض اليمن لا يُستبعد أن يتصاعد إلى قتال بينهما، وفي أول موقف يظهر بشكل علني وجود خلافات بين القاعدة في اليمن، وتنظيم داعش، ويؤكد تعرض فرع التنظيم الأول في اليمن الذي يطلق على نفسه تسمية “أنصار الشريعة” لانقسام في الولاءات بين البغدادي والظواهري، اتهم القيادي البارز في جماعة “أنصار الشريعة” حارث النظاري في تسجيل مصور بثته “مؤسسة الملاحم” الذراع الإعلامية للتنظيم، داعش، بشقّ صفوف من سمّاهم “المجاهدين في العالم الإسلامي وتصدير الفتنة إلى بلاد شتى بعد تنصيب أبي بكر البغدادي خليفة”. ودعا النظاري الذي يعتبره البعض مفتي قاعدة اليمن، تنظيم داعش إلى التراجع عن فتاويه التي ألزمت بقية الفصائل ببيعة البغدادي.

كما سعى النظاري في كلمته إلى التشكيك بما أسماه “السياسة الشرعية” التي يتبعها البغدادي معتبرا أنها “تخالف شرع الله وسنّةَ رسوله”. وتحدث أيضا عن “تجنّب “أنصار الشريعة” الحديث عن الاقتتال المستمر بين “جبهة النصرة” وتنظيم “الدولة الإسلامية” مؤكدا عدم اصطفاف قاعدة اليمن إلى جانب أي طرف في سوريا على حساب الآخر.

غير أنه عاد في كلمته للتعبير عن الخلاف العميق بين تنظيمه وتنظيم داعش الذي قال إنه “دأب في الفترة الماضية على الطعن في “أنصار الشريعة” واتهامهم بالانحراف وتغيير المنهج، قائلا: “اتهموا قاعدة الجهاد بالانحراف وتغيير المنهج وصفحنا عنهم، لكنهم عادوا بفتوى تلزم الأمةَ ببيعة الخليفة وألغوا شرعية كل الجماعات الإسلامية الجهادية والدعوية”.

وفي رده على إعلان البغدادي تمدد دولته إلى بلدان عربية أخرى من بينها اليمن شكك النظاري بصحة خلافة البغدادي قائلا إنها “لم تستوف الشروط المطلوبة”، معتبرا أن إعلانه التمدد خارج العراق وسوريا “مخالف للشرع ومن شأنه خلق فتنة كبيرة بين المجاهدين في تلك البلدان”.

كما حرص النظاري في كلمته على تجديد بيعة “أنصار الشريعة” لأيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة، الذي قال إنّ “له بيعة منعقدة للملا محمد عمر أمير حركة طالبان”.

وكان البغدادي قد أعلن في تسجيل حديث له تمدد ما أسماه “الدولة الإسلامية ” إلى عدد من الدول منها اليمن بالتزامن مع بث تسجيل صوتي لعدد من عناصر القاعدة في اليمن يعلنون فيه مبايعة البغدادي.

وكانت “العرب” قد انفردت منذ وقت مبكر بالكشف عن حالة انقسام حادة في صفوف القاعدة في اليمن واتجاه الفرع “الداعشي” لارتكاب أعمال لا تقل فظاعة من تلك التي كان يقوم بها التنظيم التقليدي بزعامة ناصر الوحيشي.

وتشير مصادر “العرب” إلى أن الكثير من خلايا القاعدة باتت تتلقى أوامرها مباشرة من داعش مع تسرب الكثير من اليمنيين والعرب العائدين من العراق وسوريا إلى الأراضي اليمنية.

العرب اللندنية