نازح سوري يروي تفاصيل تعذيبه وطفلته من قبل عصابات بعبس حجة

قال مواطن سوري نازح في اليمن إنه تعرض، الاثنين الماضي، للاختطاف والتعذيب والنهب أمام طفلته البالغة من العمر تسع سنوات من قبل مجرمين في مديرية عبس محافظة حجة، يمتهنون تعذيب الأفارقة والأجانب داخل أحواش الموت، وسط صمت مطبق من قبل الأجهزة الامنية في المنطقة.

وبحسب صحيفة "الشارع" الصادرة الأربعاء، التي قالت إنها التقت المواطن السوري راتب عزام القادم أثناء تواجده في شرطة أمن عبس ، بعد أن نقله سائق دباب (موتر) مع طفلته من خارج المديرية، وكانت الدماء تسيل من جسده، ودموعة تنهمر بلا توقف. يقول عزام إنه كان راكباً بسيارة "هايلوكس" قادما من حرض، فأستوقفهم جندي في نقطة (بني حسن) تابعة للواء 25ميكا في مديرية عبس، وطلب منه إثبات هويته، فأعطاه جوازه؛ لكن الجندي لم يكتفي بالوثيقة رغم أنها صحيحة و طلب منه و طفلته (نوف) أن ينزلا، وحين أراد صاحب السيارة انتظارهما، أمره الجندي بالرحيل.

ويواصل راتب سرد قصته و دموعه تنهمر قائلاً: "بعد وقوفي في النقطة بربع ساعة، أجرى العسكري اتصالات مع أشخاص، قبل أن تصل سيارة هايلوكس، فأمرني وطفلتي بالركوب فيها ولم يعطيني جوازي، بل أعطاه لسائق تلك السيارة...وانطلقت بنا السيارة شمالاً وفي أول قرية بعد النقطة (قاصداً بني حسن) انحرفت السيارة نحو البرية لنستمر بالمشي ساعة تقريباً وواجهتنا سيارة أخرى و نقلونا فيها ثم انزلوني أنا وابنتي وأدخلوني في غرفة لأتفاجأ أن الذين أمامي ليس بشراً".

ويضيف راتب: "ضربوني ضرباً مبرحاً دون أن أعرف الجرم الذي ارتكبته، وفجأة قال لي أحدهم: احنا اشتريناك من العسكري بثلاثة ألف سعودي.. وأنت الآن لازم تتصل بأهلك في سوريا يحولوا بعشرة ألف أو يا ويلك، فحلفت لهم و أقسمت بأن أهلي لا يملكون القوت و المسكن و أنا هاجرت بسبب إصابة ابنتي بشظايا، وباقي لها عمليات جراحية أريد أوفر تكاليفها. ورغم وجود البنت و رغم رؤيتهم للإصابات و التشوهات في بطنها و صدرها دليلاً على حالي؛ إلا أنهم استمروا في الضرب بكل وحشية، حتى صرخات طفلتي و بكائها لم يوقفهم".

وتابع حديثه ودموعه تتواصل بغزارة: "فجأة قام أحدهم نحو بنتي و أمسكها بعنقها ورفعها و قال: فلوس و إلا حرام لأقتلها فخفت على بنتي و أخرجت تحويشة عمري مبلغ 5250 ريالاً سعودياً وهو مبلغ كنت أجمعه عشان علاج بنتي، وأعطيتهم المبلغ قهراً. وبعد التأكد من عدم وجود فلس لدي حملوني، و دمي يسيل للسيارة و انطلقوا بي و رموني على الإسفلت و أعطوني 50 ريالاً (لم يؤكد ما إذا كان 50 ريالاً يمنياً أو سعودياً) وبصعوبة وصلت إلى هذا المكان (يقصد شرطة عبس).

هذه التفاصيل روها هذا المواطن السوري أمام نائب مدير الأمن، شرف المصري، ومندوب أنصار الله في الأمن أبو حسين الشامي، والناشطين أكرم قشمير وأحمد عجلان وآخرين من رجال الأمن و"اللجان الشعبية".

وقال للصحيفة الناشط الحقوقي والمسؤول الاعلامي لجماعة الحوثي في المنطقة، أكرم قشمير، إن نائب مدير أمن عبس شرف المصري وضابطاً من اللواء 25 ميكا، وهو قناف شريان و معهما الناشط أحمد عجلان، تحركوا بعد سماعهم لقصة السوري نحو النقطة المذكورة للتحري عن الجندي (ع. ص).

ويضيف قشمير: " وجدنا الجندي في النقطة و سألناه بعض الأسئلة، وتفاجأ بانكشاف الأمر وارتبك". أخذوا تلفونه فعثروا في مكالماته الصادرة رقم باسم (عبدالله المهرب) و رقم آخر باسم (عبدالله صومال)، وطلب النائب المصري من الضابط قناف شريان، الذي يشغل منصب نائب ضابط أمن اللواء أن يطلع يأخذ الجندي للتحقيق؛ لكن الضابط قناف قال بأن الجندي هو ضارب مدفع بالنقطة ولا يستطيع أخذه إلا بعد تكليف بديل له، فعادوا لإدارة الأمن، بحسب قشمير.

بعد ذلك تم التواصل مع مشرف أنصار الله "الحوثيين"، الشيخ مالك ثواب الذي حضر واطلع على الأمر و تم تسليم المواطن السوري راتب و ابنته نوف، وهما الآن (السادسة من مساء الثلاثاء) في منزل الشيخ مالك.

وكشف قشمير عن القبض على "بعض من المتورطين في الجريمة، وتم تسليمهم إلى إدارة أمن عبس كما تم التواصل بقيادة اللواء التي أبدت استعدادها إيصال الجندي المتهم إلى إدارة أمن عبس والتحقيق مع كل المتهمين بإشراف أنصار الله".