أزمة طرد الحوثيين من وزارة الدفاع

تفجرت الاثنين ازمة بين رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي وجماعة انصار الله اثر طرد وزير الدفاع اللواء الركن محمود الصبيحي ، لمسلحي الجماعة من داخل مجمع وزارة الدفاع ( مجمع العرضي)، الواقع وسط العاصمة.

وبحسب صحيفة الشارع نقلت عن مصدر عسكري قوله ان :" مسلحي الحوثي الذين يتمركزون منذ الاثنين قبل الماضي في بوابات وزارة الدفاع رفضوا السماح للواء حسين خيران رئيس هيئة الاركان من الدخول الى مكتبه الواقع في مبنى الوزارة الا ان جنود الحراسة اصروا على دخوله ما ادى الى حدوث خلافات ومشادات كلامية بين الطرفين.

ووفقا للمصدر فان مسلحي الحوثي هددوا باقتحام وزارة الدفاع (مجمع العرضي) في حال تم السماح للواء خيران بالدخول الى مكتبة، الامر الذي ادى الى تدخل وزير الدفاع اللواء محمود الصبيحي وتواصل مع قيادة الحوثي وبعدها تم السماح للواء خيران بالدخول الى مكتبه في مبنى الوزارة.

وقال "كان هناك مسلحون تابعون لجماعة الحوثي موجودين ومنتشرين امام بوابات مجمع العرضي وكان هناك مسلحون حوثيون اخرون في الدائرة المالية لمراجعة عملية الصرف المالي للوزارة وقوات الجيش بشكل عام".

واضاف المصدر انه وبحسب المعلومات التي حصل عليها كان عشرات من مسلحي الحوثي انتشروا بشكل كبير حول مبنى وزارة الدفاع من اجل اقتحامها بسبب تمكن اللواء خيران من الدخول الى مكتبه، منوها انه بعد ما حدث لا يعرف ما حدث، وكل ما عرفه هو ان رئيس هيئة الاركان دخل الى مجمع العرضي وان مسلحي الحوثي لم يقتحموه رغم انتشارهم حوله.

وتابع انه " تم اخراج المسلحين الحوثيين الذين كانوا داخل الدائرة المالية التابعة لوزارة الدفاع ،وهناك معلومات تقول ان وزير الدفاع اللواء محمود الصبيحي طلب من هؤلاء المسلحين سرعة الخروج من الدائرة المالية ،وهو ما تم بالفعل".

ونقلت الصحيفة عن مصادر عسكرية القول :" ان وزير الدفاع وجه بطرد المسلحين الحوثيين من داخل مبنى وزارة الدفاع، ومن دائرتها المالية وادخال رئيس هيئة الاركان العامة للقوات المسلحة الى مكتبة في الوزراة رغم رفض الحوثيين ومعارضتهم لذلك".

وذكرت المصادر ان الوزير الصبيحي استدعى كتيبة من قوات الحماية الرئاسية الى وزارة الدفاع وابلغ مسلحي الحوثي لن عليهم مغادرة مبنى الوزراة والا سيطردهم منه بالقوة ، ما دفع مسلحي الجماعة للمغادرة.

واشارت الصحيفة الى ان رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي وجه وزير الدفاع اللواء محمود الصبيحي مساء امس الاول بطرد مسلحي الحوثي من مجمع وزارة الدفاع.

واضافت عن مصدر عسكري وصفته بالرفيع " ان وزير الدفاع قام بالفعل بنشر العربات واستدعى قوة عسكرية من الحرس الرئاسي الخاص وطلب من الحوثيين مغادرة الوزارة وطردهم منها بالقوة ، وقال لاحد جماعة الحوثي ان لديه توجيهات من رئيس الجمهورية تقضي بذلك، وان عليهم التفاهم مع الرئيس.

وتابع المصدر: " غادر مسلحي الحوثي مبنى وزارة الدفاع وذهب بعض قيادة الجماعة الى الرئيس هادي في منزله، واجتمع بهم هناك وجلس معهم اكثر من ساعة ، وابلغني مصدر موثوق اطلع على ما دار في هذا اللقاء ان الرئيس هادي قال للقادة الحوثيين الذين التقاهم انه ما عاد قادر على الصبر اكثر على ما يقومون به ، وان على مسلحيهم مغادرة صنعاء خلال 48 ساعة مالم فسيقدم استقالته، ويعلنها للشعب وهم يتحملون مسؤولية ما ستؤل اليه حال البلاد".

وقال المصدر : " حدث توتر في اللقاء وتصاعدت هذه الازمة بين جماعة الحوثي والرئيس هادي بسبب منع مسلحي الحوثي في مطار صنعاء مؤخرا ، اربع رحلات من التوجه الى عدن وعليها كميات كبيرة من الاموال يقول الحوثيون انها تابعة لعلي محسن وحميد الاحمر وللرئيس هادي وابنه جلال".

واضاف وتصاعدت الازمة بشكل كبير عندما اكتشف مسلحو الحوثي المتواجدون في الدائرة المالية التابعة لوزارة الدفاع والمشرفون على اعمالها المالية ، السبت الماضي من قبل متعاونين معهم من داخل الدائرة المالية ان الرئيس هادي ما زال يصرف ، بشكل سري المخصصات المالية الخاصة باللواء علي محسن وحميد الاحمر واخوانه، وجميع المخصصات التي كانت تصرف باسم الشيخ عبدالله بن حسن الاحمر ، رغم انه سبق ان اتفق الحوثيون مع الرئيس هادي ، ووزير الدفاع السابق ، على ايقاف صرف مع هذه المخصصات.

وتابع المصدر :" ايضا من سبب تصاعد هذه الازمة ان الحوثيين اكتشفوا انه تم سحب المبالغ المالية المتبقية من ميزانية وزارة الدفاع للعام 2014 من الخزينة العسكرية ، وتم صرف هذه المبالع وسحبها على دفعات الى مكتب رئاسة الجمهورية بتوجيهات من قبل الرئيس هادي ووزير الدفاع السابق اللواء الركن محمد ناصر احمد ، ويقدر هذا المبلغ الذي تم سحبه من وزارة الدفاع الى رئاسة الجمهورية ب29 مليار ريال".

وزاد " الرئيس هادي ابلغ قادة الحوثي الذين زاروه الى منزله ان امريكا ودول الخليج والمجتمع الدولي يطلبون منه، ويضغطون عليه، ان يصرح ان جماعة الحوثي تعمل على عرقلة الاتفاقات وتهدد امن واستقرار اليمن ، وانه يرفض ذلك، وادى ذلك الى غضب السعودية ووقفها للمساعدات المالية لليمن".

وقال المصدر:" وصل الرئيس هادي الى طريق مسدود مع جماعة الحوثي، خاصة وان الجماعة ابلغته انها اكتشفت سحب هذه المبالغ من وزارة الدفاع ومنعها لنزول اربع رحلات عليها مبالغ مالية الى عدن، واكتشافها، انه مازال يصرف مخصصات اولاد الاحمر وعلي محسن، ووجهت الجماعة مسلحيها الاثنين بالانسحاب من وزارة الدفاع تلبية لطلب وزير الدفاع لان الجماعة لا تريد الاصطدام بالوزير الصبيحي".

واضاف المصدر" قياديو جماعة الحوثي قالو للرئيس هادي انهم ماضون في ثورتهم وانهم لن يخرجوا من صنعاء حتى يتم القضاء على الفساد والمفسدين من جميع اجهزة الدولة وانه لا بد من اشراكهم رسميا في الاجهزة الرقابية والتنفيذية خاصة ، المالية، وهددوا بكشف قضايا فساد كبيرة للشعب ، وغادروا منزله دون التوصل لاتفاق".

وقال المصدر ان قادة جماعة الحوثي هؤلاء ابلغوا الرئيس هادي رفضهم لعرضه الذي قدمه لهم قبل ايام وتضمن منحهم وزارتي الداخلية والعدل والجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة اضافة الى تجنيد 20 الف من مسلحيهم في قوات الجيش والامن.