الرئيس اليمني: يبدو أن صنعاء ستشهد 13 يناير ثانية من قبل الحوثي

كشفت صحيفة محلية أن الرئيس عبد ربه منصور هادي زار ظهر الثلاثاء مجمع وزارة الدفاع (العرضي) بصورة مفاجأة.

وقالت صحيفة "الشارع" ان المئات من مسلحي الحوثي حاصروا صباح الثلاثاء مبنى وزارة الدفاع (مجمع العرضي) وسط العاصمة، واغلقوا الشوارع الرئيسية المؤدية اليه، في ظل تصاعد الازمة بين الجماعة والرئيس هادي بعد طرد مسلحي الجماعة أمس الاول بالقوة.

ونقلت الصحيفة عن مصادر عسكرية متطابقة قولها: إن "مسلحي الحوثي بدؤوا بالانتشار قبل الساعة الثامنة من صباح الثلاثاء حول مبنى وزارة الدفاع واستمروا حتى الثامنة مساء قاطعين للشوارع الرئيسية المؤدية الى المبنى، ويهددون باقتحامة والسيطرة عليه بشكل كامل".

وأكد شهود عيان وسكان محليون ان مسلحي انصار الله قطعوا جميع الشوارع الرئيسية المؤدية الى الوزارة ومنعوا حركة المرور فيها، ضمن عملية الحصار التي فرضوها عليها.

واوردت الصحيفة تصريحات لمصادر عسكرية: "إن المئات من مسلحي الحوثي معززين بعشرات الاطقم والمدرعات والعربات العسكرية التي سبق ان استولوا عليها من قوات الجيش، ووفقا للمصادر فقد حاولوا منع الدخول والخروج من والى الوزراة من جميع الجهات الا ان تعزيزات امنية وعسكرية كبيرة وصلت الى الوزارة وتمركزت على مبانيها وانتشرت بشكل كبير وغير مسبوق في الشوارع المحيطة بها وعلى اسطح المنازل المجاورة.

ووصلت قوات عسكرية وامنية من ألوية الحماية الرئاسية وقوات مكافحة الشغب الى الوزارة وانتشرت حولها فيما اغلق عدد من المحال التجارية القريبة من الوزارة ابوابها خوفاً من حدوث مواجهات واشتباكات بين هذه القوات ومسلحي الجماعة.

ورافق هذا الانتشار العسكري الكبير حالة استنفار وطوارىء غير معلنة في وحدات الجيش الموالية للرئيس هادي في العاصمة صنعاء، خاصة قوات الحماية الرئاسية التي عززت مبنى وزارة الدفاع (العرضي) بقوات منها لمنع الحوثيين من اقتحامة والسيطرة عليه.

وقالت المصادر ان الرئيس هادي هادي زار قبل ظهر امس "الثلاثاء"، وبشكل مفاجىء مبنى وزارة الدفاع وتفقد الجنود والموظفين فيه وظل يمر على مكاتب الوزارة لمدة ساعة ، تحدث خلالها مع الجنود والضباط وغادر عائداً الى دار الر ئاسة.

واوضحت المصادر المؤكدة ان رئيس الجمهورية قام بهذة الجولة التفقدية في مبنى وزارة الدفاع (المعروف بمجمع الدفاع، ومجمع العرضي)، برفقة وزير الدفاع اللواء محمود الصبيحي وبعض رؤساء هيئات الوزارة.

ووفق الصحيفة فقد قال مصدر عسكري كبير كان حاضرا في مبنى الوزارة اثناء زيارة الرئيس هادي ان هذه الزيارة رفعت من معنويات الجنود والضباط.

واضاف المصدر الذي اشترط عدم ذكر اسمه أنه "عند توقفه في احد المكاتب مع عدد من الضباط والجنود، قال الرئيس هادي : يبدو ان صنعاء ستشهد 13 يناير ثانيةمن قبل الحوثي"، في اشارة الى القتال الدامي الذي شهدته مدينة عدن والجنوب في 13يناير 1986 وادى الى مقتل اكثر من عشرة الاف شخص.

وتابع المصدر "الكل كان صامتا ولم يتحدث احد بكلمة عندما قال الرئيس هادي هذا الكلام، ووجه وزير الدفاع بمنع دخول الحوثيين لمبنى الوزارة والرد على اي اعتداء يقومون به، وكان الرئيس هادي غاضبا".

وقال مصدر رئاسي: "إن الرئيس هادي اتصل الثلاثاء بجمال بن عمر مبعوث امين عام الامم المتحدة الى اليمن وطلب منه العودة الى صنعاء وابلغه ان الوضع مع جماعة الحوثي اصبح متوتراً جداً وقابلاً للانفجار في اية لحظة".

وأضاف: "الرئيس هادي طلب من بن عمر العودة في اسرع وقت الى صنعاء واتهم الرئيس السابق علي عبدالله صالح بالوقوف خلف هذا التصعيد من قبل جماعة الحوثي، وقال الرئيس لبنعمر ان عليه العمل على اقناع مجلس الامن الدولي بادخال عبدالملك الحوثي ضمن معرقلي التسوية السياسية في اليمن ، وفرض عقوبات عليه، وان خطابه (الحوثي) الاخير (الذي القاه أمس الاول) اكبر دليل على انه معرقل للعملية السياسية في اليمن، وان على بنعمر ترجمة هذا الخطاب للحوثي واطلاع اعضاء مجلس الامن عليه كي يعرفوا مدى خطورة الوضع".

وبشأن محاصرة الحوثيين لمبنى وزارة الدفاع قال مصدر عسكري ان الحوثيين اغلقوا البوابة الرئيسية للوزارة وبوابة فرعية اخرى، ومنعوا موظفي الوزارة بمن فيهم رؤساء الدوائر والمكاتب من الدخول الى مكاتبهم ما دفع بهؤلاء للعودة الى منازلهم.

واضاف المصدر ان المسلحين الحوثيين احتجوا على قيام وزير الدفاع امس الاول بطرد مسلحيهم المتواجدين في الدائرة المالية داخل الوزارة وعدم السماح لهم بالتواجد في مبنى الوزارة اضافة الى قيامه بادخال اللواء حسين خيران رئيس هيئة الاركان العامة للقوات المسلحة الى مكتبه بعد اكثر من اسبوع على منعه من دخول المبنى من قبل مسلحي الحوثي على خلفية اعتراض جماعتهم على قرار تعيينه في هذا المنصب ، الاحد قبل الماضي خلفا للواء احمد علي الاشول الذي تم تعيينة في مجلس الشورى.

وقال المصدر "كان الحوثيون متذمرين، وقالوا انهم كانوا يعتزمون اقتحام مبنى الوزارة في حالة تم مواجهتهم من قبل قوات الامن والجيش التي هرعت بكثرة الى عدة اماكن قريبة من المبنى" مشيرا الى ان الوضع ظل متوترا في الوزارة وحولها حتى مساء الثلاثاء وسط مخاوف من تفجر الوضع بين المسلحين وقوات الجيش والامن.

وقال للصحيفة أحد جنود الوزارة:" كان الوضع وشك الانفجار وكانت الامور متوترة جدا، بعد ان قام المئات من مسلحي الحوثي باغلاق بوابات الوزارة ومنع الموظفين والضباط والافراد من الدخول" ولم يدل هذا الجندي باي معلومات اخرى.

وذكرت المصادر ان القوات العسكرية والامنية المعززة بالمدرعات والاطقم العسكرية ظلت حتى وقت متأخر من مساء الثلاثاء منتشرة حول مبنى الوزارة من جميع الجهات، تحسبا لأي هجوم حوثي، فيما ظل المئات من مسلحي الحوثي ايضا منتشرين حول الوزارة معززين بمدرعات واطقم عسكرية، وطبقا للمصادر فقد كان الجانبان في وضع استعداد قتالي كامل وفي انتظار اندلاع شرارة المواجهة فحسب.

وامس عقدت الحكومة جلسة استثنائية تشاورية برئاسة رئيس مجلس الوزراء خالد محفوظ بحاح بحثت فيها التصعيد الحاصل من قبل جماعة الحوثي.

وتفجرت الازمة بين الرئيس هادي وجماعة الحوثي، امس الاول عندما طرد وزير الدفاع اللواء الركن محمود الصبيحي مسلحي الجماعة بالقوة من داخل مجمع العرضي ومكن رئيس هيئة الاركان العامة من الدخول الى مكتبه في الوزارة.

وكانت مصادر الشارع قالت ان هذه الازمة تصاعدت اثر خلاف نشب قبل ظهر امس الاول بين جنود حراسة وزارة الدفاع ومسلحي الحوثي على خلفية اصرارا الاخير على منع رئيس هيئة الاركان من دخول الوزراة للبدء في مباشرة عمله من مكتبه الواقع هناك.

ونقلت الصحيفة عن مصدر عسكري قوله :"ان مسلحي الحوثي الذين يتمركزون منذ الاثنين قبل الماضي في بوابات وزارة الدفاع ، رفضوا السماح للواء حسين خيران رئيس هية الاركان بالدخول الى مكتبه الا ان جنود الحراسة اصروا على دخوله ما ادى الى حدوث خلافات ومشادات كلامية بين الطرفين.

وطبقا للمصادر فقد طلب وزير الدفاع من مسلحي الحوثي مغادرة الوزارة وهددهم بانه سيخرجهم منها بالقوة في حال لم يغادروها ما دفعهم الى مغادرتها في الحال.

وانتشر مسلحو الحوثي مذاك حول الوزارة مهددين باقتحامها فيما توجه من قادة الجماعة ظهر امس الاول لزيارة منزل الرئيس هادي في منزله لبحث المشكلة معه.