ما علاقة المختطفة الفرنسية في اليمن وصحيفة شارلي ايبدو؟ (مترجم)

رغب فرنسوا هولاند وحكومته في مهلة أطول؛ إذ يعني اختطاف مواطنة فرنسية يوم الثلاثاء 24 فبراير من صنعاء في اليمن إلى عودة أسر الرهائن، في حين أنّ فرنسا تقف في الصفوف الأولى في مواجهة الإرهاب الإسلامي أكثر من أي وقت مضى. ومنذ تأكيد خبر خطف إيزابيل بريم مستشارة التنمية مع مترجمتها أثناء ركوبهما سيّارة أجرة في العاصمة اليمنية، طالب الرئيس الفرنسي “بالإفراج عنها في أقرب الآجال“. وباعتبار أنّ ما من جهة تبنّت العملية ولا وجود لأي فرضية واضحة، بقي الخطف المضلل لعملية إرهابية احتمالًا غير مستبعد حتّى يوم الأربعاء.

سبق أن تمّ الإفراج عن آخر رهينة فرنسي أسير في العالم في بداية ديسمبر 2014، وهو سيرج لازاريفيتش الّذي احتجز لدى القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي في مالي لمدّة ثلاث سنوات. وقد صرّح فرنسوا هولاند ببهجة آنذاك أنّ “لا رهينة لفرنسا في أي بقعة في العالم“. ويذكر أنّ لازاريفيتش قد اختطف مع فيليب فيردون الّذي وجد مقتولًا في يوليو 2013، وأتى تحريره بعد الإفراج في أبريل 2014 عن أربعة صحفيين فرنسيين احتجزوا لدى الدولة الإسلامية في سوريا، وهم إدوارد إلياس (23 عامًا) وديدياي فرنسوا (53 عامًا) ونيكولا هينان (37 عامًا) وبيار توري (29 عامًا)، كما أوضح ديدييه فرنسوا عند تحريره: “كان الأمر طويلًا، ولكننا لم نفقد الأمل للحظة. فمن وقت إلى آخر، واجهنا بعض الانكسارات إلّا أنّنا كنا نعلم أنّ الجميع قد تحرّك من أجلنا. إنّنا محظوظون لأننا فرنسيون“.

تحذيرات وتهديدات

خلال بضعة أشهر، تمّ أسر 15 مواطنًا فرنسيًا على الأقل في مختلف مناطق الصراع. وفي يناير 2015، تمّ اختطاف الدليل الجبلي هارفاي غوردال في الجزائر قبل أن يعدم سريعًا من خلال قطع رأسه من قبل “جند الخلافة“، الجماعة الّتي بايعت الدولة الإسلامية، انتقامًا من تدخّل فرنسا في العراق بالدخول في التحالف المعادي للجهاديين.

ومنذ ذلك الحين، أملت السلطات الفرنسية في التمتّع بمهلة طويلة قبل أن تعيد إطلاق جهاز إدارة قضايا الرهائن الّذي يحتاج العديد من الموارد، خاصة داخل الإدارة العامة للأمن الخارجي، جهاز المخابرات الخارجية. وقد كثّفت عمليّات التحذير لتفادي أيّ عمليّة جديدة لأسر رهائن في الدول أو المناطق الّتي تعدّ خطيرة: اليمن وأيضًا سوريا والعراق ونيجيريا؛ حيث أسرت عائلة فرنسية بأسرها لمدّة شهرين في 2013، بعد أن اختطفت في شمال الكاميرون، بالإضافة إلى جزء من الساحل حيث تدخّل عسكريّ فرنسي ضدّ الإسلاميين.

ويعتبر اختطاف إيزابيل بريم مثيرًا للقلق بنحو خاصّ؛ إذ إنّه يأتي في بلد يغرق في حالة من الفوضى، وتمّ تبنّي عمليّة شارلي إيبدو يوم 7 يناير من قبل تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية الّتي كثّفت تهديداتها ضدّ المصالح الفرنسية. ومنذ بداية فبراير، لم يعد هناك أي دبلوماسي فرنسي في اليمن بعد أن أغلقت فرنسا سفارتها في صنعاء مثل غيرها من الدول الغربية.

وقد صرّح وزير الشؤون الخارجية لوران فابيوس صباح الأربعاء أنّ [اليمن] “بلد خطير جدًّا“، مضيفًا أنّ “جميع الأجهزة مسخّرة” للإفراج عن إيزابيل بريم. ويذكر أنّ اليمن على حافة الانهيار؛ حيث طرد الحوثيون -المتمرّدون الشيعة- الّذين يسيطرون على العاصمة الرئيس عبد ربه منصور هادي من السلطة، ثمّ لجأ إلى عدن في جنوب البلاد، مؤكّدًا أنّه الرئيس الشرعي للبلاد؛ وبالتالي، ستعقّد الفوضى من عمليّات البحث.