تقارير: من يكون "الجهادي جون" الذي ظهر في فيديو إعدام الأقباط المصريين؟ (ترجمة)

تناولت الوسائل الإعلامية والصحف الأجنبية، بشكل مفصل، سيرة حياة محمـــد المـــوازي المعروف بـ"الجهــادي جــون" الذي بات من أعنف الرجال على وجه الأرض، معلقة على صورته مع زملائه في صورة تذكارية بمدرسته "كنيسة مريم المجدلية" الابتدائية بمنطقة ميد فالي بلندن، أنه "صاحب وجه بريء ومسالم" حين كان في السادسة من عمره.

وكشفت صحيفة "دايلـــي ميــل" البريطانية عن أول صورة لطفولة الإرهابي، جـــون، حين كان في السادسة من عمره ومقارنتها مع صورته الآن وهو ملثم يتخفى بزي أسود لا يظهر إلا عينيه ويمسك بسكين خلال إحدى تسجيلات ذبح مصورة نشرها داعش.

وعلقت بالقول: "من الصعب الربط بين وجه هذا الطفل البريء الذي يبتسم للكاميرا مع زملائه في مدرسة كنسية إنكلترا، مع الجزار الذي لا يرحم والذي ظهر في مقاطع الفيديو التي بثها داعــــش لإعدام الرهائن الغربيين".

ويقول زملاؤه، إنه كان رمزاً للبراءة، فقد كان هادئاً ومحبوباً في المدرسة، ويهتم بكرة القدم أكثر من اهتمامه بالإسلام، ويتذكره المعلمون كتلميذ نشيط يمتلك كل صفات التلميذ الناجح.

من جانبها، نقلت وكالة رويترز، عن مصادر حكومية أمريكية يوم الخميس، أن محققين يعتقدون أن القاتل الملثم المعروف باسم "الجهادي جون" الذي كان بطل تسجيلات فيديو لتنظيم الدولة الإسلامية لذبح رهائن هو بريطاني يدعى محمد الموازي.

وفي تسجيلات مصورة لتنظيم الدولة الإسلامية ظهر شخص ملثم يرتدي ملابس سوداء وهو يمسك بسكين، ويتحدث الانجليزية بلكنة لندنية، ويستعد فيما يبدو لذبح رهائن من بينهم ثلاثة أمريكيين وبريطانيان وسوريون.

وولد الموازي في الكويت، وهو من أسرة ميسورة الحال تعيش في لندن حيث نشأ وتخرج في الجامعة، ويحمل شهادة في برمجة الكمبيوتر.

ويعتقد أن الموازي، الذي هدد في التسجيلات، الغرب وتهكم على زعماء منهم الرئيس الأمريكي باراك أوباما ورئيس الوزراء ديفيد كاميرون، سافر إلى سوريا عام 2012 تقريباً وانضم فيما بعد إلى تنظيم الدولة الإسلامية.

وفي كل تسجيلات الفيديو التي ظهر بها كان ملثماً لا يظهر من وجهه سوى عينيه وجزء من أنفه. وكان يضع جراب مسدس تحت ذراعه الأيسر.

وأطلق الرهائن عليه اسم جون، كما أطلق عليه وعلى بريطانيين آخرين اسم ذا بيتلز ولقب آخر باسم جورج.

وقال المصدران الحكوميان الأمريكيان لرويترز، إن المحققين يعتقدون أن المتشدد التابع للدولة الإسلامية "الجهادي جون" هو محمد الموازي. وهو يتكلم العربية بطلاقة ومن عائلة ميسورة نشأ في غرب لندن وتخرج في جامعة وستمينستر بعد حصوله على درجة في برمجة الكمبيوتر.

وكانت صحيفة "واشنطن بوست" هي أول من اكتشفت هوية الملثم، وقالت إن المسألة لاتزال قيد التحقيق.

حيث كشفت الصحيفة، في وقت سابق عن شخصية الموازي، مشيرة إلى أنه انتقل للعيش مع عائلته في بريطانيا حين كان في السادسة من عمره، وكان من عائلة ميسورة ونشأ في غرب لندن وتخرج في الجامعة ويحمل شهادة في برامج الكمبيوتر.

كما رفضت الحكومة والشرطة في بريطانيا تأكيد أو نفي هويته التي كانت صحيفة واشنطن بوست أول من كشفها، مشيرة إلى أن المسألة لاتزال قيد التحقيق.

وقالت المتحدثة باسم كاميرون، "لا نؤكد أو ننفي مسائل متعلقة بالمخابرات."

وتجنب المسؤولون الأمنيون كشف هوية الموازي، خشية أن يصعب ذلك إلقاء القبض عليه. ويعتقد أنهم غير راضين عن تسريب اسمه.

وقال عاصم قرشي، مدير قسم الأبحاث في مؤسسة كيج الخيرية التي عملت مع الموازي منذ عام 2009، إنه على الرغم من أنه لا يستطيع التأكد من أن الموازي هو "الجهادي جون" فإن هناك "أوجه تشابه مدهشة".

وذكرت مؤسسة كيج، التي تتولى دعم المعتقلين بتهم تتصل بالإرهاب، أن الموازي اتصل بها قائلاً إنه تعرض لمضايقات من أجهزة الأمن البريطانية بعد أن حاول العودة إلى الكويت عام 2010 ليتزوج ويلتحق بوظيفة.

وقال في رسالة أرسلها إلى المؤسسة بالبريد الالكتروني "أشعر كأنني سجين، لكن ليس في قفص بل في لندن".

وأشار إلى أنه كان يشعر وكأنه "شخص مسجون تتحكم بي أجهزة الأمن التي تمنعني من بدء حياة جديدة في مسقط رأسي وبلدي الكويت".

وأنحت كيج باللائمة في تطرف الموازي على مضايقته المزعومة على يد مسؤولين في قطاع مكافحة الإرهاب، بعد أن اعتقل في تنزانيا مع اثنين من أصدقائه في أغسطس آب عام 2009 لدى وصولهم إلى هناك للقيام برحلة سفاري.

وتم ترحيل الموازي إلى أمستردام، حيث استجوبته عناصر في وكالة (إم. آي. 5) البريطانية للأمن الداخلي وضابط في المخابرات الهولندية للاشتباه بأنه يخطط للذهاب إلى الصومال، وتمت إعادته إلى بريطانيا.

وفي سياق متصل، بينت الإدارة الأمريكية أن "الجهادي جون" دون الخوف بتفاصيل هويته، يعتبر هدفا إرهابيا في غاية الأهمية، حيث قال جوش إيرنست، المتحدث باسم البيت الأبيض: "إن هذا الشخص مسؤول عدم مقتل أمريكيين وأن الرئيس مصر على إحضاره للعدالة."

واستدركت صحيفة "دايلي ميل" بالقول، إنه على الرغم من وجهه الملائكي، غير أن ميوله كانت تكشف حبه للقتل من خلال لعبته المفضلة التي كانت "دوق نوكيم: وقت القتل" Duke Nukem: Time to Kill وكتابه المفضل الذي كان "كيف تقتل وحشاً" How To Kill A Monster من سلسلة كتب الأطفال الشهيرة "صرخة الرعب".

وذكرت الصحيفة أن الموازي، الذي انتقل من الكويت إلى بريطانيا عندما كان في السادسة من عمره، كان الطفل المسلم الوحيد في فصله، وأن جيرانه وصفوه بأنه كان خلوقاً وهادئ الطباع وقليل الكلام.

وفي سياق ذلك، قالت صحيفة "اندبندنت" البريطانية، أن الإفراج عن معلومات تخص القاتل الوحشي التابع لداعش والذي عرف باسم الجهادي جون يؤكد أنه كان يشعر بالإنفصال التام عن المجتمع البريطاني حيث عاش وترعرع وأن فجوة دينية وثقافية ساهمت في وحشيته.

 The Independent- Daily Mail - Reuters - Washington Post