صحيفة: كارثـــة إنسانيـــــــة في عدن

قالت صحيفة محلية، إن طيران تحالف العدوان على اليمن بقيادة السعودية، نفذ الأحد، سلسلة غارات جوية استهدفت المجمع الرئاسي ومحيطه في منطقة المعاشيق بمدينة عدن، أعقبها وقوع اشتباكات عنيفة شهدتها عدد من شوارع كريتر بين أفراد ما يسمى بـ"المقاومة الشعبية الجنوبية" وعناصر من الحوثي وجنود ظلت متواصلة حتى مساء الأحد.

وأضافت صحيفة "الشارع" الصادرة الاثنين، أن مصادر محلية في كريتر قدرت عدد الغارات التي شنها الطيران على منطقة المعاشيق وما جاورها بنحو 11 غارة منذ الـ2 فجراً وحتى الساعة 3 عصراً، واصفة هذه الغارات بأنها الأعنف منذ بدء العملية العسكرية وتسببت الصواريخ التي أطلقها الطيران، الأحد، في انفجارات قوية هزت أحياء وشوارع مدينة كريتر ودفعت العشرات من العائلات إلى النزوح من مساكنها.

واندلعت اشتباكات عنيفة عند الـ1 ظهراً في أحياء مختلفة من شوارع كريتر بين أفراد المقاومة الشعبية الجنوبية، وعناصر من الحوثيين التي فرت من الضربات الجوية على مقر تجمعهم في منطقة المعاشيق، واضطرت الاحتماء بين الأحياء السكنية في المدينة.

وأسفرت الاشتباكات عن سقوط نحو 6 قتلى من الحوثيين وأسر 11 منهم، فيما أكد شهود عيان أن عدداً كبيراً من المدنيين ومسلحي المقاومة الجنوبية سقطوا بين قتيل وجريح، لاسيما في منطقتي القطيع والعيدروس، وحي الزعفران ومحيط مبنى إدارة مؤسسة المياه، معظمهم سقطوا برصاص القناصة وفي مناطق الرأس وأجزاء حساسة من الجسم.

وقد شوهد أيضاً، عقب استهداف الطيران لمنطقة المعاشيق العشرات من الحوثيين يفرون ببنادقهم الخاصة وهم في حالة ذعر، باتجاه منطقة جبل حديد، الذي ما يزالون يسيطرون عليه.

ونقلت الصحيفة ذاتها عن الدكتور بسام صالح وهو متطوع في المركز الصحي الواقع في نطاق منطقة كريتر، قوله إن المركز لم يتمكن من استيعاب العشرات من المصابين والجرحى من المدنيين ومسلحي المقاوم، الذين جرى إسعافهم إلى المركز، الأحد، نظراً للامكانات المحدودة وعدم توفير الإسعافات الكافية، مشيراً إلى أن هناك مصابين توفوا بسبب عدم تمكن المسعفين من نقلهم إلى مستشفى الجمهورية بمديرية خور مكسر، نتيجة انتشار القناصة والحصار الذي يفرضه مسلحي الحوثي على مدينة كريتر منذ 10 أيام من جهتي المدخل الشرقي من محكمة عدن، والمدخل الغربي من جهة باب العقبة.

وشاهد مراسل الصحيفة، في عدن عدداً من الدبابات والآليات العسكرية، بينها عربتان حديثتان نوع (همر) تقل العشرات من مقاتلي الحوثي وجنوداً آخرين تقتحم منطقة حي القطيع في كريتر، عند الساعة الـ12 والنصف ظهراً وهي في وضعية قتالية، بالإضافة إلى أنه لاحظ وجود نقطة أمنية أقامتها عناصر الحوثي، وسط طريق الجسر البحري، بالقرب من ساحة مدرج مطار عدن، لكنها أجبرت على الانسحاب ظهراً باتجاه المطار بعد تعرضها لقذائف أطلقتها عليهم دبابة تابعة لأفراد المقاومة الجنوبية التي كانت تتمركز بجانب جولة كالتكس في المنصورة.

يأتي هذا في ظل تفاقم الوضع الإنساني المزري في عدن التي أصبحت تعاني من نفاد كمية الطحين (دقيق القمح) وإغلاق 80% من محلات الأفران أبوابها وانعدام اسطوانات الغاز، التي بلغ بعضها في السوق السوداء 4000 ريال، ما اضطر بعض العائلات إلى طهي طعامهم باستخدام الحطب.

بالإضافة إلى ذلك، يستغل عدد من تجار التموين ومحلات الجملة الوضع الأمني والإنساني الراهن للقيام باحتكار السلع ورفع الأسعار، في ظل غياب تام لأعضاء المجالس المحلية في كافة مديريات عدن منذ نشوب المعارك في الـ24 من مارس الماضي.

كما يعاني أهالي وسكان مختلف مناطق ومديريات عدن أزمة مياه حادة، دفعت بسكان مدينة كريتر إلى جلب مياه الشرب والاستهلاك من آبار جوفية أعيد فتحها في عدد من مساجد المدينة، بعضها جرى حفرها قبل نحو 130 سنة.

وتزايدات حالات النزوح الجماعي للأسر في عدن بنسبة 43 % خلال الأسبوع الأخير، وسجلت أعلى نسبة نزوح في مناطق المواجهات الساخنة مثل (كريتر وخور مكسر ودار سعد والمعلا والقلوعة) وبعض العائلات لجأت للاحتماء بالمناطق المستقرة وسط محافظة عدن، والبعض منها فرت باتجاه مناطقها وقراها خارج المحافظة.

وبدأت تظهر مؤشرات كارثة إنسانية حقيقة سوف يعانيها سكان المدينة في غضون الأيام القليلة القادمة ، بسبب طول أمد الحرب وغياب الدولة المركزية والتنفيذية في إطار المحافظة، والتي شكل غيابها محنة حقيقة لمعظم سكان عدن العاملين في القطاع العسكري والمدني والذين يدخلون شهرهم الثاني بلا مرتبات، محملين مدراء مؤسساتهم ومسؤولي قيادة المحافظة مسؤولية ما باتوا يعانونه الآن من أوضاع إنسانية صعبة وقاسية.