الحراك يتهم الإصلاح بتدبير مؤامرة خطيرة في عدن

تدنو عدن من مواجهات محتملة بين "الإخوان" والحراك الجنوبي، بينما تتعرض المدينة لعدوان جوي استهدف، خلال اليومين الماضيين، أحياء ومنشآت تجارية وحيوية عدة.

التوتر بين الطرفين تصاعد، عندما نشر قادة الإخوان "الإصلاح" أسماء قيادات في الحراك الجنوبي اتهموها بالقتال في صفوف الحوثيين، ودعوا أبناء الجنوب إلى عدم التعاون مع تلك القيادات بصفتها – حسب اتهام قادة الإخوان – "عملاء وخونة".

وأبرز المتهمين بالخيانة – وفقاً لقائمة الإصلاح – القيادي في الحراك، بجاش الأغبري.

حشد الإصلاح ضد الحراك الجنوبي بدأ مبكراً في عدن، خصوصاً في الفترة التي أعقبت فرار عبد ربه منصور هادي من صنعاء وإعلانه عدن عاصمة بديلة.

حينها، تقاطر مئات المسلحين التابعين للإخوان على عدن – قادمين من مأرب والجوف والبيضاء – معظمهم من عناصر تنظيم القاعدة، بقيادة الشيخ الحسن أبكر وسلطان العرادة ومحمد سالم بن عبود، وبايعوا "هادي" كرئيس شرعي لليمن، في محاولة منهم لإعادة إنتاج أنفسهم بعد الإطاحة بهم في 21 سبتمبر الماضي.

لكن فرض الإصلاح تضاءلت مع دخول الجيش واللجان إلى عدن، والسيطرة على أغلب مناطق المدينة بالتعاون مع أبناء المحافظات الجنوبية، فضلاً عن شعورهم – الإصلاح – بالغضب الشعبي تجاههم، سيما من قبل أنصار الحراك ما جعلهم – الإصلاح – وبالتنسيق مع مليشيات هادي يعلنون تأسيس ما وصفوها بـ"المقاومة الشعبية" هرباً من اسم الإصلاح.

ومع ذلك كانت النتائج عكسية، فما أن أعلن عن تشكيل "المقاومة الشعبية" حتى سارع عشرات المسلحين من أنصار الحراك الجنوبي إلى الانسحاب من جبهة "هادي" بعد اتهام مليشياته بمحاولة احتواء مسلحي الحراك وأنصاره، والالتفاف على ما يصفها مسلحو الحراك بـ"المقاومة الجنوبية".
ومنذ ذلك الحين بدأ الإصلاح – وفقاً لمصادر أمنية – بتشكيل خلايا نائمة تابعة له ونشرها على الفنادق في عدن ومنشآت حكومية تخضع لسيطرة مليشيات "هادي" وتقوم تلك المليشيات بقصف عشوائي بين الفينة والأخرى، في محاولة لتأليب أبناء المدينة على قوات الجيش، وهو ما دفع بمكونات الحراك الجنوبي إلى اتهام الإصلاح بتدبير مؤامرة خطيرة في عدن.

وقال بيان صادر عما يسمّى "المقاومة الجنوبية" إن حزب الإصلاح يقوم عبر أنصاره في عدن والمدن الجنوبية، بتوزيع بطائق تعريفية تحمل "طير الجمهورية اليمنية باسم المقاومة الجنوبية" وأن شخصيات قيادية في الإخوان، وزعت اليومين الماضيين، مئات البطائق على شباب في مديرية الشيخ عثمان.

البيان حذر "الإصلاح" من تداعيات مثل تلك التصرفات، واعتبرها محاولة للالتفاف على تضحيات أبناء الجنوب.

واتهم البيان "حزب الإصلاح" بالغياب عن الساحات وتسهيل دخول الحوثيين إلى عدن.

واعتبر البيان عودة نشاط جمعيات الإصلاح في الجنوب في هذا التوقيت بالذات بمثابة محاولة لاستغلال احتياجات المواطن الجنوبي وممارسة نشاط سبق أن رفضه شعب الجنوب.

البيان حذر – أيضاً – أي شخص يتعاطى مع بطائق الإصلاح أو استلام أية معونات أو منشورات يفتعلها الإصلاح.

كما اتهم البيان حزب الإصلاح بمحاولة "إضعاف الجبهة الجنوبية من خلال اتهامات تطال قيادتها الميدانيين".

وتوعد البيان بأن يكون أنصار الله وقيادات الإصلاح هدفاً لـ"المقاومة الجنوبية لمحاولتهم زرع البلبلة والفتنة بين أبناء الجنوب".

وحمل البيان أسماء 3 من قيادات "إخوانية اتهمها بالتجنيد في عدن هم – وفقاً لبيان الحراك – (خالد حيدان، إنصاف مايو، نضال باحويرث).

احتدام الصراع بين الطرفين يزيد من معاناة أبناء عدن الذين يتجرعون، منذ أسابيع، ويلات انعدام الأمن والخدمات جراء استمرار العدوان السعودي على المدينة.

العدو السعودي يواصل قصفه العنيف على المدينة حيث استهدفت اليومين الماضيين – وفقاً لمصادر أمنية – منازل سكنية في حي عمر المختار، مديرية الشيخ عثمان، واستهدف العدوان أيضاً محطة وقود في منطقة خور عميرة مديرية البريقة.

كما تعرضت منازل في القلوعة وكريتر والتواهي لغارات نفذتها مقاتلات العدو السعودي.

وفي مديرية المنصورة، قتل عدة أشخاص بغارات للعدو السعودي استهدفت سيارة نوع "اكسنت" كانت تمر في جولة كالتكس.

كما سبق للعدو السعودي وأن قصف مقاتلاته خزانات المياه في جبل حديد ومحطة الكهرباء في الحسوة ما تسبب بانقطاع الماء والكهرباء، ناهيك عن إغلاق محلات تجارية لأبوابها عقب استهداف العدو عدة "سوبر ماركت" في مديرية المحافظة.

*نقلاً عن صحيفة "اليمن اليوم" الصادرة الأحد 19 أبريل 2015.