القاعدة في اليمن.. الفرع الاستثنائي (ترجمة)

كان عقداً عصيباً على القاعدة. فأمريكا وحلفاؤها الإقليميون اغتالوا أكبر قادتها من اليمن إلى العراق، وجعلوا من الصعب على فروع القاعدة التواصل مع القيادة المركزية.

في 2011، أمريكا قتلت أسامة بن لادن، زعيم تنظيم القاعدة. ومنذ ظهر تنظيم الدولة الإسلامية أو مايعرف بـ"داعش" العام الماضي، طوق القاعدة، جاذباً معظم المقاتلين الأجانب والأموال والتصدر الإعلامي. لكن أحد الفروع كان استثناءً. القاعدة في شبه الجزيرة العربية، المستقرة في اليمن مستمر في صعود. في الشهر الماضي تقريباً وسع الأراضي التي يسيطر عليها، بما في ذلك ميناء ومطار.

حرب اليمن اليوم بين الحوثيين وعبد ربه منصور هادي، المدعوم من التحالف الذي تقوده السعودية، تساعد القاعدة في شبه الجزيرة العربية. توسع بعد تسليم السلطة للرئيس الانتقالي 2012 قبل أن يدفعه هجوم الجيش. لكن مكاسب الحكومة تراجعت الآن. في الثاني من أبريل، حرر القاعدة في اليمن أعضاء له من أحد السجون، كما سيطر على المكلا، ميناء على خليج عدن، والمطار القريب منها. الهجمات الأمريكية بطائرات بدون طيار، التي أضعفت القاعدة توقفت، منذ خفضت أمريكا قواتها الخاصة الاستخباراتية في الأسابيع القليلة الماضية.

أينما كانت، يظل عدو القاعدة في شبه الجزيرة الرئيس هو "العدو البعيد" في أمريكا وأوروبا. لم يستطع تنفيذ هجوم كبير مثل 11/ 9، ويعتقد البعض أن أي فرع من القاعدة قد يفعل ذلك مجدداً، بما أن الغرب أصبح أكثر حذراً، إلا أن القاعدة في اليمن تبنى هجمات شارلي إيبدو في باريس في يناير. بالرغم من أن التنظيم يستبعد أن يكون قد تدخل في التفاصيل الجوهرية للهجوم، لكن واحداً على الأقل من الاثنين منفذي الهجمات تدرب في اليمن.

نجح تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية بضرب مواقع في المنطقة، بما في ذلك سفارات وناقلات نفط. في 2009، فشل بصعوبة باغتيال محمد بن نايف، وزير الداخلية السعودي، ومما يثير القلق أكثر امتلاكه لمهارات صناعات قنابل متقدمة.

ناصر الوحيشي، زعيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، هو نائب رئيس التنظيم ككل. بشبابه وحركيته، ظل هو وتنظيمه أكثر شهرة بين الجهاديين من أيمن الظواهري، زعيم تنظيم القاعدة. وبينما يدفع التحالف الذي تقوده أمريكا تنظيم الدولة، فإن القاعدة قد يرجع لحاله.

بالرغم من أن تنظيماً ادعى انتماءه للدولة الإسلامية شن تفجيرين هذا العام في صنعاء، فإن تنظيم الدولة ليس له فرع معترف به في اليمن. يقول بروس رايدل، العميل الاستخباراتي السابق الذي يعمل باحثاً في بروكنجز، إن "القاعدة في شبه الجزيرة العربية ما زال قوياً.

رفعت أمريكا مؤخراً جائزة المعلومات التي تؤدي إلى اعتقال الوحيشي إلى 10 ملايين دولار، وهو ما يساوي جائزة القبض على زعيم الدولة الإسلامية أبي بكر البغدادي، أشهر الإرهابيين في العالم.

ترجمة عن Economist