اليونيسيف: تعطل خدمات التحصين في اليمن، ونواجه عجزا تمويليا بمقدار 90 في المائة

حذرت منظمة اليونيسيف من الآثار المدمرة التي يخلفها الصراع في اليمن على النظام الصحي بما يعرض ملايين الأطفال لخطر الإصابة بأمراض يمكن الوقاية منها.

ونبه سيمون إنغرام المتحدث الإقليمي باسم اليونيسيف إن الأطفال لا يحصلون على التحصين الضروري كما يتعرض نصف مليون طفل لخطر الإصابة بسوء التغذية.

وقال سيمون إنغرام في حوار أجرته معه إذاعة الأمم المتحدة، الأربعاء 1 يوليو/ تموز 2015: كلما طال أمد هذا الصراع في اليمن، زاد الثمن الذي يتكبده السكان المدنيو ن وخاصة الأطفال يوما بعد الآخر. تتمثل أكثر الآثار مأساوية لذلك الوضع في مقتل نحو مائتين وثمانين طفلا منذ تصاعد الصراع في مارس آذار. ولكن القضية التي نود إلقاء الضوء عليها الآن فيما يستمر الصراع، هي الأثر على صحة الأطفال، والانهيار الكامل لنظام التحصين بما يعني أن الأطفال لا يتلقون التحصين ضد أمراض قد تؤدي إلى وفاتهم. تفيد تقديراتنا بأن نحو مليونين وستمائة ألف طفل يتعرضون لخطر الإصابة بمرض الحصبة الذي قد يؤدي إلى الوفاة وخاصة في أوقات الصراعات والنزوح. كما نتوقع زيادة حالات الإصابة بالالتهاب الرئوي بشكل حاد، لأن المستشفيات والمراكز الطبية لا تعمل بالشكل المفروض، إما لعدم وجود عدد كاف من الموظفين أو ما يكفي من الوقود لإدارة المعدات التي تحتاجها".

وأشار سيمون إنغرام، إلى أنه وبينما يعد اليمن بلدا فقيرا كان يعيش في ظروف إنسانية رهيبة حتى قبل بدء هذه الأزمة إلا أنه حقق مكاسب حقيقية فيما يتعلق بتعزيز البنية الأساسية والتصدي للمشاكل القائمة منذ أمد مثل سوء التغذية، والآن نرى خسارة جميع تلك المكاسب ليدفع الأطفال ثمنا باهظا للغاية. يتعرض نحو نصف مليون طفل لمخاطر الإصابة بسوء التغذية الحاد أو المزمن خلال الأشهر الاثني عشر المقبلة إذا استمر الوضع في التدهور مثلما نخاف.

وتابع: لا يوجد شك في أن الوضع على الأرض بالغ الصعوبة، في بعض الأماكن مثل عدن وتعز وصعدة يصعب للغاية الوصول للسكان المدنيين، ما نفعله منذ اليوم الأول للصراع هو العمل من خلال شبكة من الشركاء المحليين، مثل السلطات المحلية ومنظمات المجتمع المدني، الذين نعمل معهم لسنوات ومازالوا قادرين على الوصول إلى المجتمعات حتى مع نزوحهم. قد يكون الوصول محدودا، ولكننا استطعنا تحقيق نتائج جيدة، على سبيل المثال في إدارة أنشطة التحصين ونقل اللقاحات إلى المراكز الطبية المتنقلة لتحصين الأطفال ضد الحصبة وشلل الأطفال وغيرهما من الأمراض. استطعنا أيضا إدارة مناطق صديقة للأطفال، يمكن أن يجتمعوا فيه بعد ما تعرضوا له من صدمات رهيبة نتيجة ما شهدوه مثل القصف الجوي في الأماكن التي يعيشون فيها. وننتهز هذه الفرصة لتجديد دعوتنا، التي صدرت عن الأمين العام ومسؤولي الأمم المتحدة من قبل، لتنفيذ وقف لإطلاق النار لتتمكن المساعدات الإنسانية من الوصول إلى عدد أكبر من الأطفال.

وقال سيمون إنغرام المتحدث الإقليمي باسم اليونيسيف: إننا نواجه عجزا في تمويل برامجنا يقدر بتسعين في المائة من المبلغ المطلوب. إننا نشارك في نداء أطلقته الأمم المتحدة مؤخرا، يقدر نصيبنا منه بمائة وثمانين مليون دولار لتمويل أنشطة المياه والصرف الصحي والحماية والتعليم وغير ذلك في اليمن. كانت الاستجابة ضعيفة للغاية حتى الآن. نأمل أن يتقدم مزيد من المانحين ليساهموا في تمويلنا. ندرك أن هناك حالات أخرى تتطلب الدعم في منطقتنا وحدها، ولكننا نأمل أن نتمكن من خلال رفع الوعي، من تجنب أن يتحول هذا الوضع إلى كارثة منسية أخرى.