صحيفة: الصلاة المشتركة للشيعة والسنة لا تكفي، بعض الاعلام الخليجي المحرض الاكبر والحكومات شاركت بالتحريض بالتمويل

جميل ان يشارك امير الكويت الشيخ صباح الاحمد الصباح، في صلاة الجمعة التي جمعت بين ابناء الطائفتين الشيعية والسنية تحت سقف مسجد واحد، في حدث نادر يهدف الى اظهار الوحدة الوطنية وتعزيز التعايش بين الجانبين، ولكن السؤال هو: لماذا لم نر مثل هذه الصلاة المشتركة طوال السنوات الماضية، وهل كان يجب ان يحصل مثل ذلك التفجير الدموي في احد مساجد الشيعة، حتى نشاهد مثل هذه الهبة المفاجئة، والوعي المتأخر، بخطورة الشحن الطائفي من الجانبين الذي ادى الى مثل تلك المجزرة الدموية التي اودت بحياة 26 شخصا واصابة 227 آخرين؟

وتتابع افتتاحية صحيفة"رأي اليوم": لا نجادل مطلقا بأن مبادرة الصلاة المشتركة على درجة كبيرة من الاهمية من حيث توقيتها، ومشاركة امير البلاد فيها، تماما مثل مبادرة الامير بالتوجه فورا الى المسجد المنكوب ومواساته للضحايا، واشرافه على انقاذ الجرحى، لكن ما نجادل فيه هو غياب مثل هذه المبادرات طوال السنوات الماضية، ليس في الكويت فقط، وانما في معظم الدول الخليجية الاخرى.

الصلاة المشتركة خطوة جيدة لتعزيز الوحدة الوطنية، والتأكيد على الهوية المشتركة، والتلاحم في مواجهة من يريدون بذر بذور الفتنة الطائفية، شريطة ان تكون في اطار استراتيجية شاملة، ومستدامة، وليس مجرد رد فعل على جريمة التفجير.

لنكن صرحاء ونعترف بأن الحكومات الخليجية، او معظمها، صمتت على اعمال التحريض والشحن الطائفي طوال السنوات الماضية، ولم تتصد لها بالقوة المطلوبة في غمرة التحشيد ضد ايران، وحلفائها في سورية والعراق، ومولت قنوات تلفزيونية يتربع على منابرها دعاة تفننوا في تعبئة “الرأي العام” السني ضد كل ما هي شيعي، مثلما غضت هذه الحكومات النظر عن جمع الاموال لدعم جماعات متطرفة على امل التسريع باسقاط النظام السوري، على وجه الخصوص.
لم نشاهد مطلقا القنوات الرسمية الخليجية تشجع على التعايش بين الطوائف، والتسامح مع الآخر من خلال برامج جادة مدروسة تعكس وعيا حكوميا بخطورة مثل هذا التحريض الطائفي الذي كان سائدا في البلاد، وعبر شاشات التلفزة وفي اعمدة الصحف، واذا كان هناك وعي فعلي فهو خجول، ومحدود، ومن قبيل ذر الرماد في العيون.

شاهدنا وقرأنا تشريعات تحكم بالسجن لعشر سنوات لكل صاحب تغريدة على “التويتر” تنتقد الامير او الملك، وتطالب باصلاح سياسي، لكننا لم نقرأ عن قانون واحد يجرم الفتنة الطائفية، ومن يحاول بذر بذورها، ومن المؤسف ان دعاة الفتنة الطائفية تحولوا الى نجوم يتبعهم الملايين على وسائل التواصل الاجتماعي بسبب مفرداتهم التحريضية مثل “الرافضة” و”المجوس″ و”الصفويين” وابناء المتعة”، وكل ما يلحقها من فتاوى تكفيرية.

صحيح ان هناك متطرفين طائفيين في الجانب الآخر يمارسون الخطيئة نفسها على شاشات فضائيات مسخرة لهم، ولكن التصدي لهؤلاء لا يتم بالاسلوب نفسه، لان الخطر على مجتمعاتنا، والخليجية منها على وجه الخصوص، اكثر خطورة بسبب تركيبتها السكانية ذات الحساسية الفائقة.

وتمضي افتتاحية الصحيفة العربية بالقول: نريد ان لا تكون مبادرة الصلاة المشتركة هذه “بيضة ديك” اي لمرة واحدة، تعود الامور بعدها الى سيرتها الطبيعية، نريدها ان تكون خطوة في اطار خطوات اكثر جدية لوأد الفتنة الطائفية’، وتحقيق المساواة والعدالة الاجتماعية، والضرب بيد من حديد على كل من يعمل على تمزيق الصفوف، وتعزيز الانقسامات، وضرب الوحدة الوطنية.
الاعلام يجب ان يكون على قدر كبير من المسؤولية والحرص على المصلحة الوطنية من حيث الانفتاح على كل الاصوات التي تنادي بالتعايش، والتكافل، والاخوة في الدين والعقيدة، واغلاق كل الابواب في وجه الطائفيين ودعاة الفرقة والفتنة، وهم معروفون على اي حال.

المطلوب تعديل المناهج الدراسية، وابعاد كل الطائفيين من التدريس في المدارس والجامعات، لخطر هؤلاء على النشأ واجيال المستقبل.
الطائفية هي المرض الاخطر الذي يهدد مجتمعاتنا ويعمق الكراهية والاحقاد ضد الآخر، الذي هو شقيق في الوقت نفسه، وهذا المرض يجب استئصاله من جذوره، وفي اسرع وقت ممكن قبل ان يستفحل ويستعصي على العلاج.

قرارات غير مسبوقة في الكويت: إزالة مساجد الكيربي وإلغاء الاعتكاف ومصليات العيد في الساحات

سنة وشيعة يؤدون صلاة الجمعة معا في الكويت والبحرين