صحف عربية تحذر من تبني الحل الأمني منفرداً في سيناء

حذرت صحف عربية صادرة صباح الجمعة 3 يوليو/تموز السلطات المصرية من تبني الحل الأمني منفرداً لمواجهة التطرف الديني في أعقاب الهجوم الإرهابي الذي خلف ما لا يقل عن 17 قتيلاً بين صفوف الجيش في سيناء.

وحض بعض الكتاب على "ضرورة البحث عن حلول غير تقليدية" لمواجهة هذه الظاهرة، مشددين على أن العلاج "الثقافى والأمني" يجب أن يسيرا جنباً إلى جنب.

وفي هذا السياق، أكد عماد الدين حسين، رئيس تحرير الشروق المصرية، على ضرورة "الانفتاح أكثر على القوى السياسية المدنية"، مشدداً على أنه "لن تنجح الحكومة وأجهزة الأمن بمفردها في هزيمة الإرهاب. الذي سيفعل ذلك هو وقوف المجتمع المدني معاً".

وعلى المنوال ذاته، يقول عمار علي حسن في المصري اليوم: "تثبت الخبرة الدولية أن اعتماد الحلول الأمنية والعسكرية لمواجهة الإرهاب لا تكفي وحدها لمنع حدوث عمليات إرهابية، كما أنه لا يسهم فى علاج الخلل الفكرى والتطرف الديني للإرهابيين ولا يمنع من ظهور أجيال جديدة تحمل نفس الأفكار المتطرفة".

ودعا الكاتب إلى "ضرورة البحث عن حلول غير تقليدية لمواجهة التطرف الدينى".

وفي الصحيفة ذاتها، يؤكد خالد منتصر أن "طريق الشفاء من مرض الإرهاب ثقافى وأمني"، مشدداً على أنه باعتماد الحلول الأمنية وحدها "سيظل المنبع يفيض بتيار الإرهاب وسيظل مشتل الفكر التكفيري تتكاثر بذوره بشكل سرطاني".
شبح حرب أهلية

وفي المقابل، حذر عدد قليل من الكتاب والصحف من أن مصر ربما تكون مقبلة على شفير "حرب أهلية" أو "احتراب داخلي".

حملت صحيفة السبيل الأردنية عنواناً رئيسياً يقول: "المعارضة تحذر من حرب أهلية في مصر".

هذا، وشدد عمرو عبد الكريم سعداوي في الرأي الكويتية على أهمية "مصالحة سياسية" بين كافة الأطراف في البلاد، مضيفاً أن "الحوار والتفاوض هو البديل الوحيد للاحتراب الداخلي والصراع السياسي، وأياً كانت نتائج هذا الحوار والتفاوض فستكون أقل كلفة من كل النواحي من الاحتراب والصراع".

أما جابر الحرمي، رئيس تحرير جريدة الشرق القطرية، فشن هجوماً حاداً على النظام الحاكم في البلاد قائلاً: "إن النظام المصري، بسياساته الخرقاء، يدفع نحو تدمير الدولة المصرية وتمزيق الشعب والمجتمع المصري، كما يدفع نحو احتراب واقتتال داخلي".

ويشدد الحرمي على أنه "لا يمكن، تحت أي ظرف القول بأن الخيار الأمني الذي ينتهجه النظام سوف يؤدي إلى استقرار وأمن وازدهار وتنمية في مصر".

وتحت عنوان: "مصر أمام السيناريو الجزائري للحرب الأهلية"، يقول الكاتب جميل النمري في الغد الأردنية إن الأوضاع في مصر تسير "من السيء إلى الأسوأ"، محذراً من انجراف البلاد "إلى حرب أهلية على الطريقة الجزائرية في تسعينيات القرن الماضي".

ويضيف النمري قائلا: "السلطة في مصر كأنها لا تقرأ تاريخ الاستبداد في المنطقة، وتنزلق إلى فاشية سياسية تضحي بدولة القانون والحقوق المدنية. إذ يشمل القمع الآن كل معارضي السلطة من جميع الأطياف".
منطقة منزوعة السلاح في غزة

وعلى الجانب الآخر، استمر عددٌ من الصحف والكتاب في مصر في توجيه الإتهامات لفلسطينيي قطاع غزة بالتورط في الهجوم.

حملت صحيفة الوفد المصرية عنواناً رئيسياً على صدر صفحتها الأولى يقول: "دواعش غزة شنوا غزوة سيناء عبر الساحل والأنفاق، السيناريو المرجح: قطع بحرية نقلت المهاجمين بأسلحتهم الثقيلة إلى الأراضي المصرية".

وفي السياق ذاته، تقول الشروق المصرية في عنوانها الرئيسي: "مصدر أمني: فلسطينيون وأفغان وأوروبيون شاركوا في هجمات سيناء الإرهابية".

أما وجدي زين الدين، رئيس التحرير التنفيذي للوفد، فطالب مصر بإعادة النظر في فتح معبر رفح مع قطاع غزة، مضيفاً: "لاحظنا أن هؤلاء المجرمين من إخوان حماس يستغلون افتتاح المعبر، ويقومون بإدخال الأسلحة ويدفعون بعناصر لمشاركة إخوانهم المجرمين فى سيناء، ويتم ارتكاب جرائم لا يقوم بها سوى الخارجين على كل عقل ودين وأخلاق".

"افتتاح المعبر دائماً ما يجلب معه المصائب وترتكب الأفعال الإجرامية... الأمر يحتاج بالفعل إلى إعادة نظر فى هذا الشأن،" يقول زين الدين.

وفي مقال بعنوان: "وماذا عن معسكر الإرهاب فى غزة؟"، يحاول عبد الغفار الدويك في المصري اليوم الربط بين الهجمات في سيناء ووجود "قيادات إخوانية هاربة من مصر ومعسكرات لتدريب الإرهاب" في القطاع.

ويشيد الكاتب بقيام مصر بشن "ضربات استباقية" ضد الجماعات المسلحة في ليبيا، متسائلاً: "هل يمكننا إقامة منطقة أمان منزوعة السلاح داخل حدود غزة؟"