تسريبات جديدة تكشف للألمانيين حجم الاختراق الأمريكي

أثار تحقيق قام به البرلمان الألماني أسئلة حول ما إذا كانت إدارة الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، لم تتجسس على الصحافيين الألمان فحسب، بل وتدخلت أيضا في ممارسات حرية الصحافة، بحجة الأمن القومي الأمريكي.

أدلى غنتر هيس، منسق الاستخبارات الألمانية، بشهادته أمام لجنة التحقيق البرلمانية التابعة للبرلمان الألماني، "بونديستاغ." وتعلق الأمر بكل من أنشطة التجسس التي قامت بها وكالة الأمن القومي الأمريكية على ألمانيا، وكذلك بمعرفة أو حتى بدور الاستخبارات الألمانية في تلك الأنشطة.

ليس تجسس وكالة الأمن القومي الامريكية على مسؤولين ألمان بالأمر الجديد، فقط كتبت مجلة "دير شبيغل" الألمانية سنة 2013 عن تجسس الوكالة الأمريكية على المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل. وكان مصدر تلك المعلومات حينها هو تسريبات الموظف السابق بوكالة الأمن القومي الأمريكي، إدوارد سنودن.

نُشرت هذا الأسبوع أخبار تقول إن الوكالة لم تقم فقط بالتنصت على المستشارة ميركل، ولكن هددت - لحد ما -أيضا حرية الصحافة الألمانية، بالتجسس على مجلة "دير شبيغل".

علمت CNN في منتصف سنة 2011 أن مدير مكتب CIA ببرلين قد التقى بهيس ومساعده، غويدو مولر. وحضهما على اتخاذ إجراءات بحق هانز جوزيف فولبك، الذي كان آنذاك يعمل نائبا لهيس، وقد اتهمه المسؤول الأمني الأمريكي بأنه يسرب معلومات سرية لصحفيين.

أُنزل فولبك بعدها بفترة قصيرة إلى قسم الأرشيف، ورأى الناس هذه الخطوة على أنها عقاب له جراء تعاونه مع صحافيين.

قد يتفهم البعض تجسس الوكالة الأمريكية على بعض الصحفيين الألمان، ولكن ما يثير الاستغراب هو قيامها بإبلاغ الحكومة الألمانية عن تعاون بعض المسؤولين مع الصحافة.

لم يؤكد الناطق باسم وكالة الأمن القومي الأمريكي، ند برايس، المعلومات التي جمعتها CNN ولم ينفها أيضا عندما طرح عليه ذلك السؤال. ولكنه قال: "الناس حول العالم – مهما كانت جنسياتهم – يجب أن يعلموا أن الولايات المتحدة لا تتجسس على الناس العاديين الذين لا يهددون أمنها القومي. ولقد أوضحنا من قبل أن مخاوف خصوصياتهم هي بعين الاعتبار."

من جانبها، نددت مجلة "دير شبيغل" الجمعة بهذه التطورات قائلة: "بدأ يتضح أكثر فأكثر أن ممثلي الحكومة الألمانية في أفضل سيناريو صرفوا نظرهم عن خرق الأمريكيين للقانون، وفي أسوأ سيناريو قاموا بدعمهم."