سامي غالب: استهداف جامع الاسماعيليين.. هو استهداف لـ"اليمن"

استهداف منشأة دينية يرتادها يمنيون، وغير يمنيين، من اتباع المذهب الاسماعيلي، هو استهداف لـ"اليمن" ولكل اليمنيين، تماما مثلما هو الحال عند استهداف أي جامع أو "مزار" أو "رمز" و"دار عبادة" ديني يرتاده يمنيون، او غير يمنيين، من أي مذهب او طائفة أو قومية.
منهج الجماعات المتطرفة، ارهابية وغير إرهابية، بات مكشوفا؛ فهو يرتكز على إعادة تصنيف اليمنيين خارج "المواطنة"، وبالتالي ضد مدنية الدولة، بما يسمح بفرزهم طائفيا ومذهبيا توطئة لضرب "الجامع الوطني" اليمني عبر إعادة تعريف اليمنيين دينيا ومذهبيا، بما يوفر مشتلا لحرب طائفية مستدامة.
***
اليمن في خطر عظيم.
ودحر خطر الإرهاب لا يكون باحتكار "الوطنية" باسم "الحق الإلهي" وإنما بالتخلي عن "المكاسب" الحربية و"الامتيازات" المتوارثة والمستجدة، والعودة إلى السياسة من خلال سلطة تتوافر على التمثيل الوطني والشرعية، تكون مهمتها الأولى استنقاذ "الكيان الوطني" لليمنيين والحؤول دون سقوط المجتمع في "فوضى" الجماعات الدينية المتطرفة وجحيم العصبويات الايديولوجية.
الإرهاب ليس "جماعة" فحسب.
الإرهاب فكرة وبيئة وسياق سياسي واقتصادي وثقافي واجتماعي.

* صفحة الكاتب في فيسبوك