لماذا هرب الجهادي جون من الدولة الإسلامية؟

يقال إن الإرهابي البريطاني “الجهادي جون” قد غادر الدولة الإسلامية خوفًا على حياته، بعد أن تم تحديد من هو قبل ستة أشهر، واتضح أنه لندني كويتي. وغادر الجهادي جون داعش لأن المنظمة الإرهابية قد تتخلى عنه “مثل حجر، أو تفعل به ما هو أسوأ من ذلك، إذا ما شعرت بأنه لم يعد صالحًا للاستخدام من قبلها“، وفقًا لما قاله مصدر لصحيفة ديلي إكسبرس البريطانية. ولم يتم بعد تأكيد تقرير صحيفة ديلي إكسبرس من قبل أي مصادر حكومية أو وكالات أنباء أخرى.

وحصل الجهادي جون، واسمه الحقيقي هو محمد إموازي، على سمعته السيئة دوليًا بعد أن أصدرت الدولة الإسلامية شريط فيديو في أغسطس 2014 يظهره وهو يقطع رأس الصحفي الأمريكي جيمس فولي. وكتبت ديان فولي على صفحة فيس بوك ابنها الذي قتل بعد وجوده لمدة عامين في الأسر: “لم نكن يومًا أكثر فخرًا بابننا جيم“. وأضافت: “لقد ضحى بحياته في محاولة لإيصال معاناة الشعب السوري للعالم“.

ويعد إموازي مطلوبًا من قبل الولايات المتحدة وبريطانيا الآن؛ لقتله كلًا من الصحفيين وعمال الإغاثة: جيمس فولي، ستيفن سوتلوف، ديفيد هاينز، آلان هينينج، بيتر كاسيج، وغيرهم. وكان آخر شريط فيديو ظهر فيه الجهادي جون كويتي المولد، والبالغ من العمر 26 عامًا، قد أظهره وهو يقطع رأس الصحفي الياباني كينجي غوتو قبل أكثر من ستة أشهر.

وتخمن صحيفة ديلي إكسبريس أن إموازي قد يكون انتقل للعمل مع “مجموعة جهادية أقل شهرة في مكان آخر في سوريا؛ في محاولة لصرف الأنظار عنه“.

وكانت صحيفة واشنطن بوست قد كشفت عن شخصية الإرهابي المقنع الحقيقية في فبراير، وقالت تقارير الصحيفة إن إموازي نشأ في غرب لندن في أسرة ميسورة، وحصل على شهادة في علوم الكمبيوتر من جامعة وستمنستر.

وقد ظهرت روايات متضاربة بشأن سلوك إموازي في المدرسة الثانوية والجامعة؛ بدءًا من وصفه بالطالب حسن التصرف وفقًا للقواعد الإسلامية، وصولًا لوصفه بالشاب الذي تجاهل القواعد السلوكية الإسلامية فيما يتعلق بشرب الكحول وتعاطي المخدرات.

متى تطرف؟

حاول الشاب السفر إلى تنزانيا بعد تخرجه من جامعة وستمنستر، ولكنه أوقف واحتجز في الطريق، وسأله المسؤولون الأمنيون عما إذا كان مهتمًا في الوصول إلى الصومال لإيجاد المجموعات الإرهابية في الشمال.

وبعد سنوات، انتقل إموازي إلى الكويت، وتم اعتقاله في مناسبات متعددة عندما عاد إلى لندن. وعند نقطة ما، تم منعه من العودة إلى وطنه الكويت من قبل السلطات البريطانية.

وكتب إموازي في رسالة بالبريد الإلكتروني لصديقه: “أشعر وكأنني سجين، ليس في قفص، بل في لندن. شخص مسجون ومسيطر عليه من قبل رجال الأجهزة الأمنية، الذين يمنعونني من عيش حياتي الجديدة في مسقط رأسي ودولتي، الكويت“. ومن غير المؤكد بعد كيف استطاع إموازي مغادرة لندن والعودة إلى الشرق الأوسط.

ما الذي يقوله فرار إموازي عن داعش؟

تقول التقارير إن إموازي يخشى من أن قيمته كعضو في الدولة الإسلامية قد انخفضت الآن بعد أن عرف الجمهور هويته الحقيقية. وعلى الرغم من كسبها لاهتمام وتغطية كبيرة من قبل وسائل الإعلام، لا تزال داعش في النهاية تعمل إلى حد كبير في الظل. وحتى زعيمها، أبو بكر البغدادي، يعد “شخصية غير معروفة نسبيًا وغامضة”، وليس هناك الكثير مما هو مؤكد عن تاريخه، وفقًا لصحيفة واشنطن بوست.

وقدرت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية العام الماضي عدد أعضاء المجموعة بأنه يصل إلى أكثر من 20 ألف عضو. وفي حين أن رحيل عضو واحد لن يحدث الكثير من التأثير في المجموعة عدديًا؛ إلا أن فقدان الجهادي جون، وبالنظر إلى أنه واحد من أكثر الأعضاء تمثيلًا لصورة المنظمة أمام العالم الخارجي، قد يشير إلى وجود بعض الاضطرابات داخل المنظمة.

وقد أعلن البغدادي قبل أسبوع أن الدولة الإسلامية لن تظهر بعد الآن مشاهد الإعدام الفعلية في شرائط فيديو مماثلة لتلك الفيديوهات الدموية التي أصبحت رمزًا للمجموعة، وللجهادي جون أيضًا.