الكوكب القزم.. لاتزال أسراره تحيّر العلماء

يعكف العلماء على دراسة الكوكب القزم "سيريس"، الذي يتكون بشكل أساسي من الصخور والجليد. وتنتشر به مساحات بيضاء يرجح أنها مكونة من الملح.

يدرس العلماء الكوكب القزم "سيريس" الواقع في مجموعتنا الشمسية، وهي دراسة قد تساعد في فهم خاصيات هذا الكوكب. والكوكب القزم هو جرم أصغر من الكوكب وأكبر من الكويكب.

وتوكل مهمة دراسة هذا الجرم، الواقع في ما يعرف بحزام الكويكبات بين مداري المريخ والمشتري، إلى فريق علمي يستند إلى أعمال المراقبة التي ينفذها المسبار الأمريكي "داون"، الذي بلغ مداره في شهر آذار/مارس الماضي.

ويتكون "سيريس" بشكل أساسي من الصخور والجليد. ويأمل العلماء أن تنجلي النقاط الغامضة في هذا الجرم مع اقتراب المسبار "داون" منه إلى أدنى مسافة بين تشرين الأول/أكتوبر وكانون الأول/ديسمبر.

لكن المعلومات المجمعة حتى الآن جعلت العلماء في حيرة من أمرهم، ولاسيما الجبل البالغ ارتفاعه ستة آلاف متر، والذي أطلق عليه العلماء اسم "الجبل الوحيد".

وقال كريستوفر راسل، أحد المسؤولين العلميين عن مهمة "داون" في مؤتمر أوروبي حول الكواكب القزمة، "نواجه صعوبة في معرفة مما يتكون هذا الجبل، وقد تلقينا اقتراحات عدة من الجمهور".

وقدم أحد متابعي مهمة المسبار "داون"، الذي قطع 4,9 مليار كيلومتر ليبلغ مدار "سيريس"، فرضية تصور فيها أن يكون هذا الجبل مشابها لتلال الجليد التي رآها في غابات الولايات المتحدة قبل سنوات.

وقال راسل، إن هذه الأجسام الجليدية "تخرج من الأرض، وفي قمة كل منها قطعة صخرية أو ما شابه يحميها وتجعلها تحتفظ ببرودتها". وأضاف "أخذنا هذه الفرضية على محمل الجد".

ومن الأمور الغامضة في هذا الكوكب القزم المساحات البيضاء على سطحه، وقال راسل في المؤتمر "مرة جديدة إعذرونا، لم نعرف بعد ما هي هذه المادة البيضاء، ربما تكون ملحا".

وكان الجرم "سيريس" مصنفا على أنه كوكب ثم كويكب، إلى أن استقر العلماء على تصنيفه كوكبا قزما في العام 2006، وهو يثير اهتماما متزايدا في صفوف العلماء بسبب غرائبه.