إعلان صيني بانتهاء "الزمن الأمريكي".. "شينخوا" تفتح النار على أوباما

انتقادات صينية "عنيفة" ولاذعة باتجاه الولايات المتحدة، ولكن هذه المرة بالتركيز على الرئيس باراك أوباما - الذي أُخذ - كرمز لمحورية الولايات المتحدة وفكرة الدولة الأولى والآمر الأوحد في العالم والموجه في المجال الدولي.

تطورت بصورة ملحوظة .. مرصودة بتتابع خلال الأشهر الأخيرة، نبرة وعلنية الخطاب الرسمي الصيني الناقد للسياسات والتحركات الأمريكية، ليس فقط في مجال الخلاف الأول المتعلق ببحر الصين الجنوبي وإنما تعداه كثيرا إلى الشأن الاقتصادي والسياسي ومجال النفوذ الجيوسياسي.

وما يقوله التعليق الصيني الأخير ومحل الذكر هنا هو أن بكين وبوضوح تشيع الوصاية أو "المركزية" التي مثلتها الولايات المتحدة في العالم وتعلن بدون التباس أو مواربة انتهاء الزمن الأمريكي.

- مفترق تاريخي: "غطرسة عفا عليها الزمن"

تعليق رسمي غير مسبوق تقريبا.. بثته وكالة شينخوا الصينية الرسمية، يوم الخميس 4 يناير/ شباط 2016 (وهو تاريخ يوثق كمفترق حقيقي.. ويؤرخ لما بعده)، فتح النار بدقة وكثافة على "تفكير" الرئيس الأمريكي وطبيعة تحركات واستراتيجيات الولايات المتحدة في عقد التحالفات وتمحورها حول "ذاتية" المركز الوحيد. وتصفه بالتفكير القديم والمتغطرس والبالي.

تقول الوكالة الصينية تحت عنوان "نمط تفكير أوباما المتمحور حول بلاده عفا عليه الزمن" إنه "بعد توقيعه على اتفاق تجاري بين دول الشراكة عبر الباسيفيك البالغ عددها 12 دولة بقيادة الولايات المتحدة، كشف الرئيس الامريكي باراك اوباما النقاب عن نمط تفكيره المتمحور حول بلاده والمتغطرس والذي عفا عليه الزمن."

وقال اوباما في بيان -الاربعاء 3 فبراير/ شباط 2016- بعد توقيعه الاتفاق "تسمح الشراكة عبر الباسيفيك لأمريكا- وليس لدول مثل الصين- بوضع قواعد الطريق في القرن الحادي والعشرين، وهو أمر يحمل أهمية خاصة في منطقة ديناميكية كآسيا- الباسيفيك."

وأشاد بتوقيع استراليا وبروناي وكندا وتشيلي واليابان وماليزيا والمكسيك ونيوزيلندا وبيرو ونيوزيلندا والولايات المتحدة وفيتنام على الشراكة واعتبر انه يقدم ميزة للولايات المتحدة على الاقتصادات الرائدة الأخرى كالصين.

ووفقا للتعليق الصيني فإنه "من الواضح أن طريقة التفكير القديمة، التى تكون فيها الولايات المتحدة الدولة الوحيدة التي تقع في مركز الاحداث وتُملى أوامرها في الشؤون الدولية- لا تتناسب مع الوقت الحاضر."

متابعا "ومع زيادة التحديات العالمية ولا سيما الارهاب والشكوك الاقتصادية والجرائم العابرة للحدود وتغير المناخ، تحتاج القضايا العالمية لمعالجتها عبر التعاون. ولذلك، فإن عددا متزايدا من الدول يدعو لإصلاح النظام الحالي للحوكمة العالمية ليشتمل على اجراء مزيد من التشاور. وقد أوضحت الدول النامية إنها ترغب في دور وتمثيل أكبر في الشؤون الدولية."

واضافت الوكالة "وفي الحقيقة فإنه على خلفية التعافي الاقتصادي المتباطىء في اوروبا واليابان والدول المتقدمة الاخرى، اصبحت الصين ودول صاعدة اخرى محركات قوية لإصلاح الاقتصاد. والصين حاليا ثاني اكبر اقتصاد في العالم واكبر دولة نامية وتمثل اكثر من 30 بالمئة من النمو العالمي. وعلاوة على ذلك فإنه بدلا من التركيز على تنميتها الخاصة فقط، سعت الصين دائما لإرساء علاقات منفعة متبادلة مع الدول الاخرى. ومن امثلة ذلك، مبادرة "الحزام والطريق" والبنك الآسيوي لاستثمارات البنية الاساسية اللذان وفرا فرصا لدول اخرى لاستقلال قطار التنمية الصينية السريع."

متابعة "وقد التزمت الصين، كمشارك نشط في الحوكمة العالمية، بمنهج منفتح تجاه الشراكة عبر الباسيفيك. وفي الحقيقة، فقد قالت وزارة التجارة الصينية اليوم إن البلاد ستشارك بنشاط في دفع ترتيبات التجارة الحرة الاقليمية قدما التي تتسم بمستوى عال من الشفافية والانفتاح والشمولية. وكان وزير التجارة الصيني قاو هو تشنغ قد قال في وقت سابق إن الصين منفتحة على كل ترتيبات التجارة الحرة التي تعود بالنفع على تحرير التجارة العالمية والتكامل الاقتصادي الاقليمي طالما انها منفتحة وشفافة. ومع وضع ذلك في الاعتبار، لا ينبغي على الرئيس اوباما اعتبار الصين عدوا وهميا، انما عليه في المقابل تذكر انه حقق انجازات بالفعل مع الصين.

وتشير الوكالة إلى أنه "خلال زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ للولايات المتحدة في 2013 و2015، وافق اوباما على اقامة نمط جديد من العلاقة بين الدول الكبرى مع الصين. واحرز البلدان تقدما في تغير المناخ وبحر الصين الجنوبي ومكافحة الفساد والامن الالكتروني ومعاهدتهما الاستثمارية الثنائية."

وفي تلخيص لاذع قالت وكالة شينخوا الصينية "وحيث يتبقي اقل من عام فقط على بقائه في منصبه، سيكون من الحكمة ان يحاول اوباما حل القضايا العالمية العالقة عبر التعاون الثنائي وليس بالقيام بعمل أحادى."

مختتمة بالقول "وإذا احتفظ الرئيس بنمط التفكير المتمركز حول الولايات المتحدة ازاء الشؤون العالمية، فلن يحقق التزاماته الدبلوماسية. والأكثر سوءا من ذلك، انه قد يقوض السلام الاقليمي والعالمي."