خارطة ملتهبة - الحدود التركية السورية عنوان المرحلة

تشير معطيات كواليس جنيف، وتسارع تقدم الجيش السوري، في شمال البلاد، بدعم روسي، أن الحدود التركية السورية، ستكون عنواناً لمرحلة قادمة، خاصة بعد تصريحات موسكو بشأن قصف المدفعية التركية مناطق سورية، ونوايا أنقرة لغزو سوريا، فيما يقول مسؤول أممي إن تعليق مفاوضات جنيف جاء بسبب التصعيد الروسي.

في الوقت الذي يكتنف الغموض مصير المفاوضات السورية في جنيف برعاية الأمم المتحدة، بعد إعلان ستيفان دي مستورا، لثلاثة أسابيع، تواصل قوات الجيش السوري، تقدمها شمال البلاد، حيث تمكنت، الخميس 4 فبراير/ شباط 2016، من استعادة السيطرة وتأمين بلدتي نبل والزهراء، اللتين كانتا محاصرتين منذ حوالى ثلاث سنوات، بعد تحقيق تقدم نوعي وقطع طريق الإمداد الرئيسية على مقاتلي المعارضة في مدينة حلب.

وأعلن المبعوث الأممي ستافان دي ميستورا، تعليق جهوده لإجراء المحادثات بعد تقدم الجيش السوري مدعوماً بغارات جوية روسية على حساب قوات المعارضة شمالي حلب، مما أدى إلى قطع خطوط إمداد لقوات المعارضة من تركيا.

ونقلت وكالة "رويترز"، عن مسؤول آخر في الأمم المتحدة، أن التصعيد الروسي هو السبب وراء التعليق.

وتقول المعارضة السورية المدعومة سعودياً، إن تعليق المفاوضات فرصة للأطراف الدولية للضغط على النظام لفك الحصار وإطلاق المعتقلين.

ويؤكد ممثل الحكومة السورية في المفاوضات، أن تركيا وقطر والسعودية أوعزت إلى المعارضة بعرقلة المحادثات.

وأعلن وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، الخميس، أنه طلب من نظيره الروسي لافروف، وقف الضربات الجوية التي تنفذها روسيا ضد المعارضة في سوريا. جاء ذلك بعد يوم من تعهد موسكو بمواصلة الضربات في سوريا حتى "هزيمة الإرهابيين".

وقالت موسكو إن الوزيرين، كيري ولافروف، أعربا عن أسفهما لتعليق المحادثات السورية في جنيف.

وفي تصعيد جديد من الجانب التركي، قال الرئيس رجب طيب أردوغان، إنه لا طائل من محادثات السلام السورية في جنيف بينما تواصل قوات الرئيس السوري بشار الأسد وروسيا هجماتهما. وأضاف، في كلمة ألقاها في بيرو نشرها موقع الرئاسة التركية، "روسيا تواصل قتل الناس في سوريا. ما جدوى مثل هذا التجمع من أجل السلام؟ ما جدوى محادثات السلام هذه؟".

وقال: "في أوضاع يستمر فيها قتل الأطفال لن يكون لمحاولات من هذا القبيل أي دور سوى تسهيل الأمور على الطاغية" مشككاً في استئناف المحادثات التي انهارت، الأربعاء."

وتركيا مساند رئيس للمعارضة السورية، وتقول إنه لا يمكن تحقيق السلام في سوريا دون رحيل الأسد عن السلطة.

وشكك الرئيس التركي من تحقيق أي تقدم في المحادثات إذا استؤنفت.

المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، أكدت في تصريحات لها، الخميس، أن بلادها لن تألو جهداً في ضمان أن يكون التوقف في محادثات السلام بشأن سوريا في جنيف قصيراً قدر الإمكان.

وجاءت تصريحات زاخاروفا بالتزامن مع تصريحات للمتحدث باسم وزارة الدفاع في موسكو، "حول نوايا تركية لغزو سوريا بعد يومين من إعلان سابق بأن المدفعية التركية تضرب أراض سورية."

وقال ايغور كوناشينكوف، إن تحركات عسكرية تركية على الحدود مع سوريا تشير إلى "تجهيز عسكري لغزو سوريا." مؤكداً في الصدد، أن وزارة الدفاع الروسية عززت عمل جميع أنواع مخابراتها في الشرق الأوسط.

ووفقاً لوسائل إعلام روسية، فقد صرح كوناشينكوف: "لدينا أسباب للشك باستعداد تركيا على التدخل العسكري إلى أراضي دولة ذات سيادة، وهي الجمهورية العربية السورية. ونقوم بضبط علامات تدريب خفي للقوات المسلحة التركية بشكل متزايد".

وذكَّر متحدث الدفاع الروسية بأن وزارة الدفاع قدمت للمجتمع الدولي أدلة قاطعة، تبين إطلاق المدفعية التركية على المناطق السكنية شمال اللاذقية".

وأضاف: "إننا نستغرب من التزام البنتاغون والناتو والعديد من المنظمات، التي تصف نفسها بمنظمات حقوق الإنسان في سوريا؛ من التزامهم الصمت، على الرغم من دعوتنا للرد على هذه الإجراءات".