وجهة نظر: حروب ومفاوضات

تجري في هذه الأيام 3 مفاوضات بين أطراف النزاعات في 3 دول هي سوريا وتقام في جنيف، واليمن في الكويت، وليبيا في الداخل الليبي، لإنهاء التناحر بين الإخوة الاعداء الذي بلغ فيه سيل الدماء ما بلغ، وشرد من شرد وقتل من الأبرياء بالالاف وانهارت البنى الأساسية لدول كانت ذات يوم مكتفية ذاتيا ولا ترزح تحت أي ديون داخلية أو خارجية.

الحرب لا تزال قائمة في الدول الثلاث، والمفاوضات ايضا تسير بالتوزاي مع المعارك، لكن الأمل والتفاؤل ان يعلو صوت السلام على أزيز الرصاص خلال الأيام القادمة، فقد أخذت الحروب الثلاث دورتها بعد 5 سنوات من انطلاقتها، ورسخت قناعات بين جميع الاطراف ان الوطن يجب ان يستوعب الجميع وان يدار من قبل الجميع دون اقصاء لاحد، وهذه القناعه التي أخذت دائرتها تتوسع، لابد أن تكون هي المظلة والضمان لأبناء الأوطان العربية الثلاثة.

وحتى الوصول إلى ذلك السلام المنشود لابد من تحقيق عدد من النقاط، لعل أولها القبول بترك السلاح والجلوس على طاولة المفاوضات، ثم البحث عن صياغة جديدة تساهم في إدارة الدولة، وكذا القناعة بمبدأ المشاركة من الجميع في بناء الدولة، ووقف التحريض على الآخر والانتماء للقوى الاقليمية والدولية، وتوفر الارادة من الجميع في احلال السلام، وبناء الدولة العصرية وتسخير مواردها في دعم البنى الاساسية لتعود الخدمات التي يحتاجها المواطن والتي أولها الأمن والاستقرار.

والمسألة الأهم هي ما بعد التوافق بين جميع الأطراف وهي المرحلة الخاصة بإعادة بناء الدولة الحديثة وذلك من خلال تأسيس دولة غير قابلة للانزلاق الى اتون الحروب مرة أخرى، ولعل أبرز ما يراد للدولة هو وجود الشورى التي ستتيح للجميع مبدأ المشاركة الرئاسية والبرلمانية والبلدية وغيرها من المؤسسات التي تحكمها ضوابط التشريعات الحديثة بجعل المواطنين سواسية أمام القانون وفي تطبيق القانون ومحاربة الفساد، واستثمار ايرادات الدولة، وبناء المشاريع الخدمية التي توفر ما يحتاجه المواطن، وتعزيز قدرة الدولة على المضي قدما تحت راية الأمن والاستقرار.

ما زال الأمل كبيرا في أن تطغى محادثات السلام على صوت المعارك، خلال الأيام القادمة التي نراهن أن في كل هذه الدول هناك من العقلاء والمفكرين والحكماء القادرين على إخراج كل من سوريا وليبيا واليمن من أتون الحرب الي واحات السلام والاستقرار.


[email protected]

* جريدة عمان