العلماء يجدون "نقطة ضعف" في فيروس "الإيدز" قد تمهد الطريق إلى وجود لقاح

وجد بحث أجراه فريق من معاهد الصحة الوطنية الأمريكية موقعاً جديداً معرّضاً للتهديدات في فيروس نقص المناعة البشري (HIV) والذي يمكن للقاحات استهدافه. إنه مبنيٌ على الأجسام المضادة من دم المرضى المصابين بفيروس نقص المناعة البشري، والتي ترتبط بالفيروس وتمنعه من إصابة الخلايا.
 
على مدى عقود ركز العلماء من جميع أنحاء العالم جهودهم لإيجاد وسيلة للتعامل مع فيروس نقص المناعة البشري (HIV)، وقد طوروا وسائلَ لعلاج المصابين ولوضع حدٍ لهذا الفيروس، ولكن وضع الوقاية الحقيقية من الفيروس مختلف، فقد تم اكتشاف فيروس نقص المناعة البشري سريرياً في عام 1981، وما زلنا حتى الآن لا نمتلك لقاحاً للوقاية منه.
 
ولكن ربما ستساهم هذه الدراسة الجديدة في نهاية المطاف، في القضاء على هذا الفيروس الماكر.
 
نقطة ضعف
 
أوضح بيان صحفي نُشر مؤخراً أن فريقاً من العلماء بقيادة معاهد الصحة الوطنية الأمريكية (NIH) قد اكتشفوا "نقطة ضعف" جديدة في فيروس نقص المناعة البشري يمكن للقاحات استهدافها، وهذه المنطقة - التي تُسمى ببتيد الاندماج (fusion peptide) - هي عبارة عن هيكل بسيط من ثمانية أحماض أمينية تساعد على اندماج الفيروس بالخلية.
 
ووفقاً للدراسة فقد استخدم الفريق أجساماً مضادة قوية بشكل خاص، تُدعى VRC34.01، مأخوذة من دم أحد المرضى المصابين بفيروس نقص المناعة البشري، والتي ترتبط بنقطة ضعف الفيروس.
 
إنها ليست قادرة على الارتباط بالفيروس من خلال ببتيد الاندماج فحسب، ولكن أيضاً منعه من إصابة خلية بأكملها. من خلال بلورة عملية الاندماج أثناء حدوثها، تمكّن العلماء من ملاحظة هذه الظاهرة على المستوى الجزيئي.
نموذج ل VRC34.01 مرتبط بببتيد الانصهار. ملكية الصورة: NIAID
نموذج ل VRC34.01 مرتبط بببتيد الانصهار. ملكية الصورة: NIAID
نموذج ل VRC34.01 مرتبط بببتيد الانصهار. ملكية الصورة: NIAID
لا تزال بعيدة المنال
 
من الجدير بالذكر أنه لم يكن هذا المريض وحده من يمتلك هذه الأجسام المضادة القوية التي توقف الفيروس وتمنعه من إصابة الخلايا، فقد فحص الباحثون متطوعين آخرين مصابين بفيروس نقص المناعة البشري، ووجدوا أن 10 من أصل 24 من عينات الدم تتبع نفس آلية الاستهداف المنتهجة من قبل VRC34.01.
 
بينما يبدو الأمر واعداً إلا أن العلماء لا يزالون بحاجة لمعرفة وسيلة لاستخلاص أجسام مضادة مماثلة من المرضى الآخرين الذين ليسوا محظوظين بما فيه الكفاية لينتجوا VRC34.01 بشكل طبيعي، وهذا يعني إجراء التجارب على الحيوانات قبل الوصول إلى إجراء التجارب على البشر.
 
ومع ذلك، هذا بالتأكيد يعدّ علامةً فارقة لأولئك الذين يعملون من أجل القضاء على فيروس نقص المناعة البشري.