نيويورك تايمز: العالم يحصد ما يزرعه السعوديون

قالت صحيفة "نيويورك تايمز" في مقال نشرته (الجمعة 27 مايو/أيار 2016)، إن السعودية تسببت بإحباط صناع السياسية الأميركيين منذ سنين. مشيرة، أن الرياض أنفقت مبالغ طائلة من أجل الترويج للوهابية.

وأشارت، أن هذا الفكر الوهابي هو الذي ألهم مرتكبي هجمات الحادي عشر من سبتمبر وهو الذي يحرض تنظيم "داعش".

ولفتت الصحيفة، أن آخر فصول هذا التاريخ للسعودية هو في كوسوفو، مذكّرة بأن نسبة مواطني كوسوفو الذين التحقوا بالجماعات الإرهابية بسوريا والعراق هي أعلى نسبة في العالم.

وكشفت، أنه منذ عام 2012 انضم قرابة 314 مواطناً كوسوفياً إلى "داعش"، فيهم انتحاريان اثنان، إضافة إلى 44 امرأة و28 طفلاً.

واستشهدت الصحيفة بتقرير كانت قد نشرته مؤخراً عن كوسوفو، والذي جاء فيه بان الإنفاق السعودي والخليجي لتطوير وتمويل شبكة من رجال الدين والمساجد والمؤسسات السرية لعب دوراً أساسياً بإيصال كوسوفو إلى هذا الوضع.

وقالت الصحيفة، إن استخدام السعودية لكوسوفو كأرض خصبة للمتطرفين، أو السماح لأي كيان أو مواطن سعودي بالقيام بذلك، إنما يذكر بالسلوك "المتناقض أو حتى المزدوج من قبل شركاء أميركا في الخليج الفارسي"، ويساعد كذلك على شرح أسباب العلاقات المضطربة اليوم بين واشنطن وهذه الدول.

كما أشارت، أن كوسوفو، وبعد إنقاذها من القمع الصربي عقب أشهر من القصف من قبل حلف الناتو عام 1999، كانت معروفة بأنها تشكل مجتمعاً متسامحاً. مضيفة أن الأغلبية المسلمة بهذا البلد، ومنذ قرون، اتبعت المدرسة الحنفية "القابلة للآخرين. غير أنها نبهت في الوقت نفسه إلى أن المدرسة الحنفية، ومنذ الحرب الصربية، تتعرض للتهديد من قبل رجال الدين الذين تدربوا في السعودية والذين تمولهم السعودية، حيث قام هؤلاء بالترويج "لقانون الشريعة" ورعاية الجهاد الدموي والفكر الإرهابي الذي يجيز قتل المسلمين الذين ينظر إليهم على أنهم كفار.

وقالت الصحيفة، إن أسباب عدم التحرك بشكل أسرع من قبل المسؤولين الأميركيين والأمميين الذين أداروا كوسوفو عقب الحرب غير واضحة، كما اعتبرت أن الأميركيين ربما أخطأوا عندما افترضوا أن المجتمع المعتدل بكوسوفو سيمنع انتشار التطرف.

وأوضحت الصحيفة، أن هجمات الحادي عشر من سبتمبر كشفت المخاطر بوضوح، إذ تم إغلاق العديد من المنظمات السعودية في كوسوفو بينما السعودية يبدو أنها قلصت من مساعداتها لكوسوفو وتصر على أنها فرضت قيوداً مشددة على "المؤسسات الخيرية" والمساجد وتعاليم رجال الدين.

وأضافت، أنه رغم ذلك، فإن الكويت وقطر ودولة الإمارات قد زادت من تمويلها "للمتشددين" في كوسوفو.

الصحيفة لفتت أيضاً إلى أن الدول "العربية السنية" يبدو أنها لا تدرك حجم المخاطر التي تشكلها هذه "المدارس المتطرفة من الإسلام".

وأشارت في هذا الإطار أن العائلة الملكية السعودية ورغم اعتمادها على رجال الدين الوهابيين من أجل كسب الشرعية السياسية، إلا أن "داعش" تتهمها بإفساد العقيدة من أجل الاحتفاظ بالسلطة.

كما كشفت الصحيفة، أن هناك اثنين من "رجال الدين الراديكاليين" على الأقل لا يزالان يوعظان في العاصمة الكوسوفية ويستقطبان حشوداً من الشباب.

وختمت الصحيفة قولها، إنه لا يزال هناك الكثير من العمل المطلوب من أجل حماية الاستقلالية وروح التسامح الذي عملت كوسوفو بجهد كبير لتحقيقه.