مأساة "أكرم".. شاب يمني "معسر" ينزف عمره وراء القضبان

وراء جدران وقضبان السجن المركزي بصنعاء يقضي السجين أكرم محمد عبدالله الفقيه، السنة السادسة عشرة على التوالي من فترة عقوبته المحددة بعشر سنوات فقط بموجب منطوق الحكم القضائي الاستئنافي الذي بين أيدينا.

قضى منطوق الحكم على أكرم بدفع دية وغرامات مجموعها يساوي 5 ملايين و700 ألف ريال يمني. والسجن عشر سنوات. ولا خروج إلا بعد قضاء كامل المدة. لكن أكرم قضى مدة الحكم وفوقها خمس سنوات ودخل في السادسة!

أكرم الفقيه يكون بهذا قد قضى نصف عمره في زنازن السجن المركزي منذ أن كان في الخامسة عشرة عند وقوع حادثة القتل التي حبس وحوكم عليها (في 2002م).

هو اليوم في الثلاثين تقريباً. ويقطع العشرية الثانية وراء القضبان والجدران الموحشة زيادة على العشرية الأولى مدة العقوبة.

لكنه لا يمكلك المال اللازم لدفع الغرامة المالية الكبيرة (5 ملايين و700 ألف ريال) ولهذا السبب فقط ينزف أجمل سنوات عمره وشبابه بين أربعة جدران بعيداً عن الدنيا وعن الحياة ذاتها. انه السجن.. عالم موحش وكئيب يمتص الروح ويستنزفها بلا شفقة.

من يمكنه أن يستشف معاناة أكرم.. ابن المخا.. المنسي في زنزانة منسية؟

في ظروف وأوضاع طبيعية يفترض بالدولة والسلطات العامة أن تتولى الدفع عن المعسرين الذين يذبلون وتضمر أعمارهم وأرواحهم في السجن بعد انتهاء فترة العقوبة بكثير... بست سنوات؟ لكن ليس هناك اليوم من سيفعل أو سيعبأ بأكرم ويلتفت لمعاناة شاب قتله السجن مئات المرات ولا يزال يفعل.

يناشد أكرم الميسورين وأهل الإحسان من اليمنيين أن يستنقذوا ما تبقى من عمره وشبابه قبل فوات الأوان وضياع العمر. من فرج كربة أخيه فرج الله عنه كربات يوم القيامة.