حزب "الإصلاح" في افتتاحية "مقرصنة" تفتح النار على التحالف وحلفائه

في وسائل الإعلام الناطقة باسمها، الأحزاب والمكونات السياسية – سواءً الرسمية أو شبه الرسمية – لايمكن للقائمين عليها نشر شيء يرتبط بموقف سياسي، فكيف بافتتاحية تتضمن اتهامات لأطراف ودولاً شاركت في الحرب على اليمن، وكشفاً عن مخطط ستشهده البلاد يتم الاستعداد والترتيب له، بل وتأكيداً بتصدر حزب الإصلاح (اخوان اليمن) الجبهات الحربية والإعلامية إلى جانب التحالف السعودي، والكشف عن مخطط يتم الاستعداد له ستشهده البلاد خلال أيام.

نشر موقع "الصحوة نت" التابع لحزب الإصلاح في اليمن، بياناً اتهم فيه خصومه التقليديين (حلفاء صنعاء) بالوقوف وراء اختراق الموقع على الانترنت ونشر افتتاحية حملت عنوان "حتى لا يحقق التمرد أهدافه"، دون أن ينسى ربط ذلك بـ"مواجهة المشروع الفارسي في جنوب الجزيرة".

واتهمت افتتاحية الصحوة "المقرصنة" البعض بمحاولة "إيقاف الاندفاع الجماهيري، لتحقيق النصر من خلال إثارة الخلافات بين القوى تارة وبين محاولات أخرى للوشاية والتدخل السلبي لدى دول التحالف بما يعمل على إعاقة ما يتم الاستعداد له في قادم الأيام".

وفي الوقت الذي أشارت فيه إلى تصدر الإصلاح الجبهات السياسية والاعلامية والعسكرية، اتهمت افتتاحية الصحوة، البعض "بالإصرار على النيل من هذا المكون والتقليل من دوره، في وقت لايزال يقدم المئات من الشهداء والجرحى ليس في المعركة الحالية فحسب...".

ومن اللافت أن الافتتاحية أعادت الحديث عن المؤامرة في عمران، بعد أن كانت قناة "الجزيرة" القطرية قد بثت تسريبات قالت إنها تسجيلات حصلت عليها لاتصالات تتعلق بتصفية قائد اللواء 310 بعمران العميد حميد القشيبي.

وفي الوقت الذي أكد الإصلاح أن ما حدث في عمران يستحق القراءة، شدد التأكيد على أن هناك من أعلن "تأييده للميليشيا علناً وذهب إلى عمران ليبارك لهم النجاح"، وذلك في إشارة إلى زيارة عبدربه منصور هادي، إلى المدينة بعد أن تمكنت حركة أنصار الله من السيطرة عليها ودخول مقر اللواء 310.

ونقل عن هادي تصريحات – حينها – أن "عمران عادت إلى الدولة".

وأردفت افتتاحية "الصحوة": "ولم يكن لهؤلاء أن يفعلوا ما فعلوه ما لم يكن قد أعطوا الضوء الأخضر من الأطراف السياسية في الداخل، ومن الأشقاء في الخارج، وكان الجميع يستهدف بذلك القوى المتمسكة بالثوابت الجمهورية والمدافعة عنها".

وفي اتهام غير مباشر للإمارات المشاركة في الحرب السعودية على اليمن، حيث اعتبرت الصحوة، أن الإصلاح قد حرص على "تماسك الجبهة التي أصابها التصدع سيما في ذروة اعتبار بعض القوى المشاركة في التحالف العربي الإصلاح ضمن أهدافها، بل وذهبت إلى حد استهداف كوادر وقيادات الحزب سواءً عبر ما تمارسه بعض الفصائل من أعمال خارجه عن القانون في بعض المحافظات، او باستهداف رجال المقاومة بغارات جوية وبشكل متكرر، وهو الأمر الذي لايمكن تجاوزه واعتباره خطأ غير مقصود!"

وفي تعليق من الصحوة على التصعيد المستمر من قبل حلفاء السعودية في جبهات "نهم" شرق صنعاء، تحدثت عن ما أسمته "تحركات مشبوهة في إطار الشرعية تعيد الأمور إلى مرحلة أحداث عمران". وفي دعوة واضحة إلى الحرب، قالت الافتتاحية، إن التحركات هذه المرة تحت شعارات التسوية والتوافق والسلام، معتبرةً ذلك محاولة وصفتها بـ"الواضحة لكسر المقاومة التي أصبحت على مشارف العاصمة".

وحذرت الافتتاحية "مجدداً من مغبة التلاعب والكيد للإصلاح وغيره". مضيفةً أن ذلك لن يصب في مصلحة أحد لا في اليمن أو دول التحالف".

وفي بيان التراجع بعد حذف الافتتاحية، أشاد موقع "الصحوة نت" بـ"السعودية وقيادة الملك سلمان وكل دول التحالف العربي من خلال عاصفة الحزم، والأمل، لقيامهم بالواجب الشرعي والأخلاقي والأخوي والسياسي في التصدي للمشروع الفارسي، وكسر شوكته في اليمن".

وقالت، إن " قرار عاصفة الحزم والأمل سيظل بمثابة تحول تاريخي وبداية النهوض لمشروع عربي إسلامي في مواجهة المشروع الفارسي الذي يتهدد الأمن القومي العربي والإسلامي"، ووصفت عبدربه منصور هادي بـ"أنه رمز وممثل الشرعية وقائد التوافق الوطني ومعركة النصر".

واعتبرت أن "محاولات الدس والوقيعة تؤكد متانة العلاقة بين الرجل وحلفاء الشرعية، وبالأخص حزب الإصلاح".