تليسكوب جديد يكشف وجود 1300 مجرة

كشف تشغيل اختباري للتليسكوب الراديوي ميركات في جنوب أفريقيا عن أمر غير متوقع: يوجد 1300 مجرة في نطاق من السماء كان يعتقد أنه لا يحوي سوى 70، حيث لم يستخدم من صحونه اللاقطة التي يبلغ عددها 64 سوى 16 فقط.
 
كان الفلكيون الذي يختبرون تليسكوب ميركات الراديوي في جنوب أفريقيا على موعد مع مفاجأة: فقد أظهر التليسكوب الجديد وجود 1300 مجرة في موضع من السماء كانوا يعتقدون من قبل أنه لا يوجد فيه سوى 70 مجرة.
 
حصل هذا على الرغم من أن ميركات ما زال قيد الإنشاء، ولم يتم تركيب سوى 16 صحن لاقط من أصل عددها الكامل البالغ 64 صحناً.
 
يقول ناليدي باندور وزير العلم والتكنولوجيا في جنوب أفريقيا: "حالياً، وعلى الرغم من وجود 16 صحناً فقط من أصل المجموعة الكلية التي يبلغ عددها 64، فإن ميركات أفضل من أي تليسكوب آخر في نصف الكرة الأرضية الجنوبي. وهذا مدهش لأننا كنا نتوقع الوصول إلى هذا الهدف باستخدام 32 صحناً، ويمكننا الآن أن نتوقع أنه سيكون أفضل تليسكوب من نوعه في العالم ما أن يكتمل تركيب كل الصحون اللاقطة الـ 64 بحلول نهاية العام المقبل"
 
هناك تفصيل آخر يجعل ميركات مثيراً للإعجاب، وهو أنه إضافة إلى امتلاكه كل الإمكانات الموجودة لدى التليسكوبات العظيمة في عالم الفلك مثل تليسكوب هابل الفضائي، فإنه قادر على دراسة المجرات الراديوية (مجرة تطلق إشعاعات كهرطيسية ذات طول موجة راديوي). هذا يعني أنه قادر على اختراق طبقات الغبار السميكة المحيطة بالمجرات، أي أنه سيكون أداة رائعة لدراسة الثقوب السوداء العملاقة، وربما تصويرها.
 
يقول الفلكي في جامعة كاليفورنيا مايكل ريتش في مقالة منشورة في مجلة ناشيونال جيوغرافيك: "في بعض الحالات، تكون المجرات الراديوية مخبأة ضمن كمية كبيرة من الغبار، ويصبح من المستحيل أو شبه المستحيل رؤية أي شيء باستخدام تليسكوب بصري. ولكن باستخدام التليسكوب الراديوي، لن نعاني من هذه المشكلة، حيث تخترق الموجات الراديوية طبقات الغبار بسهولة"
 
إضافة إلى التعديل على عدد المجرات، فقد التقط ميركات ثقباً أسود يطلق نفثات من الجسيمات عالية السرعة، كما يبدو في الصورة:
القدرة الكاملة قيد البناء
 
من المخطط أن ينتهي بناء ميركات في أواخر السنة المقبلة، وسوف يحتل التليسكوب المؤلف من 64 صحناً لاقطاً عند اكتماله مساحة 17651 متراً مربعاً في الرأس الشمالي من جنوب أفريقيا، بعيداً عن أي عوائق قد تحجب السماء.
 
يقول باندور: "لقد بدأ المشروع يأخذ شكله النهائي، غير أنه ما يزال هناك الكثير من العمل لإنجازه. سيبدو هذا المكان بهيئة مختلفة تماماً بعد حوالي خمس سنوات. أنا متحمس جداً لأننا وصلنا إلى هذه المرحلة وأننا بدأنا ننال الاعتراف كبلد قادر على تقديم علم عالي المستوى إلى العالم."
 
بمساعدة هذا التليسكوب شديد القوة إضافة إلى تليسكوبات متطورة أخرى قيد التطوير، فإننا نقترب أكثر فأكثر من اكتشاف الكون على نطاق أوسع بكثير.
 
المصدر: ScienceAlert