عندما يهين نتنياهو مصر وشعبها ورئيسها في قلب سفارتها!

المقال الافتتاحي لـ "رأي اليوم"، الجمعة 29 يوليو/ تموز حمل عنوان "عندما يهين نتنياهو مصر وشعبها ورئيسها جمال عبد الناصر في قلب السفارة في تل ابيب.. ويزّور التاريخ دون ان يرد عليه احد".

وجاء في افتتاحية الصحيفة:

ربما لا تكون المرة الاولى التي يشارك فيها مسؤولون اسرائيليون في الحفلات التي تقيمها السفارة المصرية في تل ابيب، بمناسبة ذكرى ثورة 23 تموز (يوليو) التي قادها الزعيم العربي الراحل جمال عبد الناصر، ولكن مشاركة بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الاسرائيلي، وروبين ريفلين رئيس الدولة، في حفل اقامه السفير المصري حازم خيرت في منزله بهذه المناسبة يوم امس، تأتي تأكيدا للعلاقة التي تزداد قوة وصلابة بين حكومتي البلدين، وهذا امر مؤسف بكل المقاييس.

ما كان صادما بالنسبة الينا، اكثر من هذا الحضور اللافت والاعلى مستوى، هو ما قاله نتنياهو في كلمته في الحفل من “ان اسرائيل ومصر صنعتا التاريخ، وشعبيهما وضعا الاسس ربما الاكثر اهمية في الحضارة الانسانية قبل آلاف السنين.. واليوم يواجه شعبانا، والعالم كله، الارهاب، والذين يحاولون تخريب الحضارة البشرية”.

انه قمة الافتراء والكذب والتزوير، فمتى وضع الاسرائيليون قبل آلاف السنين الاسس الاكثر اهمية في الحضارة الانسانية ودولتهم التي قامت على حساب شعب عربي شقيق لم تكمل السبعين عاما من عمرها؟ وكيف يواجه الاسرائيليون الارهاب وهم ابرز صناعه، ويمارسونه قتلا ودمارا بصفة دورية للعرب والمسلمين في قطاع غزة وجنوب لبنان؟
لا يُشَرف مصر وشعبها ان يشارك نتنياهو وريفلين في احتفالات ذكرى ثورتهم العظيمة التي قامت انحيازا للفقراء، وانتصارا للشعب الفلسطيني، وكل الشعوب العربية، في مواجهة العدوان الاسرائيلي العنصري التوسعي.

السفارة المصرية لا يجب ان تتواجد في تل ابيب، ولا اي سفارة عربية اخرى، لان قيامها ووجودها كان مرهونا بتحقيق السلام، وعودة الحق الى اصحابه، ولكن هذا السلام لم يتحقق، ولن يتحقق، بوجود قادة اسرائيليين عنصريين مثل نتنياهو الذي يطالب باستئناف مفاوضاته مع الحكومات العربية كلها.

من المؤكد ان الرئيس الراحل جمال عبد الناصر الذي امم قناة السويس، وخاض حرب 1967، واغلق مضائق تيران وصنافير في وجه الملاحة الاسرائيلية، واطلق شرارة حرب الاستنزاف المشرفة، واعاد بناء الجيش المصري وحدث اسلحته، وهيأت لحرب رمضان عام 1973 التي هزمت اسرائيل، من المؤكد انه يتقلب في قبره الما وغيظا، وهو يرى نتنياهو في بيت سفيره في تل ابيب في ذكرى يوم ثورته العظيمة، والاراضي العربية ما زالت محتلة، والعدوان الاسرائيلي ما زال في ذروته.

من اطلق عبارته الشهيرة المدوية “ارفع رأسك يا اخي فقد ولى عهد الاستعمار” لا يستحق مثل هذه الاهانة له ولارثه، وقيم ثورته من قبل حكومته وسفيرها في قلب العاصمة الاسرائيلية.

ان الشعب المصري البطل الذي قدم آلاف الشهداء في حروب الكرامة التي خاضها ضد هذا العدو العنصري النوعي لا يستحق هذه الاهانة ايضا، ومن المؤكد انه لن يقبل بها.