بعد كارثة إيطاليا: "يمكن أن يحدث زلزال مماثل في سويسرا أيضا"

غداة الزلزال المُدمر الذي ضرب وسط إيطاليا قبل يومين، والذي بلغت قوته 6,2 درجة على سلم ريختر، حذّر مدير قسم رصد الزلازل السويسري أن "الأوضاع لن تبقى هادئة في المُستقبل"، مشيرا إلى أن سكان الكنفدرالية يميلون إلى نسيان أن سويسرا منطقة معرضة لخطر الهزات الأرضية.

سارعت سويسرا إلى تقديم التعازي والدعم إلى إيطاليا المجاورة في أعقاب الزلزال الذي دمر ثلاث قرى وسط البلاد، مُسفرا عن مقتل 267 شخصا على الأقل وجرح 400 مُصاب يعالجون حاليا في المُستشفيات، وفقا لآخر حصيلة مؤقتة أعلنت عنها وزارة الحماية المدنية الإيطالية.

وأفادت وكالة رويترز للأنباء نقلا عن نفس المصدر أن التوابع مازالت تهز المنطقة، وأنه تم تسجيل أكثر من 900 هزة تابعة منذ وقوع الزلزال في الساعات الأولى من صباح الأربعاء 24 أغسطس الجاري، منها 57 هزة منذ منتصف ليل الخميس 25 أغسطس 2016.

وكان رئيس الكنفدرالية السويسري، يوهان شنايدر-أمان، قد أرسل رسالة مواساة يوم الأربعاء إلى نظيره الإيطالي سيرجيو ماتّاريلاّ. بينما اتصل وزير الخارجية السويسري ديديي بوركهالتز بنظيره باولو جانتيلوني، وفقا لما أعلنته وزارة الخارجية السويسرية، مشيرة إلى عدم علمها بوقوع ضحايا سويسريين.

كما سارعت الجمعيات الإيطالية المقيمة في سويسرا إلى جمع التبرعات لمساعدة المُتضررين من الزلزال، والمساهمة في مشاريع إعادة بناء منشآت مثل، المدارس ودور رعاية المُسنين.

ما حجم المخاطر في مناطق أخرى؟

وبعد لفتات التضامن والمواساة، وبينما تتوالى التساؤلات والإنتقادات حول جودة المباني في إيطاليا، ذكّر خبراء أن سويسرا أيضا معرضة لاحتمال حدوث زلزال قوي في العقود المقبلة. وفي تصريحات لقناة الإذاعة والتلفزيون الناطقة بالألمانية SRF، شدد ستيفان فيمر، مدير قسم رصد الزلازل السويسري، على أن "سويسرا، مثل إيطاليا، تتواجد على الحدود بين اثنتين من الصفائح التكتونية، وبالتالي، فإن الخطر هو نفسه".

المناطق الأكثر عرضة للزلازل في سويسرا (باللون الأحمر): كانتون الفالي، بازل، وادي الراين (كانتون سانت غالن) وكانتون غراوبوندن. (ethz)
المناطق الأكثر عرضة للزلازل في سويسرا (باللون الأحمر): كانتون الفالي، بازل، وادي الراين (كانتون سانت غالن) وكانتون غراوبوندن. (ethz)

وأوضح الخبير أن سويسرا لم تشهد وقوع زلزال قوي منذ 70 عاما، مضيفا: "في المعهد الفدرالي التقني بزيورخ، نسجل وقوع ما بين 500 إلى 700 من الهزات الصغيرة سنويا، لكن زلزالا بحجم [الكارثة] التي شهدتها إيطاليا [يوم الأربعاء الماضي] بقوة 6 درجات يحدث كل 50 أو 100 أو 150 عاما. وعلى مدى 30 إلى 40 عاما، عشنا فترة هادئة نسبية، لكن الأمور لن تظل على هذا الحال في المستقبل".

صورة جوية تظهر المباني التي دمرها الزلزال في مدينة أماتريتشي وسط إيطاليا. (Keystone)
صورة جوية تظهر المباني التي دمرها الزلزال في مدينة أماتريتشي وسط إيطاليا. (Keystone)

من جانبه، أشار رافاييل مايورا، عالم الجيولوجيا في كانتون الفالي أن كانتونين سويسريين معنيان بشكل خاص بخطر الزلازل، وهما الفالي وبازل. وفي تصريحات ليومية "فانت كاتر أور" (تصدر بالفرنسية في لوزان)، ذكّر مايورا أنه في عام 1946 مثلا، وقع زلزال بلغت قوته 6,1 درجة بالقرب من مدينة سيير (Sierre) في الفالي، مخلفا مقتل أربعة أشخاص. وتابع قائلا: "في ذلك الوقت، كان وادي الرون ذا كثافة سكانية منخفضة نسبيا... لكن العواقب قد تكون مختلفة اليوم"، مضيفا أنه يتوقع حدوث زلزال كبير بحلول عام 2040.

اتخاذ تدابير السلامة

ولم يظل كانتون الفالي مكتوف الأيدي بحيث اعتمد في عام 2004 قانونا خاصا بالمباني يُلزم الناس بالبناء وفقا لمعايير مقاومة الزلازل. وقال رافاييل مايورا ضمن هذا السياق: "نحن ننجز عملا أيضا في مجال التوعية، لكي نُعلّم السكان كيفية التصرف في حالة حدوث زلزال".

جانب من الدمار الذي خلفه الزلزال في أماريتشي وسط إيطاليا يوم 24 أغسطس 2016. (Keystone)
جانب من الدمار الذي خلفه الزلزال في أماريتشي وسط إيطاليا يوم 24 أغسطس 2016. (Keystone)

ومن حيث المخاطر، تُقارَن الزلازل بالفيضانات، مثلما يشرح ستيفان فيمر لـ SRF. مع ذلك، فإن الزلازل لا تخطر كثيرا على البال لأنها نادرة، "ولكن عندما تحدث، تتسبب في كارثة"، مثلما يقول. ورغم ذلك، حاول الخبير الطمأنة من خلال التذكير بتدابير السلامة التي اتخذتها سويسرا: "لقد قمنا بالكثير خلال السنوات العشرين الماضية، بحيث تعززت معايير البناء، ولكن لازال يجب فعل الكثير".

المصدر: ( swissinfo.ch)