للرئيس ومجلسه الأعلى..

في الفعل السياسي: المجلس الأعلى مدينٌ للجماهير التي هتفت لليمن أكثر من أي وقت مضى، وتحت قصف الطائرات ورعبها ظلت سواعدهم الشاهقة تلوح للسماء برايات اليمن الواحد في مشهد من إباء يمني لا يفرق بين الحياة والوطن.

من الآن، يفترض بالرئيس ومعاونيه أن لا يصافحوا أحداً قبل أن يعبر المجلس عن امتنانه، كأن ينتزع من فم الحرب إنجازات أولية ثم يفتح ذراعيه ويقدمها لتلك الجموع، ليستريحوا على جدارها ويدركوا أن ثمة فرصاً يمكن لحكم الدولة أن يصنعها ويحلحل أمامها مجموعة الاختناقات والمآزق.

السير وفق خيارات متاحة ومزاج مسترخٍ مضيعة للوقت؛ خرجت الحشود تتبنى تشكيل المجلس السياسي الأعلى، ومنذ غادرت السبعين وهي تلتفت إليه من حين لآخر، وتنتظر الخارجية الروسية في نشرات الأخبار لتخرج من قمم الحصار، وكل فكرة تمر عليهم تضع في توقعاتها أن تكون الصين ثاني دولة تعترف بحقهم في التاريخ والوجود والدولة.

لا أحد يستطيع نسيان أن هذه الجماهير أدهشت أحرار العالم بصلابتها التي تنحدر إلى هذه الأرض، ومازالت الأبصار ممتدة إليها، ويتحدثون عن وهج شعبي ينتمي للحرية ولنخوة حميرية تأبى الارتهان، لا تتركوا الوقت يترهل ويخفت هذا الوهج دون أن تستنشق الجماهير جرعة مبكرة من التفاؤل ينبت منها لدولتهم اعتبارها داخلياً وخارجياً، ونكون قادرين على تجاوز كل الصور القاتمة.. وسننجو..!!

روسيا والصين أقرب الدول للاعتراف، وأقرب النجاحات التي يمكن أن يزفها المجلس الأعلى للشعب الذي عاش مرحلة من الدولة واللادولة على مدى عام ونصف وخرج ليسترد الكثير من الأشياء التي فقدتها.

بات على المجلس الأعلى أن يركل الباب.. ويفكر في المستحيل ليتكيف معه ويتمكن من كسر كل المعطيات التي تفرضها ماكنة الحرب والحصار، العدوان أكثر من يفهم ماذا يعني أن تناور وتحارب بسيف الدولة، وتخوض في وجهه التحدي بكل أبعاد السياسة والحرب والدولة..

[email protected]