واشنطن بوست: أمريكا تستخدم "الفوسوفور الأبيض" في العراق، والسعودية تستخدمه في اليمن

تقريران نشرتهما صحيفة "الواشنطن بوست"، في غضون أقل من أسبوع، كشفت فيهما أن الجيش الأمريكي، يستخدم مادة الفوسفور الأبيض السامة المحرمة دولياً في حربها على "داعش" بالعراق، فيما استخدمته السعودية بالقرب من الحدود السعودية - اليمنية، في منطقة نجران، وحول العاصمة اليمنية صنعاء.

أفادت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية استناداً إلى صور ومقاطع فيديو نشرها البنتاغون، بأن القوات الأمريكية تستخدم مادة الفوسفور الأبيض السامة المحرمة دولياً في حربها على "داعش" بالعراق.

وأصدرت الصحيفة، (الجمعة 23 سبتمبر/أيلول)، تقريراً أشارت فيه إلى أن وزارة الدفاع الأمريكية نشرت على موقعها الرسمي صورة، تظهر أن المدفعية الأمريكية تستخدم قنابل الفوسفور الأبيض من عيار 155 مم في العراق.

وأضافت الصحيفة، أن تعليق البنتاغون بشأن الحالات، التي تستخدم فيها هذه المادة الحارقة المحظور استخدامها بموجب القانون الدولي، إلا في مناطق خالية من الناس، غير كافٍ ويثير تساؤلات.

ونقلت الصحيفة عن الكولونيل جون دوريان، المتحدث باسم قوات التحالف الدولي، قوله إن ذخائر الفوسفور الأبيض تستخدم حصراً لأغراض رسم العلامات المميِّزة والمراقبة وتشكيل الستار الدخاني بهدف التمويه، في مناطق لا يوجد فيها الناس، مع الالتزام الكامل بقوانين الحرب.

ولم يجب المتحدث عن سؤال من الصحيفة حول ما إذا كانت القوات الأمريكية قصفت مواقع لمسلحي "داعش" بقنابل الفوسفور، وما إذا طال القصف مناطق مأهولة، وكم مرة استخدمت هذه المادة.

والاثنين 19 سبتمبر/أيلول 2016، نشرت صحيفة "واشنطن بوست" تقريراً، كشفت فيه أن المملكة العربية السعودية، استخدمت ذخائر "الفوسفور الأبيض" المحرمة دولياً التي زودتها بها الولايات المتحدة في حربها باليمن.

واستندت الصحيفة، في تقريرها، إلى الصور ومقاطع الفيديو التي تم نشرها في وسائل الإعلام الاجتماعية، تبين استخدام المملكة الذخائر الفوسفورية، بالقرب من الحدود السعودية - اليمنية، في منطقة نجران، وحول العاصمة اليمنية صنعاء.

ولفتت الصحيفة، أن استخدام تلك الذخائر المحرمة أثار مخاوف بين جماعات حقوق الإنسان من أن المواد الحارقة للغاية يمكن أن تستخدم ضد المدنيين.

وأشارت الصحيفة، أنه من غير الواضح، بالضبط، كيف استخدم السعوديون الذخائر، ولكن الحكومة السعودية تلقت، بالفعل، إدانة واسعة لقصفها العشوائي في المناطق المدنية منذ بدء حملتها في اليمن 2015م.

وأكد مسؤولون أميركيون لـ"واشنطن بوست"، أن الحكومة الأمريكية زودت السعوديين بالفوسفور الأبيض في الماضي، لكنهم امتنعوا عن القول كيف تم نقلها إلى هناك أو متى.

وتقول "واشنطن بوست"، إن الصور والفيديو تظهر أن القوات السعودية تستخدم عدة أنظمة لإطلاق ذخائر الفوسفور الأبيض، بما في ذلك قذائف الدبابات، ومدافع الهاون، ومدافع الهاوتزر، وقذائف البندقية.

وتقول الصحيفة، إنه بعد استعراض الصور والفيديو التي التُقطت من أرض المعركة التي أظهرت الفوسفور الأبيض من قذائف الهاون وقذائف الدبابات، قال مسؤول في الولايات المتحدة، يبدو أن تلك الذخائر هي أمريكية الأصل، ولكن لا يمكن أن نعرف لأي مكان تتبع؛ لأن بعض العلامات تم حجبها.

والفوسفور الأبيض يحرق جسم الإنسان ولا يبقي منه إلا العظام، وبالإضافة إلى كونه سلاحاً محرقاً، تنبعث من الفوسفور الأبيض أثناء اشتعاله سحابة كثيفة من الدخان تستغلها الجيوش للتغطية على تحركات الجنود. وتحرم اتفاقية جنيف عام 1980 استخدام الفوسفور الأبيض ضد السكان المدنيين أو حتى ضد الأعداء في المناطق التي يقطن بها مدنيون، وتعتبر استخدامه جريمة حرب.

كما أنه يتسبب بحروق كيماوية مؤلمة. ويبدو الحرق الناجم عنه بالإجمال كموضع يموت فيه النسيج، ويصبح لونه ضارباً للأصفر.