الطفل عبدالله زرنوقي ليس الأخير: المجاعة تفتك بأبناء تهامة في اليمن

حالات كثيرة ومتعددة لسوء التغذية تنتشر في قرى ممتدة على ساحل الحديدة، غرب اليمن، وأخرى بمناطق لم يسلط عليها الإعلام ولم تصلها المنظمات الإنسانية؛ نتيجة وعورة الطريق وبعد مساكنهم.

توفي، الأربعاء، 19 أكتوبر/ تشرين الأول 2016، طفل بسبب سوء التغذية في عاصمة المحافظة، بعد أيام من نقله إلى مستشفياتها.

يقول الناشط محمود سعيد معروف، لوكالة "خبر"، إن الطفل عبدالله خالد صغير زرنوقي، توفي بمنزل أحد أقارب والده، بعد أن رفض مستشفى الثورة الحكومي استقباله، وعقب أن حاول إدخاله مستشفى خاصاً.

يضيف معروف: "من خلال نزولي الميداني، وجدت حالات كثيرة في عدة قرى يعانون من سوء التغذية، وتفاقمت القضية؛ بسبب فترة موسم الرياح بموجبه صدرت تحذيرات باضطرابات البحر، هذا فضلاً عن الظروف المعيشية الصعبة للمواطنين جراء الحصار البحري من قبل العدوان".

ومضى قائلاً: "الأهالي القاطنون في المناطق الساحلية يعتمدون بنسبة 95% على ما يجود به البحر؛ لكن أعمالهم توقفت لعدة أسباب، منها: القصف من قبل الطيران والبوارج وكذا ارتفاع أعداد الذين يصلون إلى أيدي السلطات الإريترية بسبب اضطراب البحر".

وتابع: "أجرينا مسحاً ميدانياً للمناطق التي يتواجد فيها حالات سوء تغذية وبعضهم يعانون من أمراض جلدية ينتشرون في أكثر من 5 قرى بمديرية التحيتا و18 قرية في الخوخة، ومعظم هؤلاء لديهم فقر شديد ويعيشون في مناطق صعب الوصول إليها بعشش".

ومن ضمن الأسر التي تعاني من سوء التغذية، وُجد البعض لا يعرفون الأوراق النقدية، حيث بمجرد أن تم إعطاؤهم تساءلوا: "ما هذه"؟، كما أن معظمهم من البدو نادراً جداً ما ينتقلون إلى المدينة، بحسب الناشط محمود.

أيضاً : مأساة مصورة ــ في اليمن المحاصر بممالك النفط: الموت جوعاً

معروف أضاف، أن "مناطق بعيدة فيها مواطنون يعانون جداً من سوء التغذية، ولم يسلط عليها الإعلام الضوء؛ بسبب وعورة الطريق، كما أن الإغاثة الإنسانية لم تصلها وهي القرى الواقعة شرق الخوخة باتجاه حيس، وهناك وجدنا أسرة الأب في عينيه مياه بيضاء "أعمى" وأمه كذلك، ولديه 5 أولاد لا يملكون شيئاً".

وقال: "حصلنا على أسر معظمهم أيتام وآخرون يمتلكون ماعزاً، والبعض لا يمتلك شيئاً، وفي ظل هذه الظروف والبرد الشديد، يفترشون الأرض والتراب داخل "عشّة".

ويتحدث الناشط معروف، أن الكثير منهم لا يستطيعون الانتقال إلى مستشفيات المدينة؛ بسبب عدم قدرتهم على تحمل تكاليف المواصلات والعلاج، حيث وصلت 3 حالات ممن يعانون من سوء حاد بالتغذية قادمين من الريف؛ إلا أنهم عجزوا عن العلاج".