مسبار شياباريلي "يهبط على المريخ قبل موعده"

محرر الشؤون العلمية، بي بي سي، دارمشتات

هبط المسبار الأوروبي شياباريلي قبل الموعد المتوقع له على سطح المريخ يوم الأربعاء.
وانقطع تتبع الإشارات اللاسلكية للروبوت سكياباريلي قبل أقل من دقيقة من الوقت المتوقع لهبوطه على سطح الكوكب الأحمر.

وأفادت بيانات القياس عن بعد لعملية الهبوط بأن مظلة المسبار فتحت قبل فترة طويلة من الوقت المحدد لها، كما أوضحت أن الصاروخ الذي كان يفترض أن يثبت المسبار فوق سطح الكوكب لم يعمل كما كان مقررا له.

وكانت أقمار صناعية على المريخ حاولت معرفة وضع المسبار بعد خروجه عن مساره دون نجاح قبل اكتشاف أنه هبط بالفعل.

ويكمن الخوف في احتمال تحطم وتدمير الروبوت، ولم تعلن وكالة الفضاء الأوروبية عن حدوث ذلك لكن الأجواء لا تتسم بالايجابية.

ومن المقرر أن يمد الأمريكيون يد المساعدة للوكالة الأوروبية عن طريق استخدام أحد أقمارهم الصناعية على المريخ للتحقق من سلامة المعدات رغم ضآلة الاحتمالات.

ويعمل مهندسو الوكالة على تحليل المعلومات التي نجح المسبار في إرسالها إلى المركبة الأم "تريس غاز أوربيتر" قبل هبوطه على المريخ وهو ما يعني أن الأمور كانت تسير بنجاح حتى دخول المسبار أجواء الكوكب الأحمر.

ويعمل الغطاء الحراري للمهمة الفضائية على تخفيض سرعتها قبل أن تفتح المظلة ليهبط الانسان الآلي وهي المرحلة التي سجلت البيانات سلوكا غير اعتيادي للمسبار.

وقال اندريه اكومازو مدير عمليات الطيران في وكالة الفضاء الاوروبية لبي بي سي "لم نتمكن حتى الآن من معرفة سبب فتح مظلة المسبار في هذا التوقيت المبكر للغاية مقارنة بتوقعاتنا".

وبينما كان شياباريلي يتجه إلى سطح المريخ، كانت مركبة الفضاء "تريس غاز أوبيتر" تضع نفسها في مسار انتظار بيضاوي الشكل حول المريخ، لكنها كانت تتلقى أيضا إشارات عن بعد من الروبوت الهابط استمرت لمدة 19 ثانية.

ويمكن أن ينظر إلى القياس عن بعد الآن على أنه دليل هام على ما حدث في الدقيقة الحاسمة قبل الهبوط المتوقع.

وبعد مؤتمر صحفي في الساعة العاشرة بالتوقيت المحلي، قال مسؤولون إنهم ما زالوا بعيدين عن معرفة مصير المسبار.

ويمثل المسبار شياباريلي، الذي استغرقت رحلته سبعة أشهر من الأرض في إطار البرنامج الأوروبي الروسي "إكسومارس"، ثاني محاولة أوروبية لإنزال مركبة على المريخ.

وكان من المقرر أن يقضي المسبار السنوات القادمة في دراسة المكونات المناخية مثل غاز الميثان وبخر المياه وثاني أكسيد النيتروجين. ورغم أن كميات هذه الغازات صغيرة جدا إلا أنها وخصوصا الميثان تحمل مفاتيح النشاط الحالي على الكوكب.