مقتل اثنين من قادة تنظيم القاعدة في أفغانستان في غارة بطائرة بدون طيار

اكد جهاز الاستخبارات الافغاني الخميس مقتل اثنين من قادة القاعدة في افغانستان في غارات نفذتها طائرات بلا طيار، في ضربة قوية للتنظيم الذي يسعى الى اقامة ملاجئ امنة جديدة في ارجاء البلاد.

وذكرت واشنطن ان الغارات التي نفذت الاحد ادت الى مقتل فاروق القحطاني، امير تنظيم القاعدة في شمال شرق افغانستان، ونائبة بلال العتيبي، ووصفتها بانها اهم هجوم ضد قيادة التنظيم منذ عدة سنوات.

واكد مسؤولون اميركيون الاربعاء اطلاق عدة صواريخ "هيلفاير" على مجمعين منفصلين في محافظة كونار حيث كان الرجلان يختبئان، دون ان تؤكد ما اذا كانت الضربات ناجحة.

الا ان جهاز الاستخبارات الافغاني اكد مقتلهما الخميس مضيفا ان عضوا بارزا ثالثا في التنظيم قتل كذلك.

وقال الجهاز في بيان ان "فاروق القحطاني وبلال العتيبي وعضو ثالث في المجموعة قتلوا في عملية نفذها التحالف في ولاية كونار". واضاف ان الضربات نفذت بالتنسيق مع جهاز الاستخبارات الافغاني.

وفي وقت سابق قال بيتر كوك الملحق الصحافي للوزارة ان القتيلين "هما اعلى مسؤولين للقاعدة في افغانستان وقتلهما يشكل نكسة خطيرة للمجموعة الارهابية التي ما زالت مصممة على شن هجمات ضد الولايات المتحدة وحلفائها وشركائها".

كانت الولايات المتحدة تطارد القحطاني المقرب من اسامة بن لادن منذ اربع سنوات، كما قال المسؤول نفسه، موضحا انه من المعروف انه قام بتجنيد عدد كبير من الشبان في المنطقة في صفوف تنظيم القاعدة الذي يتراجع اليوم.

ويبدو انه قام ايضا بتمويل واعداد هجمات ضد قوات التحالف في افغانستان وكذلك في جنوب شرق آسيا والغرب.

واوضح مصدر اميركي ان القحطاني كان يعمل على جمع التبرعات ويقوم بتوزيع الاموال التي يجمعها من اطراف تدعم القاعدة في دول الخليج لتمويل العمليات الخارجية للتنظيم ولطالبان في افغانستان.

واضاف بيتر كوك ان "العتيبي هو من نظم كل شيء لجعل افغانستان قاعدة خلفية آمنة يمكن تهديد الغرب منها، واشرف على تجنيد وتدريب مقاتلين اجانب".

وتابع "اذا تأكد القضاء عليهما فسيعرقل ذلك الى حد كبير المؤامرات ضد الولايات المتحدة وحلفائنا".

رصد القحطاني في 2012 لكن المهمة المخصصة لتصفيته الغيت في اللحظة الاخيرة بسبب خطر وقوع ضحايا مدنيين.

وقال مسؤولون إن القحطاني والعتيبي كانا في قرية هيلغال في مبنيين مختلفين تفصل بينهما مئات الأمتار، واستهدفا في الوقت نفسه تقريبا بطائرة من دون طيار.

واعلن الناطق باسم ولاية كونار عبد الغني مصمم لوكالة فرانس برس ان 15 متمردا على الاقل قتلوا، بينهم مقاتلون من حركة طالبان الباكستانية ومقاتلان عربيان على الاقل.

- وثائق لدى بن لادن -

وكانت وزارة الخزانة الاميركية اعلنت منذ شباط/فبراير انها تعتبر القحطاني المعروف باسم نايف سلام محمد عجيم الحبابي "ارهابيا".

وذكر مصدر اميركي ان القحطاني قطري مولود في السعودية بين 1979 و1981 وينشط في افغانستان منذ 2009 على الاقل.

ويعتقد البنتاغون انه اطلق منذ 2012 عددا من الانتحاريين ضد قواعد للقوات الافغانية وقوافل التحالف الغربي.

وفي بداية 2013، حاولت وحدة تابعة له تضم عشرات المقاتلين السيطرة على ولاية كونار لجعلها قاعدة خلفية للعمليات الخارجية للتنظيم.

وقال مسؤول اميركي ان وثائق عثر عليها خلال الهجوم الاميركي على المجمع الذي كان يقيم فيه اسامة بن لادن في 2011، هي التي كشفت اهمية دوره.

واكدت وزارة الدفاع الاميركية ان القحطاني بدا مسؤولا يتولى مهام عديدة من بينها شراء وتوزيع اسلحة على الجهاديين في افغانستان ومقاتلي طالبان.

بدأت مطاردة طالبان وناشطي القاعدة في تشرين الاول/اكتوبر 2001 من قبل الرئيس الاميركي حينذاك جورج بوش الابن، ردا على هجمات 11 ايلول/سبتمبر.

وقد تراجع عددهم بشكل كبير لكن القوات الاميركية المنتشرة في افغانستان تحت راية حلف شمال الاطلسي منذ رحيل الجزء الاكبر من القوات الغربية في نهاية 2014، تواصل مطاردتهم.