نيويورك تايمز: سياسة بن سلمان العدوانية والمتهورة جعلت اليمن مستنقعا عويصا للسعوديين

تخضع المملكة العربية السعودية منذ فترة طويلة، لحكم الشيوخ كبار السن، لكنها في الفترة القليلة المقبلة قد تكون في يد شاب في العقد الثالث من عمره، وعلى الرغم من أن هذا الأمر يبدو أكثر انسجاما مع غالبية سكان المملكة، إلا ان الحاكم الجديد رجل متهور وسياسته الخارجية متشددة مما يثير مخاوف بشأن ما إذا كان مؤهلا للقيادة.

الشاب المعني هنا هو الأمير محمد بن سلمان - 31 عاما - الذي تم تعيينه مؤخرا ليصبح وليا للعهد، ويخلف والده الملك سلمان الذي عينه نائبا لولي العهد قبل عامين، غير أن عددا قليلا من الخبراء يتوقعون أن يكون الانتقال سريعا.

بتعيين ابنه المفضل وريثا واضحا، طرد الملك ولي العهد الأكثر خبرة، محمد بن نايف (57 عاما) ابن شقيق الملك الذي كان ايضا وزير الداخلية.

ورغم ان هذه الخطوة تنهي فترة من عدم اليقين في مستقبل الحكم، لكنها تثير أيضا تساؤلات حول الحكمة من تمكين زعيم جديد عديم الخبرة ويتمتع بسرعة الصدام.

في بعض النواحي، الأمير محمد بن سلمان، الذي يعمل كوزير للدفاع، يمكن أن يكون ما تحتاجه بلاده، حيث ما يقرب من 70 في المئة من السعوديين تحت سن 30. كما أنه رسم صورته كمصلح يهدف إلى الحد من اعتماد المملكة على النفط. وقد قلص الأمير من تأثير الشرطة الدينية.

غير أن سياسته الخارجية كانت متهورة. وكان هو المحرك الرئيس وراء قرار تصعيد دور المملكة العربية السعودية في الحرب اليمنية، حيث قصفت الطائرات السعودية اليمن. وكانت النتيجة ان اصبحت اليمن مستنقعا عويصا للسعوديين وكارثة إنسانية للشعب اليمني.

كما أن الأمير المتهور لا يزال يجهل قوة إيران ويرفض الحوار معها، واتهم طهران باتباع "أيديولوجية متطرفة" والسعي إلى السيطرة على العالم الإسلامي.

صحيح ان ايران خلقت بالفعل مشاكل في المنطقة، ولكن لا ننسى ان السعودية فعلت ذلك ايضا. وقد وجد الأمير الشاب قضية مشتركة مع الرئيس ترامب، الذي اتخذت إدارته أيضا خطا صارما ضد إيران، والذي أوضح أنه يرى الأمير حليف حاسم في مساعيه لترسيخ تحالف مسلم سني في الخليج.

بالإضافة إلى ذلك، اختار الأمير معركة لا لزوم لها مع قطر، ويرجع ذلك جزئيا إلى أن قطر لم تنصع بما فيه الكفاية للسعودية.

وفي كلتا الحالتين - اليمن وقطر - تصرف الأمير دون التفكير في عواقب قرارته. وفي الوقت الحاضر، يحتاج إلى توجيه من اشخاص أكثر خبرة، بما في ذلك ولي العهد المخلوع، الذي يعتبره العديد من المسؤولين الأمريكيين أفضل صديق للولايات المتحدة في العائلة المالكة وشريكا وحيدا ضد الإرهاب.

صحيفة "نيويورك تايمز"