مساعد الرئيس الأمريكي الأسبق: توريث الحكم لمهندس الهجوم الكارثي على اليمن هز النظام السعودي

هز الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز نظامه السياسي المغلق من خلال جعل ابنه الأصغر وريثه في الملك. وعلى الرغم من أن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، يعتبر "ذا آراء عصرية"، إلا أنه المهندس لهجوم الرياض الكارثي على اليمن، والحملة الخبيثة لتحويل قطر إلى تابع سعودي. ونظرا لاحتضان الرئيس دونالد ترامب الحار للنظام الملكي، من المرجح أن يجر الأمير المتهور بن سلمان، الولايات المتحدة بشكل أعمق في جحيم الصراعات الإقليمية المزعزعة للاستقرار.
 
المملكة العربية السعودية هي دولة في غير زمانها الصحيح، وملكية مطلقة في عصر ديمقراطي. وهناك بضعة آلاف من الأمراء يجلسون فوق مجتمع ما يقرب من 32 مليون نسمة. ويعيش الأمراء أسلوب حياة شاملة بشكل عام خارج الرأي العام، لكنهم يشترون رجال الدين الأصوليين في المملكة العربية السعودية من خلال تشجيع الطائفة الإسلامية المتعصبة للوهابية في جميع أنحاء العالم. ويصدر النظام قيمه الوحشية ويدعم التعاليم الإسلامية المتعصبة في جميع أنحاء العالم ويتدخل عسكريا ضد جيرانه.
 
لقد كان السعوديون منذ فترة طويلة مصدرا سخيا للناس والمال للجماعات المتطرفة والإرهابية، بما في ذلك تلك التي تهاجم الغرب.
 
السعوديون يشترون الولاء المحلي بينما يوظفون الأجانب للقيام بأعمال قذرة نيابة عنهم. ولا يستطيعون القتال بأنفسهم، حتى أن الجيش السعودي أداؤه ضعيف على الرغم من امتلاكه أفضل الأسلحة الأمريكية.
 
ومما يثير قلقا أكبر للولايات المتحدة هو العدوان الدولي الذي يمارسه ولي العهد. وهو يضغط على الحرب شبه العسكرية ضد إيران، وتعهد "بالعمل حتى تكون المعركة في إيران نفسها". ودعمت الرياض الجهاديين المتطرفين في محاولة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد.
 
قام بن سلمان بتنظيم غزو اليمن قبل عامين لاستعادة السلطة الاستبدادية الصديقة التي أطيح بها في آخر تكرار للنزاع الداخلي الذي لا نهاية له. وكان يفترض أن يكون هذا الغزو قصيرا وحاسما، لكنه تجسد في صراع طائفي مطول قتل فيه أكثر من 10 آلاف مدني، معظمهم من الهجمات الجوية السعودية التي قدمت الولايات المتحدة الأسلحة إليها، وأعادت تزويد الطائرات السعودية المقاتلة بالوقود في الجو، وحددت أهداف الضربات الجوية.
 
وتعثر السعوديون في الحرب ولم يبذلوا جهدا يذكر لتجنب وقوع خسائر بين المدنيين. ولذا فان توسيع مشاركة واشنطن في اليمن سيزيد من حصة أمريكا في الحرب دون أن يحسن كثيرا من احتمال التوصل إلى نتيجة إيجابية.
 
دوغ باندو
دوغ باندو
بعد أن أشعلت الرياض النار، نفخت إيران لهيبها، وقدمت مساعدات متواضعة جداً لأعداء الرياض، الحوثيين. ولا تسعى طهران إلى "الفوز" بل إلى استنزاف خصمها السعودي. ولا توجد نهاية في الأفق للحرب غير الأخلاقية، التي ستؤدي حتما إلى نتائج عكسية، تكتوي واشنطن بنيرانها على نحو أعمق.
 
في المقابل، كان الأمير نايف، متشككا في مغامرة بن سلمان المتهورة في اليمن.
 
وساعدت الجهود الحربية السعودية في صعود تنظيم القاعدة وداعش والميليشيات السلفية. كما أن القاعدة في شبه الجزيرة العربية آخذة في الارتفاع.
 
ويبدو أن الأمير الشاب، هو القوة الدافعة وراء الهجوم الذي تقوده السعودية على قطر. وعلى الرغم من أن المملكة العربية السعودية قد فعلت أكثر من أي دولة أخرى لتمويل المنظمات الإرهابية المناهضة للغرب، فإن الرياض اتهمت الدوحة بدعم الإرهاب، وهو اتهام صحيح لكن الرياض هي الآخر تمارس الفعل ذاته.
 
وقد غضبت العائلة المالكة السعودية من علاقات قطر الودية مع إيران، والتي تنمو بشكل طبيعي على خلفية حقل الغاز الطبيعي المشترك. وتشجع هذه الروابط أيضا مشاركة الأمة الشيعية في النظام الدولي. وانتقد السعوديون قطر لدعمهم جماعة الإخوان المسلمين. غير أن حرب الرياض على جماعة الإخوان المسلمين تجعلهم يمارسون أنشطة سرية وتطرف المزيد من الشباب المسلمين الذين لا يجدون أملا في ملكية فاسدة مدمرة.
 
حتى جيران الرياض السنيين ليسوا مرتاحين تماما لطموحات بن سلمان الضخمة. وحذر تشاس فريمان، سفير الرئيس جورج بوش إلى المملكة العربية السعودية: أن "بعض الجيران يعتبرونه محركا للهيمنة السعودية في المنطقة، وهو ما قد يكون غير مرحب به مثل الهيمنة الإيرانية".
 
وعلى الرغم من تلميع الصحافة لصورة بن سلمان، وتصويره بأنه حاكم جديد ديناميكي، لكن الواقع أثبت حقيقة فشله المتصاعد. وخير دليل على ذلك، يواصل اليمنيون مقاومة العدوان السعودي بشكل ناجح وفعال، وقد صمدت قطر حتى الآن أمام محاولة الرياض لابتزازها. ولم تنجح سوى الإصلاحات الاجتماعية المتواضعة التي قام بها الوريث الصغير السن.
 
مع استعداد تولي الأمير الشاب الحكم رسميا، يجب على الولايات المتحدة أن تتراجع عن علاقة أدت إلى تقويض القيم والأمن الأمريكيين في آن واحد. فالنظام السعودي محتوم عليه بالسقوط، وتباعا، ستدفع واشنطن حينها ثمنا سياسيا باهظا بسبب دعمها للملكيات القمعية والعدوانية لفترة طويلة.
 
ولا يمكن لولي العهد السعودي الجديد أن يخفف الطابع الوحشي للنظام الذي يمثله. حتى على افتراض أن العائلة المالكة متحدة حقا، وهناك على الأرجح قلق أكبر مما هو معروف علنا.
 
إن وضع الشاب المتهور ولي عهد للمملكة العربية السعودية، كوضع أحمر شفاه على خنزير. ولا تزال المشكلة الأساسية هي أن النظام الملكي الدكتاتوري يفتقر إلى الشرعية العامة. والسؤال الوحيد هو متى يتحرر الشعب السعودي أخيرا؟.
 
دوغ باندو: مساعدا خاصا سابقا للرئيس رونالد ريغان وزميل أقدم في معهد كاتو الامريكي للدراسات والتحليلات
 
*مجلة "فوربس" الامريكية