متى يدرك السودان انه يدفع بقواته إلى "محرقة" اليمن؟

قرار الحكومة السودانية إرسال مزيد من قوات "الجنجويد" للقتال في اليمن لن يغير موازين الحرب لصالح السعودية وحلفائها، وإلا لغيرتها مرتزقتها من "بلاك ووتر" وجيوشها المدعومة امريكيا وبريطانيا وطائراتها وغاراتها الوحشية على مدى عامين ونصف العام.

 

واثار قرار الحكومة هذا ردود فعل مرحبة في أوساط تحالف العدوان، ومتوعدة من قِبل اليمنيين، وغاضبة من بعض الدوائر الشعبية السودانية.

 

وبحسب وسائل اعلام سودانية، تم نقل "وِحدات من قوات التدخل السريع" من مطار نيالا على مدى ثلاثة أيام إلى مطارات المدن السعودية المتاخمة للحدود اليمنية-السعودية وبعض مطارات اليمن للمشاركة بحرب اليمن.

 

ووجه حزب الأمة القومي السوداني، بزعامة الإمام الصادق المهدي انتقادات شديدة للحكومة السودانية، لتدخلها في حرب اليمن. ووصف الحزب في بيان له تناقلته وسائل اعلام سودانية، موقف الحكومة بالمتهافت وغير الرشيد حيث أصبح الدم مقابل الدفع دون مراعاة لمشاعر الشعب اليمني.

 

وقال المكتب السياسي لحزب الأمة في بيانه إن مشاركة القوات السودانية في حرب اليمن لم تستلهم تاريخ الجندية السودانية الناصع مما جرّ على البلاد سيلا من الاتهامات والانتقادات التي ستؤثر حتماً على مجمل العلاقات السودانية الخارجية.

 

من جانبه اتهم مني أركو مناوي رئيس حركة جيش تحرير السودان الحكومة بالتخطيط لإبادة قبيلتي المعاليا والزريقات عبر إشعال نار الحرب بينهما والتي راح ضحيتها أكثر من 2000 شخص خلال ثلاث أعوام.

 

وقال مناوي في مقابلة مع راديو "دبنقا" السودانية، إن إرسال الحكومة لقوات عسكرية إلى اليمن هدفها إبادة بعض القبائل في دارفور وتوفير التمويل اللازم للحرب الدائرة في الإقليم. وأضاف أن الحكومة سعت من خلال إرسالها لتلك القوات لليمن لهدفين: الأول هو التخلص من القبائل التي نفذت ما سماه بمخططها الإجرامي في إبادة القبائل التي تتهمها بالتمرد في دارفور، وذلك عبر التهجير وحرق القرى والإبقاء في معسكرات النزوح.

 

وقال إن الهدف الثاني للحكومة هو إرسال تلك القوات إلى اليمن لإيجاد التمويل اللازم لإدارة العمليات الحربية الدائرة في السودان.

 

وتوقع مناوي أن تسعى الحكومة مع السلطات السعودية لتوطين ما تبقى من المليشيات المقاتلة في اليمن في الشريط الحدودي بين السعودية واليمن ومنحهم التابعية السعودية بعد انتهاء العمليات الحربية الجارية في اليمن.

 

كما سبق وربطت مصادر يمنية واماراتية بين زيارة رئيس اركان الجيش الاماراتى للخرطوم الاسبوع الماضى وصفقة مع نظام عمر البشير تقضى باستئجار جنود سودانيين مقابل ألفي دولار على الرأس الواحد.

 

وبحسب صحيفة "حريات" السودانية، تقضي الصفقة باحلال القوات السودانية محل القوات الاماراتية في حرب اليمن. ويدخل ضمن الاتفاق توسط الامارات لعمر البشير عند الادارة الامريكية الجديدة فيما يتعلق بكونه مطلوباً لدى العدالة الدولية بتهم ارتكاب جرائم الابادة الجماعية وجرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية.

 

وتتكتم الحكومة السودانية عن أعداد القتلى والجرحى في صفوف قواتها في اليمن، تجنبا لتصعيد الاستياء والغضب الشعبيين.

 

ان زيادة عدد القوات السودانية في الحرب على اليمن يعني زيادة أعداد القتلى والجرحى، وزيادة الغضب الشعبي، والانتقادات الحادة لحكومة البشير. فالسودان لا يعرف انه أقدم على مخاطرة غير محسوبة العواقب، ويدفع بقواته إلى مستنقع حرب خاسرة مسبقا، وفي بلدٍ يوصف بأنه مقبرة الغزاة.

 

اقرأ المزيد:

محرقة للمرتزقة بينهم سودانيون شمال اليمن

البشير يزور قبور جنود سودانيين قتلوا في اليمن ‎ودفنوا بالسعودية

مصرع وإصابة عشرات الجنود السودانيين شمال اليمن

بالصور- ميدي.. محرقة الجيش السوداني ومرتزقة العدوان

مقتل وجرح عشرات المرتزقة بينهم سودانيون بميدي

إصابة عدد من المرتزقة السودانيين غرب اليمن

قتلى سودانيون ومرتزقة في زحف على ميدي

الجيش السوداني: مرتزقة في اليمن وجنجويد في دارفور

الجيش السوداني يعلن رسمياً مقتل واصابة 27 جنديا وضابطا في اليمن