هل يحقق المنتخب السوري "إنجازا تاريخيا" ويتأهل لكأس العالم 2018 لكرة القدم؟

لم يعد يفصل منتخب سوريا عن تحقيق حلم الوصول إلى نهائيات كأس العالم لكرة القدم للمرة الأولى في تاريخه سوى 90 دقيقة، هي عمر مباراته الأخيرة مع نظيره الإيراني والتي ستجرى الثلاثاء بطهران. ولكن "الإنجاز التاريخي" الذي يأمل المنتخب السوري في تحقيقه سيتعلق أيضا بنتيجة مباراة المنتخبين الكوري الجنوبي والأوزباكستاني.
 
يجد المنتخب السوري نفسه قريبا من تحقيق إنجاز تاريخي أقرب إلى المعجزة، عندما يلاقي مضيفه الإيراني في الجولة العاشرة والأخيرة من منافسات المجموعة الآسيوية الأولى ضمن التصفيات المؤهلة لكأس العالم لكرة القدم 2018.
 
وبعد فوزه الأسبوع الماضي على قطر (3-1) في الجولة التاسعة، وجد المنتخب السوري نفسه في موقع يتيح له المنافسة جديا على بلوغ كأس العالم للمرة الأولى في تاريخه، في إنجاز قد يأتي في ظل معاناة البلاد.
 
وباتت سوريا ثالثة المجموعة الأولى برصيد 12 نقطة، بفارق نقطتين عن كوريا الجنوبية الثانية (14 نقطة)، وبفارق الأهداف أمام أوزبكستان الرابعة (12 نقطة أيضا).
 
كل الاحتمالات ممكنة
 
وستكون الأمتار الأخيرة في هذه المجموعة مفتوحة على كل الاحتمالات، إذ لا تزال أربع منتخبات في موقع المنافسة على المركز الثاني المؤهل مباشرة إلى مونديال روسيا 2018، والمركز الثالث الذي يتيح لصاحبه خوض ملحق آسيوي مع ثالث المجموعة الثانية، على أن يخوض الفائز فيه ملحقا دوليا مع رابع منطقة الكونكاكاف (أمريكا الشمالية والوسطى والكاريبي).
 
وحالت الأوضاع الأمنية في سوريا دون استضافتها لمبارياتها على أرضها واختارت ماليزيا لذلك. وستكون المواجهة الأخيرة في إيران.
 
وتتصدر إيران المجموعة الأولى برصيد 21 نقطة من تسع مباريات، وهي لم تخسر أي مباراة في هذه التصفيات، ولم يتلق مرماها أي هدف.
 
وقال المدرب السوري أيمن حكيم "هي مواجهة صعبة جدا أمام منتخب قوي نحترمه... درسناه جيدا وجميع لاعبينا مصممون على الخروج بنتيجة إيجابية تسعد كل الشعب السوري".
 
أضاف "هي مواجهة مصيرية، أستطيع القول إنها أهم 90 دقيقة في تاريخ الكرة السورية وفي تاريخ كل السوريين (...) نحن بحاجة للفوز وقد أثبتتا أننا لسنا لقمة سائغة وأننا من كبار آسيا".
 
وتابع "ما حققناه حتى الآن هو أكثر من إعجاز وأتمنى أن نتأهل برفقة إيران إلى المونديال. هي 90 دقيقة ستوصلنا إلى كأس العالم".
 
وحققت سوريا أداء متوازنا في التصفيات، إذ خسرت وفازت وتعادلت ثلاث مرات، وانتهت مواجهتها مع إيران ذهابا بالتعادل السلبي.
 
ويتوقع أن يخوض حكيم المباراة بتشكيلة شبه كاملة، تضم ثلاث نقاط قوة في المقدمة هم عمر السوما وعمر خريبين وفراس الخطيب.
 
وفي أبرز مباريات المجموعة، تحل كوريا التي لم تغب عن المونديال منذ العام 1982، ضيفة على أوزبكستان، ساعية إلى تكرار فوزها ذهابا في سول في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي.
 
وتحتاج كوريا إلى نقطة من المباراة لضمان التأهل المباشر أو خوض الملحق، وذلك بحسب نتائج المباريات الأخرى، لاسيما إيران وسوريا.
 
ووعد المدرب الكوري الجنوبي شين تاي-يونغ بـ "العودة إلى الديار مع الفوز مهما كان الثمن"، علما أن المنتخب حقق فوزا واحدا في مبارياته الخمس الأخيرة ضمن التصفيات.
 
أضاف "نحن في وضع صعب، لكن سنعزز قوتنا الذهنية ونفوز".
 
في المقابل، يتطلع المنتخب الأوزبكستاني إلى تعويض هزيمته المفاجئة أمام الصين في المرحلة السابقة، والثأر من المنتخب الكوري الجنوبي الذي خطف منه في تصفيات كأس العالم 2006 و2014 بطاقة التأهل المباشر، ما أجبره على خوض الملحق مرتين دون التمكن من بلوغ النهائيات.
 
وفي تصريح للموقع الرسمي للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، قال قائد المنتخب أوديل أحمدوف "هذه فرصتنا الأخيرة. إما أن نتغلب على كوريا الجنوبية أو نوقف كرة القدم في بلادنا".
 
أضاف "هو المنتخب الذي يخيفنا ويشكل عقدة بالنسبة إلينا، لكننا نلعب على أرضنا ولدينا واجب تجاه جماهيرنا"
 
وتسعى الصين التي تحتل المركز 77 عالميا، إلى تحقيق "مستحيل" طلب المدرب الإيطالي مارتشيلو ليبي من لاعبيه الإيمان به، عبر محاولة إنهاء التصفيات في المركز الثالث والمشاركة في الملحق.
 
وتخوض الصين مباراتها الأخيرة أمام مضيفتها قطر، مدفوعة بفوز على أوزبكستان 1-صفر في الجولة السابقة.
 
وقال ليبي بعد تلك المباراة "عندما تكون لدينا فرصة حسابيا، لا عذر لدينا للاستسلام. علينا بذل كل الجهود لإتمام المهمة".