آلاف الأقمار الاصطناعية تتتبع حركة الإنسان كالعيون من الفضاء

توفر الأقمار الاصطناعية اليوم خيارين: إما التصوير المتكرر بدقة أقل أو صور عالية الدقة مرتين يوميًا على الأكثر.
 
وتعمل اليوم شركات متعددة منها ديجيتال جلوب، التي تملك أقمارًا اصطناعية بكاميرات تستطيع أن ترى كتابًا على طاولة القهوة، على تغيير ذلك.
 
وتطور ديجيتال جلوب سلسلة جديدة من الأقمار الاصطناعية اسمها «وورلدفيو ليجن،» والتي ستسد الثغرات في تغطيتها بحلول العام 2021، وستتيح لهم تصوير مناطق من الكوكب كل 20 دقيقة. وهذا ما يسمى التصوير عالي المراجعة بالأقمار الاصطناعية (High Revisit).
 
واقتصر هذا النوع من التصوير سابقًا على الشركات الصغيرة (والتي تقل أقمارها الاصطناعية عادة عن 500 كيلوغرام) مثل «بلانت.»
 
وتطلق هذه الشركات غالبًا أقمارًا اصطناعية قليلة التكلفة، وتغطي مساحات أكثر بسرعة أكبر نتيجة لذلك. وتصور بلانت سطح الأرض بدقة أربعة أمتار يوميًا، وذلك باستخدام ما يقرب من 200 قمر اصطناعي في المدار.
 
ويُتوَقع أن تطلق شركات صناعة الأقمار الاصطناعية الصغيرة آلاف الأقمار الاصطناعية الإضافية في العقد القادم، ما سيتيح لها تزويدنا بشيء جديد: صور تكشف عن تغيرات يومية في أي بقعة معينة.
 
وتسعى شركتا ديجيتال جلوب ووورلدفيو ليجن إلى توفير كل من الجودة والكمية عبر التركيز على مشاهدة الناس بدلًا من الكوكب كله.
 
وهذا يعني التركيز على نطاق ضيق نسبيًا من خطوط العرض التي يسكنها الناس. نريد أن نرى ما يفعله الآخرون: سنرى العمليات العسكرية والمشاريع الصناعية وأنماط البيع بالتجزئة، والاتجاهات الاجتماعية كلها عبر مشاهدة الناس. وهذا يبسط المشكلة لشركات الأقمار الاصطناعية التي تحتاج إلى تغطية كافية عالية الجودة للمناطق المأهولة فحسب للاستجابة للطلب.
 
وعلى الرغم من أن عدد الأقمار الاصطناعية المدربة على البشر في الأرض آخذ في الازدياد، فإن عدد الشركات التي تملك أقمارًا اصطناعية ما زال قليلًا نسبيًا.
 
وكتب محلل «نورثرن سكاي» السابق براتيب باسو في تقرير «تركزت نسبة 74% من سوق بيانات رصد الأرض بين ديجيتال جلوب وإيرباص دي آند إس، و إم دي آي -والباقي بين ما يقرب من اثنتي عشرة شركة، منها تيليسبازيو وبلانيت.» وتملك شركة واحدة اليوم كلًا من إم دي آي وديجيتال جلوب، اللتان اندمجتا حديثًا، ما يعني أنها تسيطر على أكثر من نصف سوق مراقبة الأقمار الاصطناعية في العالم: 54%.
 
التنبؤ الآني بدلًا من التنبؤ المستقبلي
 
توفر صور الأقمار الاصطناعية عالية المراجعة بيانات ذات تأثير واسع أكثر من مجرد تطبيقات الخرائط؛ فلها تأثير أيضًا على الاقتصادات الوطنية والعلاقات الدولية. وتبيع شركات الأقمار الاصطناعية معلوماتها إلى الحكومات، لتكشف عن تجارب الأسلحة وتحركات القوات العسكرية.
 
وتستطيع برامج تحليل الصور اليوم إخبار تجار التجزئة المتنافسين عن المتاجر التي يقصدها أشخاص أكثر، بناءً على عدد السيارات في مواقفها. وسيستطيع أي شخص مهتم، من شركات الموارد الطبيعية إلى الحكومات والمنقبين الخاصين، معرفة كل من يحفر وأين ينقب، ومدى النجاح الذي حققه.
 
ومن ناحية أخرى، تساعد هذه الصور المهندسين المدنيين على التخطيط للكوارث بفعالية أكبر، ومنعها باتخاذ تدابير هندسية أكثر فعالية كالسدود.
 
وتستطيع منظمات الإغاثة مسح مناطق الكوارث والفيضانات لوضع استراتيجيات لتقديم المساعدات.
 
وتستطيع منظمات الطقس ووكالاته مثل «نوا» تحذير الناس وإعلامهم بطرق الإخلاء التي يجب اتخاذها خلال حالات الطوارئ الجوية.
 
وسيتيح لنا هذا النوع من المعلومات الآنية، والذي يسميه موقع «وايرد» التنبؤ الآني، تحسين الاستجابة لكل شيء، من حركة المرور في المدن إلى الكوارث الطبيعية. وهذا ما يبدو عليه مستقبل الأقمار الاصطناعية القريب جدًا.
 
المصادر: مرصد المستقبل، Wired, NSR