الاسكتلنديون يرفضون بيع الاسلحة البريطانية الى السعودية بسبب وحشيتها في اليمن

صحيفة "ذا ناشيونال" الاسكتلندية

بعد عشرة أيام، لا تزال الطفلة اليمنية بثينة الريمي ست سنوات، التي أصيبت بجروح خطيرة في هجوم جوي للتحالف وأسفر عن مقتل عائلتها، غير قادرة على المشي، بسبب اصابات في راسها.

وانتشرت صور بثينة منصور الريمي، التي فقدت والديها وخمسة أشقاءها في القصف، وهي تحاول فتح احدى عيناها، كالبرق في وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، وشوهدت في جميع أنحاء العالم.

ويقول عمتها وعمها، الذين سوف يهتمون الآن بها، أنها لا تعرف حتى الآن أنها الناجية الوحيدة من هجوم 25 أغسطس.

وفي بيان صدر عن جمعية "إنقاذ الطفولة" الخيرية، التي تمول علاج بثينة في المستشفى، وصف عمها علي الريمي كيف وجد جثث العائلة بعد الهجوم.

وقال عم بثينة: "عندما رأيت البيت لأول مرة بعد قصفه، سقطت على الأرض مغشيا.. وبعد ان أعطوني بعض الماء.. استعدت الوعي.

وأضاف: "كنت في حالة يرثى لها، وتمالكت نفسي وتمنيت أن القى واحد منهم على الأقل على قيد الحياة".

ومضى يقول: "أول جثة انتشلناها من تحت الركام كان ابن عمتي.. ثم زوجة أخي محمد، ثم ابنتها الكبرى علاء".

ويأتي هذا في الوقت الذي كشف فيه استطلاع اجرته احدى المؤسسات الخيرية في اسكتلندا، عن ان 55٪ من الاسكتلنديين وافقوا على أن تعلق المملكة المتحدة مبيعات الأسلحة على الدول التي تقاتل في اليمن.

وهذا يشمل التجارة المربحة مع حلفائها الخليجيين، المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.

ووافقت الحكومة البريطانية على اصدار تراخيص اسلحة ما قيمته 3.8 مليار جنيه إسترليني الى السعودية، التي تقود تحالفا دوليا في اليمن، منذ مارس 2015.

ورفضت وستمنستر مرارا الدعوة لإنهاء هذه المبيعات، على الرغم من جرائم الحرب، ولكن 10 في المئة فقط من الاسكتلنديين الذين شملهم الاستطلاع يدعمون موقف حكومة المملكة المتحدة.

وقال 65 في المائة ممن شملهم الاستطلاع، إن بيع الأصناف بما في ذلك القنابل الموجهة "بافيواي" والطائرات المقاتلة التيفونية "غير مقبول" إذا كانت ستستخدم لقصف اليمن.

وفضلا عن قتل وتشويه الآلاف من المدنيين، أدى الحصار المفروض على الموانئ والمطارات اليمنية إلى تفشي سوء التغذية وتفشي وباء الكوليرا، وتسبب في اسوأ ازمة انسانية في العالم.

وقال جورج غراهام، مدير في منظمة إنقذو الطفولة: "إن لدى بريطانيا الكثير ما يجب أن نفخر به - نحن احد أكبر الجهات المانحة للمساعدة في اليمن. ولكن قنابلنا ترسل أيضا إلى البلدان التي تقتل الأطفال اليمنيين، وتفجر المدارس والمستشفيات وتعيق وصول المساعدات. ومن الواضح أن الجمهور يعتقد أن الأسلحة التي تصنع في الجزر البريطانية تلقي ظلالا مظلما على مكانتنا في العالم".