تعرف على أول امرأة تدير مباراة البوندسليغا للرجال!

في المرحلة الثالثة للبوندسليغا سيكون عشاق الدوري الألماني لكرة القادم على موعد مع حدث تاريخي. فللمرة الأولى ستدير إمرأة مباراة للرجال ضمن منافسات دوري الدرجة الأولى لكرة القدم!

يحتفل الدوري الألماني لكرة القدم يوم الأحد القادم (11 أيلول/سبتمبر 2017) بحدث تاريخي قلّما نشهده. فهذا اليوم سيشهد ظهور أول إمرأة تتولى تحكيم مباراة في منافسات دوري الدرجة الأولى للرجال، في خطوة تشكل علامة فارقة في المساواة بين الجنسين في كرة القدم الألمانية. ويتعلق الأمر بـ "الحكمة" الألمانية بيبيانا شتاينهاوس البالغة من العمر 38 عاما.

وستدير الشرطية القادمة من هانوفر مباراة هيرتا برلين أمام فيردر بريمن، ضمن منافسات المرحلة الثالثة في دوري الرجال، وهو ما سيزيد حتما من نسب المشاهدة لهذه المباراة بالذات.

واحتفالا بالمناسبة، أعلن نادي هيرتا برلين (صاحب الأرض) عن بيع تذاكر المباراة بنصف الثمن للسيدات، كما أصدر 500 تذكرة خاصة تحت مسمى "تذاكر بيبيانا شتاينهاوس"، مشددا أن "المرأة دائما ما ترسم المستقبل في برلين".

أما شتاينهاوس نفسها، فقد أعربت عبر بيان أصدره الاتحاد الألماني لكرة القدم يوم أمس الخميس عن "سعادة غامرة" للمشاركة لأول مرة في مباريات دوري الدرجة الأولى، موضحة: "بالطبع، أتطلع إلى (إدارة) مباراتي الأولى في البوندسليغا.. سعيدة بأنني وطاقمي سنتمكن أخيرا من خوض هذا التحدي يوم الأحد المقبل. نحن بالتأكيد مستعدون جيدا".

ورغم أن فضولا كبيرا يسود أوساط المشجعين، إلا أن هناك إجماع كبير حول قدرة شتاينهاوس على تولي مهمتها بنجاح. فسجلها الطويل يشهد بذلك، بعد أن أدارت خلال 18 عاما نحو 80 مباراة سواء على مستوى منافسات الدرجة الثانية أو على مستوى منافسات دوري السيدات، بما في ذلك المباريات النهائية في كأس العالم 2011 وأولمبياد 2012 ودوري أبطال أوروبا 2017.

واليوم باتت شتاينهاوس على بعد خطوة واحدة لتحقيق حلم طالما وصفته بـ"الشخصي".

ورغم أنها لا تريد الإقرار بالأهمية "التاريخية" لمباراة الأحد، لكونها ترى أن ذلك حكما "أطلقه الآخرون"، إلا أنها أقرت في حوار نشره نادي هيرتا برلين على موقعه الإلكتروني بالمكانة الاستثنائية للمباراة، فـ "من ناحية، هي مجرد مباراة أخرى أود أن أديرها بشكل جيد.

ولكن من ناحية أخرى، هي مباراة في البوندسليغا، وحقيقة أنني سأكون أول سيدة تدير مباراة في المسابقة، تجعل منها مباراة ليست عادية، خاصة لدى الجماهير"، تقول شتاينهاوس.

وفي حقيقة الأمر لم تستحوذ شتاينهاوس على الأضواء بسبب كفاءتها فحسب، وإنما أيضا لمواقفها الشجاعة والحكيمة حين تتعرض لمضايقات بلغت إلى حد التحرش الجنسي. وعند كل مرة كانت تحتفظ بهدوء ملفت وتجد الرد المناسب.

ومن بين ما بقي عالقا في أذهان معجبيها، إزاحتها لذراع المدير الفني جوسيب غوارديولا (حين كان مدربا للبافاري) عن كتفها، حين كانت تتولى مسؤولية الحكم الرابع خلال مباراة لبايرن ميونخ.

ومن بين الإهانات التي تعرضت لها شتاينهاوس، تعليق أطلقه لاعب هانوفر كريم ديميرباي حين قال "السيدات ليس لهن مكان في كرة القدم للرجال"، وذلك تعليقا على طرده خلال مباراة خاضها ضمن صفوف فريقه السابق فورتونا دوسلدورف في عام 2015. وكانت النتيجة أن عوقب ديميرباي بالإيقاف لعدة مباريات، كما أنه ألزم بتحكيم مباراة للفتيات، إلى جانب وابل من الانتقادات الغاضبة على مواقع التواصل الاجتماعي.

وكانت تسعى شتاينهاوس إلى أن ينظر إليها الجميع على أنها "حكمة للمباريات" فقط. لكن وعلى ما يبدو كان الأمر صعبا فاضطرت إلى التعايش مع حقيقة الاهتمام الجماهيري الكبير لمثل هذه الأحداث لكونها إمرأة.

وفي كل مناسبة تشدد تاينهاوس على أنها "ضمن حكام البوندسليغا لأن أدائي كان بالجودة الكافية، وليس لأنني إمرأة. وهناك فارق كبير بين هذا وذاك".