الوطن العمانية: استعادة الجيش السوري لدير الزور خسارة استراتيجية للغرب

بنجاح الجيش العربي السوري في استعادة السيطرة على جبلي الثردة 1 و2 في مدينة دير الزور من يد مسلحي تنظيم "داعش" الإرهابي، وتوسيع مساحة الأمان حول مطار دير الزور بالكامل، يخطو خطوة إضافية كبيرة على طريق استعادة كامل التراب السوري، وتخليص أبناء الشعب السوري من براثن مخطط إرهابي يستهدفه ويستهدف سوريا بأسرها، ذلك لما لمدينة دير الزور من أهمية كبرى توازي في البُعد الاستراتيجي مدينة حلب الشهباء التي تتنفس هواء سوريًّا نقيًّا بعدما تمكن الجيش العربي السوري من استعادتها، وطهرها من رجس الإرهاب، وبدأ أهلها ينعمون بالأمان والدفء والاستقرار، وأخذت الحياة تعود إلى سابق عهدها جراء الحراك الذي تقوم به الحكومة السورية لإعمار المدينة وإعادة الألق الاقتصادي والتجاري، والحس الوطني المفعم بالانتماء والولاء للوطن السوري.

 

ما من شك أن دير الزور على موعد مع نصر كامل مؤزر يطيح بكل ما حيك ضد هذه المدينة الاستراتيجية، ويسقط كل ما وضع من خطوط حمراء من قبل معشر المتآمرين على سوريا، والساعين إلى اقتطاع الجغرافيا السورية بما فيها دير الزور والرقة والحسكة وغيرها لمآرب معروفة ومفضوحة.

 

هذا الموعد سيكون ـ بعد توفيق الله وإرادته ـ بأيدي أبطال الجيش العربي السوري الذين يراكمون إنجازاتهم الميدانية في مطاردتهم فلول الإرهاب القاعدي بجميع أذرعه، وفي مقدمتها "داعش والنصرة".

 

فالمسيرات الشعبية التي نظمها أبناء مدينة الزور تعبيرًا عن فرحهم وابتهاجهم بفك الحصار عن مدينتهم، وفتح الطرق لإمدادهم بالمساعدات الإنسانية، ووصلهم بذويهم في باقي التراب السوري، تؤكد بما لا يدع مجالًا للشك أن ما كل سيق من شعارات إنسانية وحقوقية مع المخطط الإرهابي الذي يستهدفهم، إنما هو كذب محض وافتراء بيِّن، فكيف تستقيم الشعارات الإنسانية والحقوقية مع حصار محكم تمارس خلاله أبشع صنوف الإرهاب والعذاب والظلم والفساد، وأفظع أساليب الانتهاك للدماء والأخلاق والأعراض؟

 

إن جبل الثردة ارتبط بالذاكرة السورية وبالذاكرة العربية الشريفة من حيث ذلك الاعتداء الذي قام به الطيران الحربي الأميركي على مواقع الجيش العربي السوري في هذا الجبل لدعم تنظيم “داعش”، حيث تزامن الاعتداء مع هجوم إرهابي ضخم لـ”داعش” من أجل تمكين التنظيم الإرهابي من السيطرة على الجبل.

 

إن هذه الإنجازات الميدانية ترسم خرائطها السياسية، حيث الاستعداد لانطلاق الجولة السادسة من محادثات أستانا التي ستعقد في الـ14 والـ15 من الشهر الجاري، فقد أعرب وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف عن تفاؤله بأن هذه الجولة ستشهد اتفاقات جديدة بشأن إنشاء منطقة تخفيف التوتر الرابعة في إدلب.

 

إلا أنه، ومع ذلك، لا بد من التأكيد أن طرق الحل السياسي للأزمة السورية لا تمر فقط من أستانا أو من جنيف أو من غيرهما، وإنما طريق الحل السوري يمر من الميدان السوري من قرار دمشق، حيث تتواصل الجهود السورية لتعبيد هذا الطريق بالمصالحات وضرب بؤر الإرهاب، كما أنه لا يتوقف عند اتهامات باطلة بنيت على باطل وافتراءات ومسرحيات غير أخلاقية تحاول التعطيل لتنال من سوريا وشعبها وجيشها وقيادتها.

 

إن استعادة الجيش العربي السوري دير الزور بصورة تامة ومنجزة وتطهيرها من رجس الإرهاب، ستعني خسارة "استراتيجية" للغرب وحلفائه أسس لها الجيش العربي السوري باستعادة هذه المدينة وقبلها حلب الشهباء وتدمر، وحمص التي على طريق إعلانها طاهرة من الإرهاب بصورة كاملة.